صورة نتنياهو!

الصورة التي اظهرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اثناء حديث صحفي مع قناة تلفزية فرنسية ، حيث إظهار خريطة المملكة المغربية بدون صحرائنا تعتبر فرصة للتفكير في حقيقة ما يقع ، والذي يصعب كشفه بسهولة (الحقيقة مخفية) .

شخصيا اثق في دبلوماسية بلدي ، فهي هادئة لا تتورط في بؤر التوثر ، صارمة حين يتعلق الامر بالوحدة الترابية ، ومتحركة مع مصالح الوطن .

من يحمي الصحراء المغربية هي الوحدة الوطنية و الاصطفاف وراء جلالة الملك وقوات ملكية لا ترحم من يقترب من حدودنا.

على العكس من اغلب التعليقات أجد ان الصورة ستكون مرعبة للنظام العسكر الذي وجد نفسه في موقف شديد الاحراج ، لانهم سيشكرون نتنياهو سرا ، قد يصبح مناضلا امميا من اجل قيم الحرية مادام عبر عما يريح الجنرالات بالجزائر من كراهية ضد وحدتنا الترابية ، لكن المفارقة انهم لا يستطيعون فعل ذلك جهرا !

بلا شك الصورة لها مفاعيل كثيرة فهي تكشف ان المغرب لا يقدم الولاء المطلق لأي كان، وان سياسته الخارجية سياسة واقعية متحركة لا تقدم شيكا على البياض و ان تعاملها الخارجي و علاقاتها الخارجية تقاس بميزان الوحدة الترابية، وأن المملكة تنظر للعالم عبر نطارات الصحراء المغربية.

الذين اعتبروا ان المغرب تخلى عن القضية الفلسطينية من اجل الصحراء يعرفون سيكتشفون قصور رؤيتهم، لأن القضية الفلسطينية تسكن وجدان المغاربة وأن الدفاع عن القضية لا يكون بإنتاج عنتريات عبر عن سلسلة من الاوهام.

إن الدفاع عن فلسطين حق مقدس لدى المملكة، لكن يتم بادوات ربما لا يدركها الكثيرون و ان الصورة مجرد فعل غاضب لفعل أصيل قامت به المملكة من اجل القضية.

لا ينبغي ان نركز على رد الفعل و نهمل الفعل ، التحليل العميق يقتضي فهم الفعل المفضي إلى رد الفعل.
الصورة تكشف حقيقة ان الذي اغضب نتنياهو هو فعل مناصر و منحاز للقضية الفلسطينية .