وجهة نظر

في اليوم العالمي للمعلم

لا يمكن ان تمر علينا هذه المناسبة مرور الكرام، ولن نقبل ان يتعامل معها كأية لحظة من لحظات الاحداث التي تمر علينا كل يوم، هو يوم يجب ان يحظى والمكانة والاحترام الذي يستحقه، هو يوم يجب ان يقف فيه الجميع ووقفة اجلال وإكبار لما يقدمه رجال التربية من مجهودات لا تقدر بثمن. مجهودات في تربية النشء على مجموعة من القيم في ظل الأوضاع والظروف التي يشتغل فيها والتي يجب ان تخضع للمراجعة والنقاش.

ان العملية التعليمية التعلمية التي يلعب فيها المدرس دورا أساسيا لاسيما امام الكم الهائل من المعطيات ووسائل التواصل الاجتماعي المتطورة التي تتمتع بوفرة المعلومة. ان هذا اليوم وهذه المناسبة تستدعي من الوقوف على ما يعيشه المعلم من أوضاعوما يشوب هذا الميدان من صعوبات وتحديات والتي تقف عائقا امام ما ينبغي ان يكون عليه. انها فرصة لممارسة نوع من النقد المزدوج ، نقد للمنظومة التعليمية ككل ونقد للمدرس في رصد ما يمكن القيام به من اجل الدفع قدما بالتعليم المغربي.

لا أحد يجادل في الوضعية التي يعيشها التعليم بالمغرب ولا يختلف اثنان في الإقرار بان المنظومة التربوية تحتاج الى مراجعة كلية، لاسيما والتحولات القيمية في المجتمع المغربي بفعل ما يعرفه من تطور سريع على كل الأصعدة الشيء الذي وضعنا امام تحديات عميقة، وامام هذا المختص العسير نجد المدرس يتحول جزءا مهما من هذه الاعراب والمعانات لاسيما وانه هو من تتوج اليه أصابع الاتهام وتحمل المسؤولية في جميع الحالات، في الوقت الذي تناسينا فيه الأهمية الذي تضطلع به الاسرة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى. لا يمكن إذن ان نتحدث عن تعليم ناجح دون توفير الظروف الملائمة للأطراف المساهمة في العملية التعليمية التعلمية. وعلى رأسها المدرس الذي يلعب دورا محوريا في الموضوع، ويمكن الإشارة الى مجموعة من العوامل للذكر لا الحصر :

• أولا :مراجعة الوضعية المادية
بالنظر الى الأدوار التي يضطلع بها المدرس في عمله داخل منظومة التربية والمسؤولية الملقاة على عاتقه في الإسهام في التعلم والتكوين، لاسيما ان الأضواء وسلطة عليه من جانب، لابد من الجهات المعنية ان تراجع الأوضاع المادية للمدرسة، فهذا المنصب يجب ان يكون من المناصب العلياالتي يتقاضى أصحابها مبالغ هامة، فالأجدر ان يكون المدرس أولى بها، وبدلا من ان يكون المدرس يجتهد ويبعد في عمله ويخصص وقتا مهما لهذا الغرض فإنه يبقى منشغلا بالبحث عن موارد مالية أخرى في الوقت المتوفرة لديه وخارج ساعات العمل لتسديد مجموعة من المصاريف والالتزامات المالية الكثيرة وهو ما سيؤثر بالطبع على المروية العامة له .

• ثانيا : البنيات التحتية واللوجستيك
أدوات الاشتغال والبنيات التحتية هي من التحديات التي نعيشها في هذا الميدان، قصور كبير في اليات العمل التي تساهم في نجاعة العمل وتسهل من مأمورية المدرس والمدرسة، وحاجة المؤسسات التعليمية الى التأهيل وتطوير ناهيك عن الموارد البشرية التي تحتاج الى التعبئة والتكوين وخصوصا في الجانب الإداري.

• العرض التربوي
ان العرض التربوي التي يقدم الى المتمدرسين لا يرقى ان يكون في المستوى المطلوب، ولا يستجيب لتطلعات هذه الأجيال الصاعدة في ظل التحولات القيمية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، عرض تربوي يحتاج الى إعادة النظر فيه، حتى يتسنى له تقديم أجوبة النظارات المتعلمين، وهو ما سينعكس بالطبع على الافاق المستقبلية وبالتالي حل معضلة البطالة التي أصبحت منتشرة في صفوف حاملي الشواهد العليا بكل اصنافها.

عودة الى مرتبط الفرس الا وهو المدرس والحديث عن هذه المناسبة التي من المفروض ان تكون عيدا وطنيا، وان تولى بالاهتمام الكافي من لدن الدولة بكل أجهزتها، يجب ان تكون وقفت ومناسبة لمناقشة مكانة المدرس وسرد كل ما يعيشه من تحديات وصعوبات. المدرس الذي تعرض لمختلف أساليب العنف والظلم والحي أحيانا، وصل به الامر الى درجة القتل والانتقام وكانه هو المسؤول عن معاناة التعليم ومشاكله. فماذا قدمت الدولة من محفزات وتشجيعا لهذا المدرس؟

لا تفوتنا الفرصة في اليوم العالمي للمعلم ان نشيد برجل التربية، رجل التكوين والتأطير على خدماته الجليلة ومجوداته اللامتناهية ونكران الذات والعمل على إيصال الرسالة التي على عاتقه، المدرس باعتباره يمتهن مهنة شريفة ويقدم أسمى رسائل الحياة هو القدوة الحسنة ومثال على الصبر والمثابرة رغم كل ما يعتريه من مرتبطان.

فتحية إكبار وإجلال الى المربي ورمز الوفاء والنضال، الى من يعمل يؤكد ليقدم افضل ما لديه للناشئة، فيهم تتقدم الأمم وتتطور، وبدونهم قد نعيش التخلف أولويات بكل لغتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *