أخبار الساعة، مجتمع

باحثون يناقشون الوضع الراهن للمسلمين بأوروبا

سمية مسين -متدربة

ناقش باحثون مغاربة وكذا ممثلو هيئات أجنبية، الوضع الراهن الذي يعيشه مسلمو أوروبا، من خلال البحث في جذور التحديات والرهانات التي تعترض حياة المسلمين داخل المجتمعات الغربية، والمتمثلة أساسا في رفض وجودهم وتطور نسبتهم.

وفي هذا الإطار، كشف أمبارك كونت، مدير المعهد العالي للعلوم الإسلامية بألمانيا، خلال ندوة دولية نظمتها وحدة تكوين الدكتوراه “العقائد والأديان السماوية” بجامعة محمد الخامس بالرباط صباح اليوم الثلاثاء، أن “أعداد المسلمين في ألمانيا عرف تطورا، وصل لأكثر من أربعة مليون نسمة متجاوزا نسبة 5 بالمائة من مجموع سكان ألمانيا”.

وسلط المتحدث ذاته، في مداخلة له تحت عنوان، “المسلمون في ألمانيا الواقع والتحديات”، الضوء على الواقع التعليمي هناك، “والمتمثل في ثلاث نماذج وهي التعليم الرسمي وهو التعليم الذي يشمل جميع سكان ألمانيا، والتعليم البديل وهو التعليم تختص به جهات إسلامية وتأخذ ترخيص من الدولة، والتعليم التكميلية وهي برامج إضافية متنوعة يختارها الآباء حسب الحاجة العلمية لآبناءها”.

وتابع امبارك حديثه بالقول، “إن النموذح الثالث يتمثل في ” أثر استهلاك المواد الإعلامية عند الشباب وما تفرزه من ردود فعل سلبية عنيفة ومتطرفة تهدف من وجهة نظر متبنيها إلى الدفاع عن الإسلام المحاصر، بين توجهات تدافع عن فكرة “محاربة الإسلام” واعتبارها مشروعا سياسيا كالحزب اليميني وبين من تخدم فكرة “الإسلام الليبرالي” الذي يقدم تصورا مشوها عن الإسلام ونصوصه وتشريعاته”.

ومن جهته أوضح الدكتور مولاي أحمد البوكيلي في مداخلة له تحت عنوان، “أي دور لخطاب المحبة في بناء جسور التواصل الروحي والاندماج الحضاري؟”، عمق البعد الإنساني في الخطاب الإسلامي، مبرزا مظاهر المحبة في الخطاب الإسلامي المعاصر والتي تُختصر في خطاب الوعظ وخطاب العاطفة.

ودعا البوكيلي، “إلى ضرورة إنشاء مراكز بحثية بعيدة عن آثار التوظيف المذهبي للبحث في نظرية المحبة والعمل على تنميتها”.
وبالمقابل،عرفت الجلسة الثانية، عرفت تدخل كل من الدكتورة بشرى العلام في موضوع العفو والعرف، نظرات في تجديد الدرس الفقهي، وكذلك مداخلة الواقع الأوروبي والمستجدات الفقهية قدمها الأستاذ عبد الحق الكوني رئيس المجلس الفقهي لرابطة الجمعيات الإسلامية، لتختتم أشغال الجلسة بمداخلة قدمها الدكتور أنس الغبيسي في موضوع فقه الأقليات: مقاربة تأصيلة.

وشهدت هذه الندوة حضور أساتذة باحثين من الجامعة المغربية، وآخرين من المعهد الألماني، كما تميزت بحضور مجموعة من الباحثين المهتمين بقضايا الخطاب الديني وخاصة الإسلامي منه في الأوساط العلمية والسياسية الأوروبية عامة والألمانية بشكل خاص.

هذا وقد اختتمت أشغال الندوة بفتح المجال للنقاش والذي عرف آراء كثيرة تصب في منحى الحديث عن أزمة الخطاب الديني الإسلامي في أوروبا، ودور المؤسسات المعنية بترشيده، في صناعة خطاب يتماشى وروح العصر ويتوافق مع طبيعة الخطاب الإسلامي الداعي للتعارف والتواصل في إطار من التعايش واحترام الآخر، ولتخرج بتساؤلات تكشف عن وضعية المسلمين ومدى استعدادهم للمشاركة في الحياة العامة بين العيش في مجتمع تتعدد فيه الثقافات والأعراف، وبين مجموع التخوفات التي تعتري الأقلية المسلمة من فقدان الهوية وانصهار في مجتمع لا يمثل بيئتهم الأصلية. .