سياسة

في مثل هذا اليوم .. الملك الحسن الثاني رحل إلى دار البقاء

توفي في مثل هذا اليوم من 23 يوليوز سنة 1999، الملك الحسن الثاني عن سن يناهز 70 سنة، وذلك إثر نوبة قلبية لينتقل الحكم بعدها، كما هو في الدستور المغربي إلى الابن الأكبر سنا وهو الملك الحالي محمد السادس.

ولد الحسن الثاني بالقصر السلطاني في الرباط يوم 9 يوليو 1929. دخل الحياة السياسة بعد وفاة والده محمد الخامس يوم 26 فبراير 1961 حيث تم تنصيبه ملكا. درس القانون بالرباط وحصل على الشهادة فيه في مدينة بوردو الفرنسية.

كان يقوم بعدة مهام وهو ولي للعهد ونفي مع والده محمد الخامس من طرف الاستعمار إلى كل من كورسيكا ومدغشقر وهذا ما ألهب شرارة انتفاضة شعبية كبرى خاصة بعد تعيين الاستعمار “ابن عرفة” ملكا على المغرب.

وسميت تلك الفترة بـ “ثورة الملك والشعب” وكان الحسن الثاني هو الذي يحرر المراسلات وترجمة الرسائل لوالده في المنفى. عاد محمد الخامس وولي عهده الحسن الثاني من المنفى إلى المغرب ليتم استقلال المغرب عام 1956.

في يوم 9 يوليو 1957 أدى الحسن الثاني القسم بين يدي والده حين تنصيبه الرسمي وليا للعهد بالقصر الملكي في الرباط.

التوجه الفكري

على عكس معظم أنظمة الدول العربية التي اختار التبعية للمعسكر الاشتراكي، توجه الحسن الثاني بالمغرب نحو المعسكر الرأسمالي، ونقل المملكة إلى مرحلة جديدة من التحديث والتطور العمراني، وسعى لتوحيده بالعمل على استرجاع الصحراء المغربية من الاستعمار الإسباني بعد تنظيم ما عرف بالمسيرة الخضراء.

الوظائف والمسؤوليات

عمل إلى جانب والده مستشاراً سياسياً خاصة بعد تعيينه وليا للعهد عام 1957 بحكم تكوينه الدراسي وثقافته الواسعة والنباهة التي عرف بها منذ الصغر، إذ حضر ولم يتجاوز بعد سن الرابعة عشرة اللقاء التاريخي بين والده والرئيس الأميركي روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل في الدار البيضاء عام 1943.

شارك في المفاوضات التي أجريت في فبراير 1956 حول استقلال المغرب، وعينه والده قائدا عاما للقوات الملكية المسلحة ورئيسا لأركانها، وفي عام 1960 تقلد منصب وزير الدفاع. تولى عرش المملكة المغربية منذ مارس 1961 إلى 23 يوليو 1999، فعمل خلال 38 سنة -هي مدة حكمه- على قيادة المغرب.

توليه العرش

في سنة 1961 تولى الحسن الثاني حكم المغرب بعد وفاة والده محمد الخامس، تعرض الحسن الثاني للعديد من محاولات الاغتيال في الـ38 سنة التي قضاها في الحكم، وكانت محاولة “الصخيرات” 1971 ومن بعدها محاولة “القنيطرة” 1972 من أبرز ما واجهه الملك الحسن.

في عام 1971 وأثناء حفل الذكرى الـ42 لميلاد الحسن الثاني ببلدة الصخيرات الواقعة قرب الرباط العاصمة، هاجم 1400 جندي الحفل مخلفين 100 ضحية من بينهم سفير بلجيكا في المغرب، كما جرح أكثر من 200.

ونجا الملك الحسن عندما اختفى في أحد جوانب المكان، وقد سحقت قواته الموالية المتمردين في الساعات نفسها التي تلت الهجوم. وبعد أقل من سنة من محاولة الصخيرات وعند رجوع الملك من زيارة لفرنسا، تعرضت طائرته لهجوم من أربع طائرات مقاتلة من نوع إف-5 في محاولة اغتيال من تدبير انقلابي تزعمه محمد أوفقير ونفذه طيارو القوات الجوية المغربية، فهبطت طائرة الملك اضطراريا في مطار الرباط سلا مما دفع المقاتلات إلى قصف المطار ولم يتوقف القصف إلا بعد أن قام الملك بالإعلان عبر مساعديه أنه قد مات وأن محاولة اغتياله نجحت.

وما أن توقف القصف حتى شملت الاعتقالات جميع الانقلابيين واعتقلوا بسجن تزمامارت على رأسهم محمد أوفقير وزير الداخلية يومئذ لاتهامه بالضلوع في هذه المحاولة الانقلابية المعروفة بـ عملية “بوراق إف 5”.

عرفت فترة حكمه بسنوات الرصاص حيث اُتهمت وزارة الداخلية على عهده بقمع المعارضة وخرق حقوق الإنسان والتورط في العديد من الاغتيالات والمجازر خصوصا خلال قمع انتفاضة الريف ومجازر البيضاء وفاس. ويرجع الفضل للملك الحسن الثاني في سياسة بناء السدود التي استطاع بها توفير الاكتفاء الذاتي من المياه والفلاحة.

المسيرة الخضراء

أهم حدث للحسن الثاني هو المسيرة الخضراء حيث طالب المغرب وبشدة في بداية السبعينيات ضم الصحراء الغربية التي كانت تحت السيطرة الإسبانية، وتوج الأمر بمسيرة تم خلالها ضم الصحراء.

ضمت تلك المسيرة 350 ألف مغربي ومغربية اجتازوا حدود ما يسمى بـ “الصحراء الغربية” يرفعون المصاحف الشريفة والعلم المغربي. في السنة نفسها انسحبت إسبانيا من الصحراء بعد تجزيئها حسب معاهدة مدريد إلى: ثلثين للمغرب (الساقية الحمراء) وثلث لموريتانيا (وادي الذهب) تفاديا لحدوث نزاع بين الدولتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *