من العمق

ربط العقاب الإلهي بشيوع الفساد من صميم عقيدتنا…لن ترهبونا

إن ربط العقاب الإلهي بشيوع الفساد وانتشار المناكر والظلم من صميم عقيدة المغاربة وكل المسلمين، كما أن ربط الرحمة وتعاظم الخيرات واتساع الرزق برضى الله وفضله وجوده ومنه وكرمه أيضا من صميم عقيدتنا، وإنّ سكوت عموم الناس عن الموضوع مرده لكون الأمر من باب السماء فوقنا، وبالتالي فإن الضجيج الذي يعلو في مناسبات عدة -ليس أولها مقال جريدة “التجديد” “السياحة الجنسية وزلزال تسوماني” يناير 2005 لصاحبه حسن السرات ولن يكون آخرها كلام يحيى المدغري، في خطبته شهر يناير 2016 بمسجد حمزة بن عبد المطلب بسلا. وهو الضجيج الذي يعبر في مجمله عن إرهاب فكري ورفض للمخالف حد الاستئصال، ولعل من يتحركون لمنع المدغري من اعتلاء المنبر لم يستسيغوا بعد حديثه عن مهرجان موازين وموبقات مماثلة.

فالقرآن الكريم مليء بخطاب الترهيب والترغيب وبالآيات البيّنات التي تتحدث عن هلاك الأمم وتتوعد أخرى بسبب كثرة الفساد وانتشاره في البر والبحر وما ملكت أيدي الناس، وأيضا بالآيات التي تربط الخير ونزول المطر بإيمان أهل القرى وكثرة الصلاح والأعمال الصالحة، إن ما يغيظ “رباعة” من الناس توصف تارة بالعلمانية وأخرى بالحداثية أو الحتاتية هو الحضور القوي للدين الإسلامي في الحياة العامة وتزايد رسوخه في وجدان وتمثلاث المغاربة رغم العديد من الملاحظات.

إن أولئك “الرهوط” يودون لو حوصر التدين في الزوايا وقاعات الانتظار المظلمة وأن تصبح الصلاة بالقلب والزكاة في القلب والصوم بالقلب ولما لا كل الشعائر؟! وهم طبعا لا يجرؤون على الخروج لهذا الخطاب “نيشان” وإن كان بعضهم من المفطرين علانية أو متبادلي القبل أمام البرلمان لا يستحيون في ذلك ولا يستثيرون، مما يجعلهم يركبون هذه الموجة أو تلك ويهاجمون هذه الشخصية أو أخرى كما فعل مع زيارة محمد العريفي في عملية إرهاب فكري وتعصب أعمى لإديولجيتهم، فقط لأن الآخر يخالفهم الرأي ونمط العيش والرؤيا للكون والحياة بشكل عام، أما رمزهم القميني فلا مشكل في قدومه واستهدافه للإسلام وإمارة المؤمنين ثم تسرب صورة إفطاره في رمضان؟؟

طبعا هناك مشكل حقيقي مع من يقوم بعملية ربط العقاب الإلهي مع وقائع وأحداث بعينها، ولهم نقول من أخبركم بذلك رحم الله والديكم، فعلى حد علمي، نزول الوحي توقف ومحمد صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء فكيف يستقيم القول إن هذه الواقعة بالذات هي بسبب الخمور أو المخدرات أو غيرها من الموبقات.