مجتمع

اتهامات للسلطة بزاكورة بالتخطيط لـ”انقلاب أبيض” ضد الرئيس واعرى

كشفت الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي لزاكورة لشهر يوليوز، عن ما اعتبره عدد من المتتبعين للشأن المحلي بـ”الانقلاب المكشوف” على رئيس المجلس لحسن واعرى المنتمي لحزب العدالة والتنمية، بعد أن جرى انتخاب النائب السادس للرئيس ونائب إحدى لجان المجلس من المعارضة.

وفي تفاصيل ما تم اعتباره بـ”الانقلاب” على واعرى، قال مصدر مطلع لجريدة “العمق”، إنه بعد الاتفاق الذي تم بين فرق الأغلبية داخل المجلس من أجل التصويت على عبد الرحمان موسي من حزب العدالة والتنمية لتعويض النائبة السادس للرئيس نزهة اليازيدي التي قدمت استقالتها، تفاجأ الرئيس وبعض عناصر التحالف بتقديم عنصر آخر من الأغلبية وهي كنزة وقاس لطلبها للترشيح لهذا المنصب ليتم التصويت عليها من طرف الأغلبية والمعارضة بعد أن وجدت الأغلبية نفسها مضطرة لذلك.

وأضاف المصدر ذاته، أنه كان مقررا تولي عبد الرحمان الصوفي عن حزب العدالة والتنمية لهذا المنصب خلافا لنزهة اليزيدي من نفس الحزب التي قدمت استقالتها نظرا لكثرة المهام والمسؤوليات التي أصبحت تتحملها بعد انتخابها كبرلمانية، وفي إطار الاتفاق المسبق بين أعضاء التحالف تم الاتفاق على أن يبقى هذا المنصب للعدالة والتنمية، ليستغرب أعضاء الأغلبية تقديم المستشارة كنزة من حزب العهد لترشيحها لتولي منصب النائب السادس للرئيس.

وما أكد أن ما يحاك ضد رئيس المجلس هو “انقلاب”، يضيف المصدر، هو الإنزال المفاجئ لأعضاء المعارضة خصوصا الرئيس السابق الذي كان يتغيب كثيرا عن حضور دورات المجلس وبتنسيق مخطط له مسبقا مع أعضاء جبهة القوى الديمقراطية وحزب الاستقلال ووكيلي حزب العهد (وهي أحزاب مشكلة للأغلبية) حيث تم التصويت لصالح لائحة كنزة وقاس بـ16 صوتا مقابل 10 أصوات لصالح عبد الرحمان الصوفي ممثل الأغلبية سابقا.

ما تم وصفه بـ”الانقلاب المفضوح”، أثار نقاشا واسعا بين عدد من المهتمين بالشأن المحلي بزاكورة، حيث كتب ناشط فايسبوكي قائلا: “ضربة موجعة لم تكن في الحسبان لرئيس المجلس البلدي زاكورة لينشق فيها تحالف غصن الزيتون “اخشاع”؛ والميزان “مسوفا أمزرو” عن المصباح والنحلة لتشكيل تحالف جديد مع سنبلة زاوية البركة وحافلة أمزرو حيث تم انتخاب بالإجماع لعشير إبراهيم عن (غصن الزيتون) نائبا لرئيس لجنة البيئة؛ وكنزة وقاس نائبة سادسة للرئيس عن (الحافلة) بستة عشر صوتا مقابل 10 أصوات للصوفي عبد الرحمن عن “المصباح”.

ودبج آخر تدوينة أورد فيها أن “ما حدث أثناء الدورة انقلاب مفضوح خططت له جهات في السلطة ونفذه موالون لها في الأغلبية لمنع عبد الرحمان الصوفي من هذا المنصب وهو الذي سيقدم إضافة نوعية للجماعة، خصوصا وأن أغلب نواب الرئيس يزاولون مهامهم بعيدا عن الجماعة”.

وتساءل ناشط آخر، “لماذا تتخوف السلطة والنائب الأول للرئيس من الأستاذ عبد الرحمان الصوفي؟ أمخيف إلى هذا الحد؟ لماذا لا يقوم النائب الأول للرئيس بدوره ولا يترك الفرصة للسيد عبد الرحمان الصوفي بأن يستأثر بالسلطة كما يدعي؟ أليس هو النائب الأول؟ فأين النائب الأول والثاني والثالث والرابع والخامس؟”.

وتابع ناشط آخر قائلا: “أصبحت متيقنا بأنهم لا يريدون لهذه الجماعة أن تنهض وأن تسير نحو الأمام”، في حين قال نشطاء إن “مخطط الإطاحة بالرئيس كان مهيئا له من قبل وإنما هي مسألة وقت ليس فقط ببلدية زاكورة وإنما كذلك في الجماعات التي تسيرها العدالة والتنمية بالإقليم”.

وفي السياق ذاته، قال أحد مستشاري حزب العدالة والتنمية بزاكورة، في تصريح لجريدة “العمق” إن “ما وقع يوم الخميس كان مفاجئا لنا حيث لم نكن نتوقع أن تصوت بعض أحزاب الأغلبية ضد ما اتفق عليه في المكتب وفي لقاء الأغلبية، الذي تعقده هذه الأخيرة قبل كل دورة”، مضيفا “لقد تفاجأنا بالحضور المكثف لأعضاء المعارضة وبحضور الرئيس السابق وعضو من المعارضة كانا يتغيبان عن حضور الدورات، مما جعلنا نشك أن هناك شيئا ما”.

وتابع قائلا: “لكن مع ذلك لم نكن نشك في موقف الفرق المشكلة للأغلبية، فكنا دائما ننسق من قبل ونتفق قبل حضور الدورة، أما فيما يخص أن الرئيس فقد أغلبيته فلا أظن ذلك رغم ما وقع، لأن الرئيس تجمعه علاقات طيبة مع جميع فرق الأغلبية حتى المعارضة وحقيقة لا أعرف لماذا قامت بعض فرق الأغلبية بهذا الموقف، سنناقش الأمر معهم ونتفهم موقفهم وستبين الأيام هل سيستمر هذا التحالف أم لا”.