مجتمع

سائق طاكسي بتطوان يطلق مبادرة لزي موحد.. فهل تنتشر الفكرة؟ صور

في خطوة غير مسبوقة، أقدم سائق سيارة أجرة من الصنف الكبير بمدينة تطوان، على إطلاق مبادرة فريدة من نوعها بالمغرب، تتمثل في ارتداء زي خاص بسائقي “الطاكسيات”، حيث قام بتصميم لباس خاص به بمبادرة منه، عبارة عن قميص وسروال وربطة عنق مع قبعة، كلها تحمل اللونين الأزرق والأبيض بشكل متناسق، مع عبارة “طاكسي”، في انتظار تبني الفكرة من طرف سائقين آخرين.

مبادرة السائق التطواني محمد رضا بنعبد الحميد، لقيت ردود فعل مستحسنة من طرف مستعملي “الطاكسيات” بتطوان، وأيضا من طرف السائقين، واصفين إياها بالفكرة المبدعة التي ستساهم في تنظيم القطاع وإعطاء صورة إيجابية عن هندام سائقي سيارات الأجرة من أجل تمييزهم عن الآخرين.

بالمقابل عارض بعض زملاء رضا في المهنة فكرته معتبرين أن الزي الموحد ليس أولوية حاليا، بل الأهم هو الدفاع عن حقوق السائقين من تقاعد وتغطية صحية وغيرهما، كما اعتبر نشطاء أن المبادرة الحقيقية التي يجب إطلاقها هي تصحيح الاختلالات التي يعرفها القطاع وتغيير السلوكيات الخاطئة سواء من طرف السائقين او الراكبين.

رضا أوضح في تصريح لجريدة “العمق”، أن فكرة الزي الموحد التي أطلقها، جاءت بالنظر لاحتكاكه المستمر بظروف العمل، مشيرا إلى أنه لاحظ أن سائق سيارة أجرة يحتاج إلى لباس يميزه عن سائق السيارة الخاصة وعن الزبون، مشددا على أن هدفه هو تنظيم القطاع وإعطاء صورة جديدة وأفضل لقطاع “الطاكسي”.

وأضاف المتحدث أن الزي الذي أبدعه لقي ردود فعل مختلفة، بين مؤيد ومعارض، سواء من طرف السائقين أو من عامة الناس، لافتا إلى أن عددا كبيرا من الراكبين عبروا عن اندهاشهم للفكرة وأبدوا استحساناً للموضوع وتأييدا له.

وأردف السائق المذكور لـ”العمق” بالقول: “أرى أن تعميم زي خاص بسائقي سيارات الأجرة، سيضيف قيمة نوعية لهذه المهنة، لأن الشيء الذي تعطيه قيمة بهذه الوسائل غالبا ما يصبح ذا شأن”، متمنيا أن تنتشر فكرته بين سائقي سيارات الأجرة.

بنعبد الحميد أكد للجريدة أن هناك عددا من السائقين بتطوان سيتخذون نفس الخطوة خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أنهم يستعدون حاليا للتنسيق بينهم من أجل إطلاق المبادرة بشكل رسمي في المدينة، وذلك في بادرة ذاتية من شأنها أن تساهم في تعميم الزي الموحد لسائقي “الطاكسيات”.

مبادرة السائق التطواني محمد رضا بنعبد الحميد، خلفت إشادة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر عدد من النشطاء في تفاعلهم مع السائق، أن ما قام به هو إبداع ذاتي يستحق الدعم من طرف السلطات من أجل تعميمه، مشيرين إلى أن الركوب مع سائق يرتدي زيا خاصا بالمهنة وفي سيارات جديدة، سيعطي انطباعا بتطور القطاع وسيمكن من تغيير العلقيات بشكل متدرج.

وفي هذا الصدد، أوضح رضا في التصريح ذاته، أن سائقا آخر من مدينة آسفي، تفاعل مع فكرة الزي الموحد رغم بعد المسافة، وقام بتبني الفكرة عبر تصميم زي خاص به شبيه بزي السائق التطواني، مع اختلاف في الألون.

يُشار إلى أن لون سيارات الأجرة من الصنف الكبير بتطوان هو الأزرق مع سطح أبيض، عكس غالبية المدن التي تحمل فيها “الطاكسيات” الكبيرة اللون الأبيض، وهو ما جعل السائق رضا يختار اللونين الأزرق والأبيض لزيه الخاص، بينما “الطاكسي” من الصنف الصغير بتطوان يحمل اللون الأصفر مع سطح أبيض، في حين تتنوع ألوان سيارات الأجرة للمدن والجماعات التابعة لإقليم تطوان، بين الأخضر والأزرق والرمادي والأبيض وألوان أخرى.