مجتمع

4 من معتقلي الريف يضربون عن الطعام.. و”ثافرا” تؤيد مسيرة بروكسيل

كشفت جمعية “ثافرا للوفاء والتضامن” التي تضم عائلات معتقلي حراك الريف، أن 4 معتقلين على خلفية الحراك بسجن “عين عيشة” بتاونات، دخلوا في إضراب عن الطعام، احتجاجا على ظروف اعتقالهم، مشيرة إلى أن عائلات معتقلي الحراك تؤيد مسيرة “المرأة الريفية خط أحمر” التي دعا إلى تنظيمها قائد الحراك ناصر الزفزافي ببروكسيل يوم 16 فبراير المقبل.

إضراب عن الطعام

وأوضحت الجمعية في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن المعتقلين الأربعة هم الحسين الغلبزوري المحكومة بثلاث سنوات) سجنا، وإلياس الغازي المحكوم بست سنوات، وخالد الدرقاوي المحكوم بثلاث سنوات، وأسامة العيساتي المحكوم بسنتين، حيث أعلنوا عن دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام بدءاً من يوم الأربعاء 2 يناير المنصرم، تحت تحقيق مطالبهم.

وأضاف المصدر ذاته، أن المضربين الأربعة حددوا 4 مطالب لرفع الإضراب، وهي توحيد توقيت ويوم الزيارة الأسبوعية لمعتقلي حراك الريف مع تحسين ظروفها وتمديد مدتها، وتجميع معتقلي الحراك في جناح واحد والكف عن تشتيتهم وخلطهم بمعتقلي الحق العام، والزيادة في مدة المكالمة الهاتفية التي يجريها المعتقلون مع عائلاتهم والتي لا تتعدى خمس دقائق في الأسبوع، مع تحسين وضعية المعتقلين على مستوى المأوى والتغذية والتطبيب والدراسة والمعاملة.

الجمعية حملت إدارة سجن “عين عيشة” كامل المسؤولية عن المخاطر التي تهدد حياة المضربين وصحتهم من جراء استمرارهم في الإضراب عن الطعام، داعية إلى “الإستجابة الفورية لمطالب معتقلينا المشروعة ووضع حد لتعاملها التعسفي معهم والإنتقامي منهم”، منبهة في نفس السياق، إدارة سجن “تولال 2” بمكناس إلى “الوضعية الصحية المتردية للمعتقل حسن حجي المحكوم بعشرين سنة”، مطالبة بالإسراع في تقديم العلاج الضروري له.

ودعا البلاغ إدارة سجن “رأس الماء” بفاس إلى احترام معتقلي حراك الريف وتحقيق مطالبهم، مدينا ما سمته الجمعية “السلوك الطائش والإنتقامي الذي يمارسه المدير الجديد للسجن وبعض موظفيه في حقهم، وخاصة المضايقات التي يتعرض لها المعتقلين السياسيين منير بنعبد الله وعبد الإله العمراني اللذان تم تصنيفهما ضمن صنف “أ” – أخطر المجرمين- بمبرر رفضهما توقيع العفو الملكي حسب اجتهاد المدير الجديد للسجن”.

وترى الجمعية أنه من خلال تتبعها اليومي لوضعية معتقلي الحراك بمختلف السجون، “نسجل بمرارة وغضب استمرار تردي تلك الوضعية على مستوى التغذية والمأوى والتطبيب والزيارة وتواصل المعتقلين مع عائلاتهم عبر الهاتف، بجانب استفحال معاناتهم من التعامل اللاقانوني واللاأخلاقي والإنتقامي الذي ينهجه معهم مدراء السجون وموظفوها، والذي يصل حد الإعتداء عليهم بالضرب والشتم بأقذر الأوصاف والزج بهم في الزنازين الإنفرادية”، حسب البلاغ.

مسيرة بروكسيل

إلى ذلك، دعت الهيئة ذاتها، إلى المشاركة بكثافة في مسيرة “المرأة الريفية خط أحمر” التي دعا إلى تنظيمها قائد الحراك ناصر الزفزافي ببروكسيل يوم 16 فبراير 2019، وكل المسيرات التي ستأتي قبلها أو بعدها، وذلك “تكريماً لتضحيات المرأة الريفية ودفاعاً عنها أمام كل الهجمات التي تتعرض لها وتستهدفها في حريتها وكرامتها وشرفها ونضالها البطولي من أجل قضية معتقلي حراك الريف”.

وطالبت الجمعية بجعل هذه المسيرات “منطلقاً للبرهنة على وحدة مصير الريفييين والريفيات في اللحظات الحاسمة والتاريخية مهما اختلفوا وتخاصموا”، مضيفة: “لتجعلوا من هذه المسيرة فرصة للمصالحة مع الذات، وتغليب نداء العقل والواجب الريفي والإنساني، وتطليق كل المظاهر المرضية المسيئة لنبل قضايانا المشتركة”.

وتابع البلاغ ذاته، أن هذه المسيرة تأتي أيضا “رأفة بالقيم النبيلة التي أحياها بيننا حراك الريف، ورأفة بماضينا ومستقبلنا المشترك، ورأفة بالمعتقلين وعائلاتهم، ورأفة بربيع الأبلق الذي دخل في إضراب عن الطعام إحتجاجاً ليس على اعتقاله الجائر ولا على محاكمته الصورية الباطلة أو على ظروفه المزرية داخل السجن، وإنما إحتجاجاً على مرض التخوين المدمر لكل ما هو مشرق فينا وبيننا”.

ودعت “ثافرا” كل الهيئات الداعمة لمعتقلي حراك الريف “وكل الضمائر الحية وطنيا ودوليا لتقوية وتكثيف تحركاتها النضالية وتوحيد جهودها وتركيزها على ما يساهم في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين بالمغرب وتحقيق تطلعاتهم”، داعية في نفس الصدد، الريفيين بالخارج إلى “جعل السنة الجديدة سنة القطع مع آفة التخوين والتشهير بالأعراض والصراعات الهامشية، والعمل على ترسيخ قيم الحوار والتضامن والإعتراف بالآخر والإنكباب على تعميق القواسم المشتركة وفي طليعتها قضية معتقلي حراك الريف ومطالبهم”.

وكان قائد حراك الريف المعتقل بسجن “عكاشة” بالدار البيضاء، ناصر الزفزافي، قد دعا من داخل زنزانته إلى تنظيم مسيرة حاشدة تضامنا مع المرأة الريفية، مطالبا بجعلها أضخم وأقوى مسيرة من حيث العدد والأرقى شكلا، وذلك من أجل رد الاعتبار للمرأة الريفية تحت شعار “المرأة الريفية خط أحمر”، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *