المغرب يعول على مناورات “الرعد الغامض” لتعزيز دفاعاته السيبرانية

في ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا وازدياد التهديدات السيبرانية، باتت التدريبات العسكرية والأمنية المتقدمة ضرورة ملحة، وتسعى المملكة المغربية إلى تحقيق خطوات متقدمة في هذا المجال، من خلال استضافتها لمناورات “الرعد الغامض” أو ما يعرف بـ “Arcane Thunder 24”.
مناسبة ستساهم في تعزيز قدراتها في مجال الأمن السيبراني والدفاع عن البنية التحتية الحيوية، ناهيك عن كونها فرصة سانحة لتبادل الخبرات والتكنولوجيا المتطورة بين المغرب وألمانيا، ومختلف الدول المشاركة.
تشهد هذه المناورات العسكرية مشاركة قوة مشتركة تضم حوالي 300 جندي من الولايات المتحدة والمغرب والمملكة المتحدة وألمانيا، وذلك وفقاً لما أعلنت عنه القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا وأوروبا.
في هذا السياق، أكد خبير العلاقات الدولية، حسن بلوان، أن استضافة المغرب لمثل هذه التدريبات يأتي في إطار المكانة المتميزة التي تحظى بها المملكة كشريك موثوق يتمتع بأجهزة ومؤسسات أمنية وعسكرية ذات مصداقية واحترافية دولية.
وأضاف بلوان أن “الحروب المستقبلية ستكون حروبا أمنية وسيبرانية، والمملكة المغربية لديها تجربة كبيرة في مثل هذه التدريبات، خاصة وأن تمارين الأسد الإفريقي التي تنظم سنويًا لا تخلو من الهجمات السيبرانية والإلكترونية.”
وأشار المتحدث إلى أن هذه التدريبات تسهم في تعزيز المكانة المتميزة والاحترافية العالية التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية المغربية كشريك دولي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والحرب الإلكترونية.
وفي سياق متصل، أوضح خبير العلاقات الدولية أن “مثل هذه التدريبات تساهم في نشر ثقافة السلام والأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
وتابع: احتضان المغرب لهذه التدريبات يأتي في إطار تجديد شامل تعرفه المنظومة العسكرية المغربية، خاصة بعدما أصدر الملك محمد السادس أوامر تقضي بإعادة النظر في الآليات والمناهج الأمنية والعسكرية، مع ضرورة تضمينها تقنيات حديثة تستجيب لمتطلبات الجيل الحالي من الحروب الإلكترونية والسيبرانية.
وأوضح المتحدث أن المغرب يستفيد من تكثيف التدريب في هذا المجال، كما تستفيد الدول المشاركة من البنية التحتية المهمة التي تتوفر عليها المملكة، ما جعلها تحظى بالموثوقية والأفضلية لدى العديد من الأجهزة الاستخباراتية والأمنية والعسكرية العالمية.
وخلص بلوان بالتأكيد على أن “المغرب ليس معنيا فقط بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والجريمة الإلكترونية، بل أصبح شريكاً رئيسياً على المستوى العالمي في محاربتها”.
يذكر أن هذه التدريبات تهدف، إلى ستنظم في بيئة عمليات مشتركة، إلى تمكين القوات المشاركة من العمل بفاعلية ضمن مسرح عمليات القيادة الأوروبية الأمريكية، مؤكداً أن قوات بلاده تعمل بشكل مستمر على تعزيز التعاون المشترك مع قوات الحلفاء والشركاء في إطار الهياكل القيادية المنتشرة على مساحة واسعة تمتد من ألمانيا إلى شمال المحيط الأطلسي وصولاً إلى المغرب.
اترك تعليقاً