اقتصاد

الملك يستأنف تدشين مشاريع تنموية “عملاقة” بالأقاليم الجنوبية

استأنف الملك محمد السادس صباح اليوم الجمعة بمدينة العيون، تدشين المشاريع العملاقة المندرجة في إطار إستراتيجية تنمية الأقاليم الجنوبية، التي ابتدأها بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء قبل أن يمنعه المرض من مواصلتها مما اضطره لمغادرة العيون نحو باريس لتلقي العلاجات اللازمة.

وأعطى الملك صباح اليوم انطلاقة إنجاز مشروع مركب صناعي مندمج لإنتاج الأسمدة، بموقع “فوسبوكراع” بالجماعة الحضرية المرسى بإقليم العيون، بغلاف مالي قدر بـ 16,8 مليار درهم، كما أعطى انطلاقة أشغال إنجاز القطب التكنولوجي (تكنوبول) بفم الواد على بعد 18 كلم من العيون، ورصد له غلاف مالي قدر بملياري درهم.

مركب الأسمدة.. 1270 منصب شغل

سيمكن المركب الصناعي لإنتاج الأسمدة من إحداث 1270 منصب شغل، وسيضم بناء وحدة لإنتاج الأسمدة بقيمة 8,3 مليار درهم، وإنجاز مصنع لغسل وتعويم الفوسفاط (1,7 مليار درهم)، ووحدة لتجفيف الفوسفاط المخصص للتصدير (600 مليون درهم)، وحظيرة للتخزين بطاقة 500 ألف طن (800 مليون درهم).

وبغية التكيف مع الظروف البحرية والجوية وخصائص ساحل العيون (تراكم الرمال)، ومن أجل تطوير إمكانيات لوجستية (الاستيراد والتصدير)، سيتم أيضا في إطار هذا المشروع بناء ميناء جديد، وذلك باستثمار قيمته 4,2 مليار درهم.

ويروم المشروع المذكور إلى خلق ثروة على المستوى المحلي عبر تثمين الموارد الفوسفاطية، وتعزيز الامتياز التنافسي للمغرب، مما سيساهم في تنمية النسيج الصناعي للمقاولات والصناعات الصغرى والمتوسطة، والمهن الجديدة المرتبطة بأنشطة تحويل الفوسفاط إلى أسمدة.
القطب التكنولوجي.. لبحث علمي مواكب للتطور الصناعي

يسعى القطب التكنولوجي بمنطقة فم الواد نواحي مدينة العيون إلى مواكبة مشروع المركب الصناعي المندمج لإنتاج الفوسفاط بالأقاليم الجنوبية، ويضم قطبا للتعليم والبحث يتناول المواضيع المتعلقة بالبيئة الصحراوية، وقطب لدعم التنمية الاقتصادية للجهات الجنوبية، وقطب آخر ثقافي، إضافة إلى بنيات تحتية اجتماعية.

ورصدت للقطب التكنولوجي الذي دشنه الملك صباح اليوم ميزانية مقدرة بملياري درهم، وسيعمل على تعبئة نحو 1,8 مليون يوم عمل/ شخص، أثناء مرحلة البناء كما سيحدث 1200 منصب شغل دائم في أفق سنة 2022.

وسيضم هذا القطب التكنولوجي في مرحلة أولى (655 مليون درهم) جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وثانوية للتميز، ومركز للكفاءات الصناعية. وستساهم ثانوية التميز، التي بوسعها استقبال 360 تلميذا بالنسبة للثانوية و200 بالنسبة للأقسام التحضيرية، في تعزيز العرض التكويني للتميز بالجهات الجنوبية ودعم التنوع الاجتماعي والاستحقاق.

وستشتمل ثانوية التميز (3 هكتارات)، التي تعد مشتلا للمواهب، على إقامات (داخلية للتلاميذ ومساكن وظيفية)، ومطعم، ومكتبة، وفضاءات طبية وتقنية، ومرافق إدارية إلى جانب تجهيزات رياضية (قاعة متعددة الرياضات، مسبح شبه أولمبي، حلبة لألعاب القوى).

أما مركز الكفاءات الصناعية، فيروم تكوين عمال المصانع وغرف التحكم، ومسؤولي فرق الاستغلال، وعمال الصيانة، وتقنيي الصيانة الصناعية والأطر العليا. وستتمحور التكوينات المتوفرة حول مجالات مختلفة: الهندسة الميكانيكية والتلحيم، الهندسة الكهربائية والإلكترونية، هندسة العمليات الصناعية، الاستغلال المنجمي والطاقة.