مجتمع

خبراء دوليون يبرزون في الرباط تجارب بلدانهم في إنارة المدن التراثية

قدم خبراء ومختصون دوليون، اليوم الخميس، تجارب بلادهم في إنارة المدن التراثية وكيف تلعب الإنارة دورا مهما في إبراز المعالم التراثية، وذلك خلال ندوة نظمت على هامش أشغال الجمع العام السنوي للجمعية الدولية للإنارة الحضرية LUCI، التي تحتضنها الرباط من 31 أكتوبر إلى 3 نونبر الجاري.

وفي هذا الصدد، قدمت “فيرونيك كوروليس”، وهي مستشارة في الهندسة المعمارية وتصميم الإنارة باللجنة الوطنية لمدينة “كيبيك” الكندية، عرضا، حول العمل الذي قام به مجلس المدينة للمحافظة على مجموعة من المواقع التاريخية، عبر إبراز جمالها بواسطة الإنارة، مشيرة إلى أن هذا العمل بدأ بـ”كيبيك” منذ 1998 وبعد ذلك تم تطويره ليشمل مناطق المدينة بشكل كامل.

وأرفقت “كوروليس” عرضها بألبوم صور لمعالم تاريخية سياحية بـ”الكيبيك” منها إحدى القصور التي تمت إنارتها لإبراز جماليتها وتقوية حضورها ومنحها الروح، وكذلك متحف المدينة المضاء بـ”الأباجورات” شأنها شأن باقي المعالم التاريخية بالمدينة، مضيفة أن الإنارة الحضرية تلعب دورا كبيرا في إبراز البعد الثقافي للمدن والاحتفاظ به حتى ليلا.

“نيفينا كوفاسيفيك”، مصممة إنارة، قدمت هي الأخرى، خلال ندوة “إنارة المدن التراثية- تنشيط الفضاء للتراث المشترك”، مجموعة من مشاريع الإنارة التي أنجزتها شركة “زنيك ستوديو”، أبرزها مشروع إنارة بلدة “رويكن” بالنرويج، التي تكون لمدة نصف عام مظلمة لكونها تحيط بجبال ارتفاعها يفوق 2000 متر عن سطح البحر،

وتابعت “كوفاسيفيك”، بقولها: “حاولنا تطبيق تصميم الإنارة كما خططنا له رغم صعوبة تضاريس المنطقة، كما لاحظنا أن المدينة تكون مظلمة والسكان يظلون في منازلهم وتتوقف الحركة، لذلك أردنا إعطاء حياة جديدة لهذه البلدة وبواسطة الإنارة ولنشجع مواطنيها على الخروج، وجعل بلدتهم نشيطة قدر الإمكان”.
https://al3omk.com/wp-content/uploads/2018/11/EY5W6018443fed5c6018552d194a0.jpg+
وأضافت أنه تم وضع 3 مرايا كبيرة على جبل يرتفع عن المدينة 450 متراً، بحيث تعكس الشمس مباشرة على الساحة الرئيسية للقرية، مضيفة أن هذه الفكرة كانت قد طُرحت في القرية منذ 100 سنة من قبل عامل في محطة إنتاج الكهرباء، إلى أن تم الحصول حديثاً على تمويل للمشروع بقيمة 600 ألف يورو تقريبا.

ومن جهته، شدد “تييري مارسيك” وهو رئيس الإنارة الحضرية بمدينة ليون الفرنسية، على أن الإنارة لا تقتصر فقط على الأبعاد الاقتصادية والتنموية بل أيضا أصبح لها هدف آخر وهو تطوير جاذبية المواقع التاريخية والأثرية وما يمكن لذلك أن يخلق من تفاعل إيجابي في نفسية الساكنة.

واعتبر “مارسيك”، أن الإنارة لا يجب أن يكون هدفها فقط هو الإنارة، بل أن تقوم بإبراز جمالية المواقع الأثرية، من خلال خطة تقوم على ثلاثة نقط وهي الإبداع والإنماء والتطور، مضيفا أن مدينة “ليون” قامت بتحسين الإنارة بطريقة منهجية في كل أحياء المدينة لإبراز جماليتها، لنقلها من مجرد إنارة وظيفية إلى إنارة ذات أبعاد أخرى جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *