مجتمع

رغم تخصيص فضاءين للإيواء.. استياء بسبب “ضعف” العناية بالمهاجرين الأفارقة بمراكش

انتقد حقوقيون بمدينة مراكش، ضعف الاهتمام بالمهاجرين المنحدرين من بلدان جنوب الصحراء الإفريقية، بالرغم من تخصيص مركزين للإيواء بكل من دار البارود بالمدينة القديمة، والمركب الرياضي الزرقطوني بالداوديات، ووضعهما رهن إشارة مؤسسة التعاون الوطني.

وحسب ما عاينته جريدة “العمق” بأحد الشوارع الكبرى بمدينة مراكش، فإن العديد من المهاجرين الأفارقة المتواجدين بالمدينة، ما يزالون يتجولون في الشوارع ويتسولون عند إشارات المرور على شكل مجموعات بشرية.

وفي حديث مع أحد المهاجرين، حول وجود مركزين للإيواء بمراكش، قال “إنه ليس لي علم بذلك ولم أسمع به، وأصدقائي أيضا يجهلون هذا الأمر غالبا، وإلا أخبروني به”، مؤكدا أن حجم معاناتهم زاد بعد إعلان حالة الطوارئ التي فرضها انتشار فيروس كورونا.

وسجلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أيضا، في بيان لها، “ضعف العناية والإهتمام بالمهاجرين جنوب الصحراء الذين لا زالوا يتحصنون في منطقة جبل كليز، ويجوبون بعض الشوارع التماسا للمساعدة من المواطنين”. 

كما ذكر البيان في سياق متصل، أن الدعم الموجه للأسر المعوزة اتسم بـ”التوظيف السياسوي للمساعدات المقدمة من طرف المجالس المنتخبة لمواجهة الجائحة، وقد فرغها من مضامينها الإنسانية”. وذلك بعد رصدها “استياء مواطنين بمدينة مراكش من عدم حصولهم على الدعم”.

وطالبت الهيئة الحقوقية في هذا الصدد من المجلس المنخبة بمراكش ومجالس المقاطعات بـ”إعمال الشفافية والوضوح، وإعلان حجم الصفقات المخصصة لذلك وتكلفتها، واحترام المساطر القانونية”. منبهين لضرورة  “التوزيع العادل والشفاف الدعم على الأسر والفئات المستحقة عبر كافة تراب المدينة، دون تمييز أو إقصاء لأي سبب من الأسباب”.

كما شددت ذات الهيئة على ضرورة المراقبة القبلية والبعدية في كل ما يتعلق بالمالية المخصصة لقفة دعم للفقراء، وأيضا لاقتناء مواد التعقيم ومذا احترامها للمعايير العلمية المتعلقة بالتعقيم، مع تعميمه على كافة المناطق والتجمعات السكنية، وإعطاء الأولوية للأحياء التي قد تشكلت فيها بؤر الإصابة بالفيروس.

يشار إلى أن جماعة مراكش وضعت فضائين بالمدينة، رهن إشارة مؤسسة التعاون الوطني والسلطات المحلية بالمدينة لاستقبال الأشخاص بدون مأوى، في إطار الإجراءات الاحترازية للتصدي لوباء فيروس كورونا المستجد.

وفق ما صرح به لعمدة مدينة مراكش، محمد العربي بلقايد، فإنه “تم وضع المقر السابق المكتب الصحي البلدي دار البارود، مجهزا بـ 65 سريرا من طرف جماعة مراكش رهن اشارة إدارة التعاون الوطني وذلك لإيواء الأشخاص بدون مأوى”.

وأضاف عمدة المدينة خلال حديثه مع جريدة “العمق”، أن جماعة مراكش “خصصت القاعة المغطاة مولاي رشيد الكائنة بحي الداوديات، والتي تتوفر على أزيد من 80 سرير لنفس الغرض، بعد موافقة السلطات الولائية عليه، وكذلك لإيواء الأشخاص الذين لا يتوفرون على مأوى في إطار الإجراءات الاحترازية للتصدي لوباء فيروس كورونا المستجد”.

∗الصورة من الأرشيف

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *