مجتمع

سعد .. طالب عائد من “ووهان” يسرد تجربته مع “الحجر الصحي” بالمغرب

بعد مرور عشرين يوما من التحاليل الطبية والاطمئنان على حالتهم الصحية، سرد الطالب المغربي، سعد الحسيني هلال، في حوار مع جريدة “العمق”، تفاصيل تجربته مع الحجر الصحي بعد عودته من مدينة “ووهان” الصينية بؤرة تفشي فيروس كورونا، مذكرا بيومياته بالمستشفى العسكري بالرباط، والأحداث الجميلة التي عاشها هناك، وتحدث عن طريقة متابعته لدراسته بالمغرب، كما تطرق لثقافة الأكل عند الصينيين وارتباطها بالفيروس.

سعد الحسيني هلال، ابن مدينة بني ملال، يبلغ من العمر 18 سنة، يتابعه على موقع “يوتيوب” أكثر من 24 ألف شخص، قرر بعد حصوله على شهادة الباكالوريا عام 2019، السفر إلى مدينة ووهان الصينية ودراسة شعبة الاقتصاد الدولي والتجارة بجامعة “ووهان” للفنون التطبيقية، لكن لم يكن يعلم أنه بعد شهور قليلة سيكون مضطرا للرجوع إلى المغرب بسبب انتشار فيروس كورونا في الصين.

تجربة الحجر الصحي
“بالمستشفى العسكري بالرباط، عشت تجربة فريدة واستثنائية”، يقول سعد الحسيني هلال لجريدة “العمق”، وقد بدا سعيدا بنتائج الحجر الصحي، ثم يضيف “تعرفت على أناس جدد، وتعلمت أشياء جديدة، وعشت حياة أخرى لأن الساهرين على المستشفى اعتنوا بنا جيدا ووفروا لنا كل شيء نحتاجه”.

فترة الحجر الصحي مرت بسلام، يردف سعد: “كنت أعيش حياة طبيعية مثل الجميع، أقضي وقتي بين الهاتف والدراسة واللعب، وأخضع لفحوصات طبية مرتين في اليوم، وكنت أكل أكلا صحيا ومتوازنا، مشيراً “كل يومياتي بالمستشفى وثقتها عبر قناتي بموقع “يوتيوب”.

ثم يوضح: “لم يكن لدي شك في أن أكون مصابا بفيروس كورونا، لأني كنت من الأوائل الذين بدؤوا في استعمال القناع قبل تفشي الفيروس بشكل كبير، وتحسبا لذلك كنت أتفادى الأماكن المختلطة بووهان”.

ويضيف سعد: “كنت مهيأ نفسيا للإصابة بالفيروس، وأخذت الاحتياطات اللازمة عبر أكل تغذية متوازنة وأخذ نوم كافي، كما أنني اشتريت أربعة أنواع من الفيتامينات لأحصل على مناعة قوية”.

ونصح الشاب سعد المغاربة الخائفين من الإصابة بالفيروس، بالأكل الصحي والنوم الجيد وممارسة الرياضة من أجل الحصول على مناعة قوية، لكن نبه كبار السن بضرورة أخذ الاحتياطات الضرورية لأن مناعتهم ضعيفة”.

أثناء الحجر الصحي كنا خائفين من بعضنا البعض، يقول سعد: “رغم أنه لم تظهر على أحد منا أعراض المرض، لكن بعد إعلان نتائج الفحوصات الأولى تبددت تلك المخاوف”.

ويحكي الطالب سعد بتأثر بالغ عن موقف وقع أثناء تواجده بالمستشفى العسكري، ويقول:”قبل انتهاء فترة الحجر الصحي بأيام قليلة، قام المسؤولون بالمستشفى بإحضار حلوى عيد الميلاد لكل الأشخاص الذين تصادف وجودهم بالمستشفى مع عيد ميلادهم، ولم يتسن لهم الاحتفال به”.

الفيروس لم يؤثر على دراستي
“لم أكن ضمن الطلبة المغاربة الذين نشروا فيديوهاتهم عبر المنصات الاجتماعية طلبا للمساعدة”، يقول الحسيني هلال للعمق، ولم أطالب بشيء، لكن قبل تدخل الملك صورت فيديو وصل لأكثر من مليون مشاهدة عبر “يوتيوب، وتحدثت عن الحالة التي كنت أعيشها، وشرحت لماذا الطلبة خائفون، وبعدها أرشدت الناس إلى أماكن تواجد الأكل بووهان”.

ويوجد الطالب سعد ضمن المغاربة الذين تمت إعادتهم من مدينة ووهان الصينية بتعليمات من الملك محمد السادس، والذين يبلغ عددهم 167 شخصا، وتم إخضاعهم للحجر الصحي مدة 20 يوما للتأكد من عدم حملهم لفيروس “كورونا” المستجد.

الفيروس لم يؤثر على دراستي الجامعية، يوضح سعد: “أتابعها حاليا عبر الحاسوب أو الهاتف من خلال تطبيق إلكتروني يجتمع فيه كل الطلبة مع الأستاذ وندرس بشكل عادي مادتي اللغة الصينية والرياضيات يوم الاثنين فقط، وباقي الأيام يرسل لنا الأستاذ المواد وندرسها بشكل فردي”.

حاليا أتواصل مع أصدقائي بالصين، إنهم يعانون من الملل، هناك من لم يخرج من البيت لأكثر من شهر، يردف سعد: “ولكن من خلال حديثي معهم يبدو أنهم غير خائفين من الفيروس كثيرا، ويقولون أنه لم يتبق الكثير وينتهي هذا الكابوس ونلتقي مرة ثانية”.

ولم ينسى الطالب سعد، في أحد فيديوهاته عبر موقع “يوتيوب”، أن يشكر الملك على كل ما فعله من أجلهم وقال إن “الملك محمد السادس تعامل معنا مثل أبنائه، أشكره كثيرا على هذه البادرة الطيبة”.

الأكل الصيني 
“بحكم تقبلي لجميع الثقافات كنت أنوي تجربة أي شيء غريب في الثقافة الصينية بما فيه الأكل مع مراعاة التعاليم الدينية”، يقول سعد الحسيني هلال ثم يضيف: “لا أظن أن السبب وراء انتشار فيروس كورونا هو الأكل الصيني، ويؤكد: “لأنهم يأكلونه منذ سنوات كثيرة، ويدخل ضمن ثقافتهم الغذائية”.

وعن موقفه من حملة التنمر التي تعرض لها الصينيين بسبب الفيروس، يستنكر سعد هذا التصرف اللاإنساني، ويقول: “التنمر تصرف سيء ولا أخلاقي ويدل على التخلف الذي يعشيه بعض الناس”.

ويعتقد البعض أن أسباب تفشي الفيروسات في الصين راجع إلى أن الصينيين يأكلون العديد من الحيوانات التي لا تأكلها الشعوب الأخرى، ويقول أحد الأشخاص عبر المنصات الاجتماعية: “سيتفشى المرض في العالم لأن بعض الصينيين يأكلون طعاما غريبا مثل الخفافيش والفئران والثعابين”، على حد تعبيره.

وتحول فيروس كورونا من مرض إلى تنمر ضد الصينيين حول العالم، حيث لجأ شاب صيني من مدينة ووهان إلى إطلاق هاشتاغ “أنا لست فيروسا.. أنا إنسان” للفث الانتباه إلى العنصرية ضد الصينيين بإيطاليا.

ووقف الشاب الذي يدعى “ماسيميليانو جيانغ” في شارع عام بأحد الأماكن المشهورة بمدينة فلورنسا الإيطالية معصوب العينين ومعه لافتة كتب عليها “أنا لست فيروساَ، أنا إنسان، لا تتحاملوا علي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *