سياسة، مجتمع

هيئة: المغرب طعن القدس وفلسطين وعليه الانسحاب من “صفقة القرن” والاعتذار للفلسطينيين

وصفت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، مشاركة المغرب في “ورشة البحرين” التي دعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية لكشف الشق الاقتصادي لخطتها بشأن النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أو ما يُعرف إعلاميا بـ”صفقة القرن”، بأنها “طعنة لقضية القدس وفلسطين”، مطالبة الرباط بالانسحاب من الورشة وتقديم اعتذار مُعلن للفلسطينيين.

وأدانت مجموعة العمل في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، الموقف الرسمي المغربي بالمشاركة فيما أسمتها “ورشة الخيانة في البحرين”، معتبرة قرار الرباط “متناقضا مع موقف الشعب المغربي وواجب ومقتضيات الحفاظ على السيادة الوطنية”، مستنكرة بشدة “تجاهل السلطات المغربية لموقف المغاربة” حول الموضوع.

وطالبت المجموعة المذكورة المسؤولين في الرباط بإعلان الإنسحاب من كل شيء ذي علاقة بما يسمى “صفقة القرن الصهيوأمريكية”، وسحب التمثيل من “ورشة الخيانة في البحرين” فورا، داعية إلى “تقديم الحساب عن هذه الجريمة الخطيرة أمام الشعب المغربي مع تقديم الإعتذار المعلن عن خذلانه وطعن قضية القدس وفلسطين”.

المجموعة التي تضم عدة هيئات مغربية، وصفت قرار الخارجية المغربية بتمثيل المغرب في ورشة البحرين في شخص “إطار بوزارة المالية”، بأنه “مشاركة في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وشعبها، وخذلان صارخ لمسؤوليات المغرب الحضارية والتاريخية والسياسية تجاه القدس، وتجاوز صادم لإرادة الشعب المغربي وقواه السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية التي أجمعت على التصدي لمؤامرة ما يسمى “صفقة القرن” من خلال مشاركتها الجماعية في مسيرة 23 يونيو الجاري”.

وأضافت أن البلاغ الذي أعلنت فيه الخارجية المغربية المشاركة في مؤتمر البحرين، “جاء عشية الورشة المشؤومة ببضع ساعات من انطلاقها في سلوك مرتبك يؤشر على عدم ثبات الموقف السياسي الوطني المركزي وغموضه وارتجاليته، فضلا عن طبيعته اللاوطنية واللاشعبية واللاديموقراطية لكونه جاء متجاهلا بشكل مطلق لموقف الشعب المغربي في المسيرة التي شهدت حالة إجماع وطني واسع في شعار المسيرة”.

وشددت المجموعة على أن البيان الجماعي لمسيرة الرباط الأخيرة، أكد أن “مختلف مكونات المشهد الوطني أعلنت أن ورشة البحرين هي ورشة خيانية وأن ما يسمى صفقة القرن هي صفقة عار وأنه لا مجال لأية مشاركة مغربية رسمية أو غير رسمية وبأي مستوى وتحت أي ظرف أو مبرر، وفي تناقض صارخ بين الموقف الفلسطيني الجامع وبين هذه المشاركة المشؤومة”.

وترى الهيئة ذاتها أن “غياب فلسطين ومقاطعة سلطتها الوطنية وفصائل شعبها وكل مكوناته لورشة العار في البحرين، يشكل إدانة لكل من شاركوا في هذه الجريمة موجبة للمحاسبة الشعبية أمام المؤسسات وأمام التاريخ”، وفق تعبيرها.

ودعت الشعب المغربي لـ”مزيد من التعبئة واليقظة واستمرار الحراك ضد المشاريع الصهيونية التي تريد اختراق بنية الوطن وقرصنة الإرادة المؤسساتية الوطنية وتفخيخ النسيج الاجتماعي المغربي وتخريبه مع الإستمرار في التصدي الواعي لكل مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني والصهاينة”.

كما وجهت مجموعة العمل التحية لـ”الشعب الفلسطيني ولكل قواه على موقف الإجماع الوطني ضد صفقة العار وورشة الخيانة في البحرين وكل ما تحاوله الإدارة الأمريكية والإحتلال الصهيوني وعملائهما في المنطقة من تصفية للقضية عبر عدد من الأجندات مع صناعة موازية لواقع الفوضى الخلاقة التخريبية بالمنطقة ضدا على قضية فلسطين وأمن واستقرار ووحدة شعوب الأمة”.

وأمس الثلاثاء انطلقت في العاصمة البحرينية المنامة، أشغال “الورشة حول السلام والازدهار”، التي ستكشف خلالها الولايات المتحدة الأمريكية الشق الاقتصادي لخطتها الجديدة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، في ظل غياب الجانب الفلسطيني الذي أجمع بكل مكوناته وفصائله على رفض المؤتمر المذكور.

الورشة التي تمتد ليومين وتهدف إلى جمع استثمارات بـ50 مليار دولار على مدى عشرة أعوام، يشارك فيها كل من المغرب ومصر والأردن إلى جانب دول خليجية، وسط غضب بالشارع المغربي الذي عرف خروج الآلاف في مسيرة حاشدة يوم الأحد المنصرم رفضا لهذا المؤتمر، في حين عم إضراب شامل مختلف مرافق الحياة في قطاع غزة، وتظاهر الآلاف في لبنان، تنديدا بالورشة.

وقرر المغرب رسميا، المشاركة في ورشة البحرين بتمثيل ضعيف، حيث أعلنت وزارة الخارجية المغربية أن إطارا من وزارة الاقتصاد والمالية سيمثل المغرب في أشغال الورشة المذكورة، بعدما سبق أن أعلنت الرباط عن عدم علمها بأي خطة أمريكية جديدة للسلام من أجل تسوية الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرة إلى أنها ستعلن موقفها “عندما ستعرف الخطوط العريضة ومضمون وتفاصيل هذه الخطة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *