900 كاميرا و40 شاشة عملاقة.. البيضاء تعتمد على الذكاء الرقمي لمحاربة الجريمة والازدحام

تشهد مدينة الدار البيضاء خلال الأسابيع الأخيرة دينامية غير مسبوقة في مختلف شوارعها ومحاورها الرئيسية، حيث تتواصل عمليات تثبيت مئات كاميرات المراقبة الحديثة في عدد من المناطق الحيوية، في إطار مشروع وطني طموح يشرف عليه المركز الرئيسي للقيادة والتنسيق بمقر ولاية أمن الدار البيضاء، تنزيلا للتوجيهات الملكية الرامية إلى تعزيز الأمن الحضري وتطوير أساليب المراقبة الرقمية في كبرى المدن المغربية.
وحسب مصادر أمنية مطلعة، فإن هذه العملية تأتي بعد جولة ميدانية قادها والي جهة الدار البيضاء سطات، محمد امهيدية، رفقة والي الأمن عبد الله الوردي، حيث قاما بزيارة عدد من الأحياء والمناطق الحساسة بالعاصمة الاقتصادية من أجل تحديد المواقع الاستراتيجية المناسبة لتثبيت الكاميرات.
وأوضحت المصادر ذاتها أن اللجنة التقنية المشتركة تشرف على دراسة دقيقة لكل نقطة قبل تثبيت الأعمدة والمعدات التقنية، بما يضمن تغطية شاملة ومتكاملة لمجمل محاور المدينة الكبرى.
وينتظر أن يشمل هذا المشروع مختلف المقاطعات الحضرية، من بينها ابن امسيك، عين السبع، سيدي مومن، والبرنوصي، وذلك في إطار رؤية شاملة تهدف إلى خلق شبكة متكاملة من المراقبة الذكية، تسهم في تعزيز الشعور بالأمن، وتسهيل مهام الشرطة في التدخل السريع ورصد التحركات المشبوهة أو حالات الطوارئ.
وتشرف شركة “الدار البيضاء للنقل” على عملية التركيب التقني لهذه الكاميرات، تحت مراقبة صارمة من المصالح الأمنية المختصة، التي ستتولى لاحقا الإشراف على تشغيل النظام ومتابعة الصور والبث المباشر داخل المركز الرئيسي للقيادة والتنسيق.
وشددت المصادر نفسها على أن هذا المركز يعد من أبرز المنشآت الأمنية الحديثة بالمغرب، ويشكل نواة رقمية متكاملة لتدبير الأمن الطرقي وتنسيق تدخلات فرق النجدة عبر منظومة ذكية ومندمجة.
ويضم المركز، الذي تم تجهيزه بأحدث التقنيات المعلوماتية، “حائط شاشات” مكونا من 40 شاشة عملاقة متصلة بشبكة من 900 كاميرات مراقبة عالية الدقة، مع مخطط لتوسيع هذه المنظومة الرقمية.
وستمكن هذه الشبكة من تتبع حركة السير في الوقت الحقيقي، وتدبير الازدحام، ورصد المخالفات، إلى جانب دعم مهام الأمن الوطني في مكافحة الجريمة وتعزيز الشعور بالطمأنينة لدى المواطنين.
هذا، وأصبح الجانب الأمني يشغل بال المواطنين، الذين يطالبون باتخاذ إجراءات للحد من عمليات السرقة والنشل المنتشرة في شوارع وطرقات الدار البيضاء، والتي توثقها أحيانا كاميرات المراقبة المثبتة أمام بعض المحلات.”
ويروم المشروع، الذي يندرج ضمن رؤية وطنية للتحول الرقمي في المجال الأمني، إلى الجمع بين الاستجابة السريعة لنداءات النجدة عبر الخط الهاتفي 19، وتدبير التداخلات الأمنية الميدانية ضمن فضاء معلوماتي موحد ومترابط.
وبهذا المشروع الطموح، تتجه الدار البيضاء نحو مرحلة جديدة من الحداثة الأمنية والرقمية، تعكس صورة مدينة المستقبل التي تجمع بين التحضر، الانضباط، والرقابة الذكية لخدمة المواطن وضمان سلامته في كل لحظة ومكان.
اترك تعليقاً