حوارات

مدير “TRT التركية” يحكي للعمق المغربي تفاصيل فشل الانقلاب وكيف حررت القناة

في حوار مع جريدة “العمق المغربي”، يستعرض “توران كشلاكجي”، مدير قناة TRT التركية العربية، تفاصيل محاولة الانقلاب في تركيا، وكيف استطاع الشعب التركي إفشال الانقلاب.

في هذا الحوار، يكشف مدير القناة التي اقتحمها الانقلابيون ليلة أمس لإعلان بيان الانقلاب، الأجواء التي عاشتها قناة TRT الرسمية بعد اقتحامها من طرف الجنود الذي أجبروا مذيعة الأخبار على تلاوة بيان الانقلاب، وكيف تم تحرير القناة من الانقلابيين.

رئيس تحرير قسم الشرق الأوسط في وكالة الأناضول للأنباء سابقا، أكد في حواره مع “العمق المغربي”، أن الوضع في تركيا أصبح يستعيد طبيعته، لافتا إلى أن الانقلاب فشل بنسبة كبيرة، كما قدم شكره للمغاربة على دعمهم الكبير للشعب والقيادة التركية ضد الانقلاب. وفي ما يلي نص الحوار:

ـــــــــــــــــــــ

كيف هي الأوضاع الأمنية في تركيا الآن ؟

من الصباح حتى الآن، تزداد المظاهرات في كل المدن التركية، هنا في اسطنبول كل الشوارع فيها مظاهرات والناس يحتفلون ابتهاجا بإفشال الانقلاب، ميدان تقسيم يعرف مظاهرات حاشدة، والطائرات توثق المظاهرات من السماء، وهذا شيء عظيم يحدث لأول مرة في تاريخ تركيا، أرمنيون وشيوعيون وليبراليون وديمقراطيون ومحافظون كلهم في الشوارع جنبا إلى جنب، شبابا نساء شيوخا وأطفالا.

كيف تصف ما حدث ليلة أمس في تركيا ؟

ما حدث هو محاولة انقلابية من طرف منظمة إرهابية محدودة داخل الجيش التركي، وهي مجموعة دينية يتسلل أعضاؤها داخل الجيش التركي منذ 30 سنة، ويخفون تدينهم ورغم أنهم جماعة دينية، لكنهم يظهرون أنفسهم أنهم لا يصلون ولا يصومون ويشربون الخمر، كأنه لا علاقة لهم بالدين ليبينوا أنهم لا ينتمون لأي جماعة دينية، وجماعتهم تسمح لهم بأن يقوموا بهذا.

هل تقصد جماعة فتح الله كولن ؟

نعم، لكننا نسميهم “الكيان الموازي”، لأن هناك الكثير من أعضاء الجماعة التي ذكرتها لا علاقة لهم بالكيان الموازي، فالكثيرون من تلك الجماعة تبرؤوا منهم.

هل تعتقد بوجود قوى إقليمية ودولية ضالعة في محاولة الانقلاب ؟

نعم، لكن إلى حد الآن لم تظهر أي جهة، وبالتأكيد هناك ربط من الخارج، والأيام المقبلة سنرى من كان وراء هذا الأمر وأي دولة دعمتهم حتى يخرجوا، لا بد من أن يكون هناك دعم مالي خارجي، في الأيام القادمة سنعرف من.

تم اقتحام قناتكم أمس لإعلان بيان الانقلاب، احكي لنا ماذا حدث بالضبط ؟

في الانقلابات التقليدية الجيش يسيطر على المؤسسات الرسمية ومن ضمنها التحكم في القناة الرسمية، وقد اقتحموا القناة أمس لتلاوة البيان، هناك قنوات مستقلة كثيرة وهي كانت ضدهم، والشعب يتابع القنوات المستقلة أكثر من الرسمية، لذلك عرفوا أنهم أخطؤوا في اختيار القناة، فحاولوا اقتحام القنوات المستقلة لكن الشعب طردهم.

كيف استطعتم تحرير القناة من الانقلابيين ؟

كثير من الجنود الذين جاؤوا لاقتحام القناة ومؤسسات الدولة، لم يكونوا يعرفون أنهم جاؤوا للانقلاب، ولما أدركوا أن قياداتهم يستعملونهم من أجل الانقلاب، تركوا أسلحتهم وزيهم العسكري ولبسوا اللباس المدني وانضموا إلى الشعب، فهم لم يكونوا يريدون الانقلاب.

أما الذين بقوا مع الانقلاب فتم استعمال القوة لطردهم من داخل القناة من طرف موظفي القناة والشعب، قبل أن تعتقلهم الشرطة.

هل يمكن أن نقول الآن أن الانقلاب فشل بشكل نهائي ؟

نعم يمكن أؤكد لكم أن الانقلاب انتهى بنسبة 65 أو 67 في المائة، والجماعة الدينية التي تخفي نفسها، بقي عدد قليل منهم مصرين على الانقلاب، لكن ماذا سيفعلون الآن ؟ هل يفجرون أنفسهم ؟

هل محاولة الانقلاب هو انتقام من مواقف تركيا السياسية وفرض ميزان قوى جديد في المنطقة ؟

المحاولة الإنقلابية كانت ضد الشعب التركي، وهذا الكيان فقد في السنوات الأخيرة قوته، وحاولوا ضرب تركيا في عدة أحداث، وحاولوا ذلك بالانقلاب أخيرا وفشلوا، ليست لهم أي شعبية ويتسللون داخل المؤسسات التركية، خاصة التعليم والجيش والشرطة والقضاء، وهم فشلوا لأن الشعب ليس ضدهم.

رغم أن أردوغان اتهم كولن، إلا أن الأخير نفى ذلك وأدان الانقلاب، كيف تفسر هذا الأمر ؟

الكثير من الانقلابيين تابعين لهذه الجماعة وهم معروفون والشعب وكل الكتل السياسية في تركيا، حتى أحزاب المعارضة، كلهم خرجوا ضد الانقلاب وضد هذه الجماعة ودعموا الشعب التركي.

علاقة بالتفاعل مع الأحداث في تركيا، المغاربة تفاعلوا كثيرا مع تركيا، ومواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بالمنشورات حول تركيا.. ومن المغاربة من لم ينم ليلة أمس، كيف رأيتم هذا الأمر؟

نحن شعوب واحدة وتاريخنا واحد وديننا واحد وثقافتنا واحدة، من أجل هذا ما يحدث في المغرب يهمنا وما يحدث هنا يهمكم أيضا وقلوبنا واحدة.

لذلك الشعوب تتفاعل والقلوب تتفاعل، ونشكر الشعب المغربي لتفاعله معنا، نشكره جدا على ما قاموا به من أجلنا والشعب التركي يشكرون القيادة والشعب المغربيين.

آخر كلمة بخصوص مستقبل تركيا في ظل محاولة الانقلاب هاته ؟
أي نجاح لمحاولة للانقلاب فلن يكون هناك استقرار، وحينما سيفشل هذا الانقلاب، وسيفشل بسرعة، فسيبقى الشعب قويا والحكومة قوية والدولة قوية.