أخبار الساعة، أدب وفنون

الموت يغيب محمد”دا البردوز”..أحد مؤسسي المسرح الإرتجالي بسوس

انتقل إلى عفو الله تعالى، أول أمس الأربعاء، المسرحي والفنان محمد أزنكض، الملقب فنيا ب”البردوز”، أحد أعضاء فرقة “أعرابْن أيت المزار” للتمثيل والمسرح، من أقدم الفرق المسرحية بجهة سوس ماسة، تأسست منذ 1947.

الراحل معروف في فرقة أعرابن، بإتقانه لأدوار الإبن والشخصية الحسانية، وساعده كثيرا قصر قامته، في خلق الفكاهة والمرح على وجوه الجماهير، التي كانت تحضر مسرحيات الفرقة، بعدد من ربوع سوس، خاصة ايام حفلات عيد العرش في عهد الراحل الحسن الثاني.

ولد الراحل محمد أزنكض، سنة 1939 بدوار المزار، التابع إداريا لجماعة أيت ملول، وبها تابع دراسته بالمسجد الكبير، حيث حفظ ماتيسر من القرآن الكريم، وعمل في بداياته بائعا للحليب، قبل أن يلتحق كمستخدم بأحد الفنادق المصنفة بأكادير، وله خمسة أبناء.

عانى الراحل في أواخر حياته من مضاعفاة داء السكري، وبقي طريح الفراش لسنوات، وكان آخر ظهور له، قبل سنوات، بمسرح بلدية أكادير بقاعة ابراهيم الراضي، حيث تم تكريمه رفقة فرقته أعرابن المزار، ولم تسمح له ظروفه الصحية حينها، بصعود الخشبة، وتقاسم الفقرات الفنية التي أداها خلف الفرقة.

وبالرغم من عدم تكوينه في المسرح أكاديميا، إلا أن شهادات استقتها العمق، من مهتمين بأب الفنون، وتصريحات سبق وأن أدلى بها باحثون أكاديميون لقناة الأمازيغية التي خصصت حلقة خاصة للفرقة، من بينهم أحمد صابر عميد كلية الاداب بأكادير، فالراحل ومعه مجموعة من الوجوه التي التحق أغلبها بالرفيق الأعلى، استطاعت أن تؤسس لنواة مسرحية، على شاكلة قصة نشأة فرقة ناس الغيوان مع المسرحي المغربي الطيب الصديقي.

فكانت فرقة الراحل المسرحية، تقدم وصلات في فن الروايس، وفن كناوة، وأحواش عدد من المناطق المغربية، كإيمي نتانوت وتارودانت، وأحواش أهياض حاحا، والكدرة، والرقصات الصحراوية، وحتى ايقاعات المغرب الشرقي والشمالي.

وبوفاة المسمى قيد حياته البردوز، تكون فرقة أعرابن المزار للمسرح الإرتجالي، قد فقدت واحدا من أبرز الوجوه التي صنعت الابتسامة البريئة وبالمجان، على وجوه شاخ أغلبها اليوم، وتسقط ورقة أخرى من هذا الصرح الفني الذي يتهاوى، أمام صمت المسؤولين على قطاع الثقافة بجهة سوس ماسة، ويلتحق برفاقه من أمثال العربي أوحماد، محمد امسكين، وأوطنجة،و عبد الله شاهما، وغصني، و ابراهيم بوكنجيم وغيرهم من الوجوه الفنية التي غادرت في صمت.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *