مجتمع

جمعيتان تستنكران تحرش صحفي بزميلته .. وتدعوان الرميد للتدخل

كشف بلاغ صادر عن جمعيتين حقوقيتين، عن تعرض “سناء بوخليص” الصحافية بأحد المواقع الإخبارية المغربية، لمضايقات وتحرشات جنسية متكررة منذ الأسابيع الأولى من التحاقها بالجريدة (والذي كان بتاريخ 14 دجنبر 2016) من زميلها في ذات الجريدة المسمى ‘”ش.ز” وهو صحفي رياضي.

وأورد بلاغ لجمعية نساء ضد التحرش الجنسي وجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، حصلت جريدة “العمق” على نسخة منه، نقلا عن المشتكية قولها إنه “منذ بدء عملها في الجريدة لاحظت اهتمام المشتكى به الزائد بها ونظراته التي تلاحقها طول فترة العمل، وكذا بعض التعبيرات بملامح ذات حمولة جنسية”.

وأضافت المشتكية، وفق ما أوردته الجمعيتين، أن المشتكى به “تخطى حدود الأدب والاحترام معها وأنها رفضت الانصياع لرغبات المتحرش بها، مما جعله ينتقم منها بتاريخ 21 فبراير 2017 عن طريق العبث ببرمجة موادها ومحاولة التشويش على عملها داخل الموقع كشكل من أشكال الضغط كي يجبرها على تلبية حاجياته الجنسية وإن لم يفلح في ذلك فستكون على الأقل طريقة للدفع بالمسؤول عن الموقع لطردها”.

وتابع البلاغ قائلا إن “المشتكى به عمد إلى التحرش بزميلته من منطلق إحساسه بنوع من السلطة غير المباشرة عليها، ذلك أنه يتوفر على أقدمية في العمل لدى الموقع مقارنة مع الضحية، وكذلك تربطه علاقة ودية برئيس تحرير الجريدة”.

وأضاف البلاغ على لسان المشتكية، أن المتهم استغل فترة خلو مكتب الجريدة من الصحفيين وقت الغذاء وحاول الاستفراد بها، غير أنها تنبهت له ولم تقم بفتح الباب له، حتى تتجنب تحرشاته ووعيده لها خاصة أنها لوحدها بمقر العمل، فظل هذا الأخير منتظرا أمام الباب إلى أن فتحت له إحدى زميلاته العائدة من استراحتها، فتوجه مباشرة صوب مكتب الضحية وباشر بسبها وقذفها بعبارات وبأوصاف لا أخلاقية، وخلع سرواله وعرى عن عضوه التناسلي وقال لها: “ها ماغاتصوري من ورايا”.

وأضافت أنه تهجم عليها بالضرب والركل في جميع أنحاء جسمها، ثم وجه لها ضربات على مستوى رأسها، ولولا تدخل الصحفية التي فتحت له الباب بعد سماعها لصراخ الضحية بعد أن تمكن المشتكى به من إيقاعها أرضا وإحكام قبضته عليها والتمكن من تعنيفها بكل قوته، لكان هذا الأخير قد تسبب في عاهة مستديمة للضحية، خاصة وأنها الآن تحوز شهادة طبية تؤكد تعرضها للضرب المبرح وشهادة أخرى تؤكد تضرر قدمها بشدة نتيجة لقوة الضرب. وتضيف الضحية أنها قد فقدت وعيها جراء درجة العنف الكبيرة الذي تعرضت له.

وأكد بلاغ الجمعيتان، أنه “وبعد اتصالهما بالمشتكى به قد تكونت لديهما القناعة الكاملة بأن المشتكى به متورط في جريمة التحرش الجنسي بالضحية، ولهذا ومن أجله، فالجمعيتان تسجلان إدانتهما للصحفي “ش.ز” المتورط في واقعة التحرش الجنسي بالصحفية سناء بوخليص، ذلك أنه فعل مجرم طبقا للفصل 503 مكرر 1 من القانون الجنائي المغربي ومجرم كذلك في مشروع قانون مناهضة العنف ضد النساء، كما أنه فعل غير مقبول حقوقيا؛ إذ أنه يمس بكرامة المرأة وبإرادتها، ناهيك عن كون ما أقدم عليه الصحفي المذكور يعد جريمة متعددة من حيث إنها تحرش جنسي ومن حيث إنها اعتداء بالضرب والسب والقذف على ضحيته وإخلال بالحياء العلني”.

وطالبت الجمعيتان، “وزير العدل بالتدخل وفتح تحقيق في النازلة، خاصة وأنها أصبحت متفشية بشكل كبير ومرعب داخل كافة الأوساط، بالنظر إلى التساهل الذي يُعامَل به المتهم بالتحرش الجنسي بالرغم من توفر العناصر القانونية لهذه الجريمة كما هو منصوص عليها في الفصل 503 مكرر 1 من القانون الجنائي المغربي”، مسجلة “تكرار حوادث التحرش الجنسي بالصحفيات، إذ واكبتا ملف التحرش الجنسي بصحفيات متدربات بالقناة الثانية 2M، كما اطلعتا على الملف الرائج حاليا بخصوص تحرش المدير العام للقناة ذاتها بالصحفية س.ش والعديد من الملفات التي لم تخرج صاحباتها إلى العلن”.

وعبرت الجمعيتان الحقوقيتان، عن “عزمهما تقديم شكاية لوزير العدل ضد الصحفي المتهم بالتحرش الجنسي”، مستنكرة كذلك “سلوك رئيس التحرير الانحيازي لصديقه المتهم بالتحرش الجنسي وعدم اتخاذ الإجراءات التأديبية في حقه وكذا انضمامه إلى مسلسل الانتقامات من الضحية، وآخرها طردها من العمل تعسفيا بحجة أن المشتكية تقدمت بشكاية لدى الضابطة القضائية”.