سياسة، مجتمع

عودة الليشمانيا لزاكورة يجر وزير الصحة للمساءلة بالبرلمان

وجه فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، سؤلا شفويا آنيا، إلى وزير الصحة، بسبب الانتشار المقلق لداء الليشمانيا الجلدية بإقليم زاكورة، وبخاصة جماعة تنزولين.

وقال فريق البيجيدي بمجلس النواب، إن “عودة داء الليشمانيا الجلدية إلى واجهة الوضع الصحي بإقليم زاكورة يشكل خطرا على صحة الساكنة وخاصة جماعة تنزولين”.

وساءل الفريق المذكور، عن “السياسة الصحية المعتمدة في بلادنا ونسائل معها العدالة المجالية في توزيع الأطر الطبية على مستوى التراب الوطني والسياسات التحفيزية التي تنهجها الدولة لتشجيع استقرار الموارد البشرية في المناطق النائية كما تستدعي مشروع قانون الخدمة الصحية الإجبارية”.

كما ساءل وزير الصحة عن “ما هي الإجراءات الاستعجالية من أجل محاصرة هذه الظواهر التي تهدد صحة الساكنة؟، وما هي الإستراتيجية القطاعية والحكومية لسد العجز الكبير على مستوى الموارد البشرية بالإقليم؟”.

وعلاقة بالموضوع، دعت جمعيات المجتمع المدني بجماعة “تنزولين”، بإقليم زاكورة، إلى تنظيم وقفة احتجاجية، للتنديد بـ”استهتار” المسؤولين بحياة المواطنين، على إثر “تردي الوضع الصحي”، وانتشار داء الليشمانيا وسط الساكنة والتلاميذ بالخصوص.

وأوضحت جمعيات بـ”تنزولين” في نداء يتم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الوقفة الاحتجاجية ستنظم يوم الأحد 14 يناير 2018 أمام ساحة “تنزولين”، داعية الساكنة إلى المشاركة بكثافة، لأن “الوضع أصبح لا يطاق”.

ولا تزال نسب المصابين بداء الليشمانيوز بإقليم زاكورة، في تزايد مقلق، حيث أصيب مؤخرا العشرات من ساكنة جماعتي “تنزولين” و”بوزروال” بهذا الوباء، أغلبهم من الأطفال والنساء، هذا في الوقت الذي قللت فيه مندوبية وزارة الصحة بالإقليم من خطورة الوضع.

وأفاد فاعلون جمعويون في تصريحات متفرقة لجريدة “العمق”، أن داء الليشمانيا أخذ يتوسع بشكل رهيب في المناطق النائية خصوصا بـ”تنزولين” و”بوزروال”، حيث سجلت نسبة كبيرة من الإصابات في صفوف الأطفال والنساء، مؤكدين أن الساكنة مرعوبة ومتخوفة من وقوع إصابات جديدة وعدم القدرة على السيطرة على الوضع.

وطالب هؤلاء الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل من أجل توفير كل الإمكانيات والوسائل اللازمة للقضاء على العوامل المتدخلة في نقل الداء وانتشاره، وتوفير الموارد البشرية الكافية للتدخل، بدءا من مرحلة التحسيس والوقاية إلى مرحلة العلاج، لافتين إلى النقص الحاد المسجل في عدد الأطر التمريضية بالمركزين الصحيين التابعين للجماعتين المذكورتين.

مصدر تربوي، فضل عدم الكشف عن هويته، أوضح في تصريح لجريدة “العمق”، أن الحالات المصابة بالليشمانيا بمدرسة “الحدان” بتنزولين، في تزايد، وأنه في شهر نونبر الماضي سجلت إصابة 30 تلميذا، والآن ارتفع العدد إلى 135 تلميذا من بين 256 تلميذا بالمدرسة.

وأضاف أن ساكنة المنطقة تعاني من تزايد المصابين بهذا الداء، فقد تجد أسرة بكاملها مصابة بداء الليشمانيوز، مشيرا إلى أن معاناتهم تزداد حتى بعد تناولهم للقاح، حيث أن هذا الأخير لم يعد له أي مفعول، والممرضين المتواجدان بالمستوصف رغم كل المجهودات التي يبذلانها إلا أنهما لا يمكنهما استقبال كل هذا الكبير من المصابين.

ومن الإصابات الخطيرة، يضيف المصدر عينه، حالة مواطن أصيب على مستوى رجله والتي أخذت في الانتفاخ حيث لم يعد يقوى على المشي وهو المعيل الوحيد لعائلته، مؤكدا أن مستوصف جماعة “تنزولين” لا يتوفر على طبيب رئيسي يمكنه أن يشخص الحالات الخطيرة لبعض المواطنين.

وأوضح المتحدث ذاته، أن لجنة طبية سبق لها أن زارت المنطقة وأخذت عينات من دم بعض المرضى الذين لم يتماثلوا للشفاء بالرغم من تناولهم للقاح من أجل تحليلها، لافتا إلى ضرورة أن تخصص وزارة الصحة فريقا طبيا يسهر على كل الحالات بالمنطقة لتمكينهم من العلاج والمتابعة إلى أن يشفوا تماما، لأن المستوصف لن يتغلب على كل هذه الحالات.

وبالمقابل، قلل المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بزاكورة، في تصريح للجريدة، من نسبة المصابين بداء الليشمانيوز بجماعة “تنزولين”، مؤكدا أن الحالات قليلة ولا تدعو للقلق، وأنها كانت مرتفعة فقط في شهر نونبر، وتدخلت المصالح الطبية وتم تمكين المصابين من العلاج.

وكشفت وزارة الصحة عن وجود 3548 حالة إصابة بداء الليشمانيا الجلدية بجهة درعة تافيلالت، وذلك في إطار الحملات الميدانية التي تقوم بها للكشف والعلاج المجاني لهذا الداء، منذ شهر أكتوبر الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *