مجتمع، مغاربة العالم

صادم.. عالقون مغاربة بتركيا ينامون بجانب القبور وبالمطار ويهتفون: نريد العودة (فيديوهات)

تتواصل معاناة المغاربة العالقين بتركيا ممن ينتظرون دورهم في عملية إجلائهم إلى المغرب، فبعد الفوضى العارمة التي شهدها مطار اسطنبول الدولي يوم السبت المنصرم، أثناء إجلاء المئات من العالقين، استمرت أجواء الاحتقان والضغط في صفوف العالقين المتبقين بعين المكان.

كاميرا “العمق” رصدت ظروف تواجد المئات من العالقين المغاربة باسطنبول، حيث يضطر عدد منهم للمبيت داخل المطار، فيها اختار آخرون المبيت أمام القنصلية العامة للمغرب بنفس المدينة، ضمنهم من قضى ليلته بمحاذاة القبور في الساحة المقابلة للقنصلية.

واستمرت احتجاجات العالقين لمطالبة السلطات المغربية بتسريع إجلائهم، حيث رفع العشرات أمام بوابة مطار اسطنبول شعارات تدعو المسؤولين في القنصلية لعدم “تجاهلهم”، مرددين هتافات من قبيل “نريد العودة”، فيما احتشد عشرات آخرون أمام مبنى القنصلية، طيلة الأيام الثلاثة الأخيرة.

إحدى العالقات قالت لجريدة “العمق”، إنها تنام بالشارع منذ أيام إلى جانب مجموعة من المغاربة العالقين من ضمنهم أشخاص مسنون، مشيرة إلى أن أغلب العالقين لم تتبقى لهم أي أموال للعيش، ومنهم من لا يجد حتى قنينة المياه وينتظر الحصول على المساعدات التي يجود بها أفراد الجالية المغربية.

وأوضحت أنها عالقة في تركيا منذ 3 أشهر بعدما كانت قد حلت بهذا البلد لغرض السياحة لمدة 15 يوما فقط، داعية مصالح القنصلية والسفارة المغربية إلى التدخل لإجلاء العالقين المتبقين إسوة بالمئات ممن تم ترحيلهم خلال الأيام الماضية.

أيوب سالم، إعلامي مغربي بتركيا والأمين العام للجاليات العربية بتركيا، قال لجريدة “العمق” إن مطار اسطنبول شهد عدة رحلات جوية لإجلاء مئات العالقين المغاربة، غير أن عملية الإجلاء مرت في ظروف سيئة على المستوى التنظيمي، وهو ما جعل العالقين المتبقين يواصلوان احتجاجاتهم، وفق تعبيره.

وكشف سالم أنه تم تسجيل عودة مجموعة من المغاربة المقيمين بتركيا رغم عدم إدراج أسمائهم في لوائح العالقين كما أنه لا تتوفر فيهم شروط العودة حاليا، مضيفا: “نريد جوابا من المسؤولين عن هذا الأمر، خاصة القنصل العام الذي نتمنى أن يتواصل معنا كجالية مغربية ومجتمع مدني هنا”.

واعتبر المتحدث أن مبيت عدد من المغاربة العالقين في مطار اسطنبول وأمام القنصلية وفي شوارع المدينة “إهانة للمغرب والمغاربة”، داعيا إلى ضرورة تسريع إجلاء العالقين خاصة ممن تتوفر فيهم شروط الأولوية، لافتا إلى أنه يضع نفسه رهن إشارة القنصلية لتأطير والمساهمة في عملية إجلاء باقي العالقين.

وبعد أن قدم الشكر لوزارة الخارجية على ما قدمته للعالقين بتركيا من إيواء وتغذية وحسن استقبال العائدين منهم إلى تطوان، قال سالم إن هناك عددا من العالقين تعرضوا للاعتداء من طرف الشرطة التركية بسبب مشادات كلامية بين الطرفية، عقب احتجاجهم على خلو قنصلية المملكة من أي موظف، أول أمس الإثنين.

ويوم السبت المنصرم، شهد مطار اسطنبول حالة من الفوضى أثناء عملية إجلاء المغاربة العالقين، وصلت إلى حدوث مناوشات بين العالقين، وسط اتهامات بتلقي الرشوة والمحسوبية في اختيار العائدين، فيما طالب غاضبون بتدخل مسؤولي القنصلية والسفارة المغربية لوقف “إهانة كرامة المواطن المغربي” وفق تعبيرهم.

ووفق ما عاينته جريدة “العمق”، فإن مواطنين مغاربة ممن تم الاتصال بهم من أجل إجلائهم، كشفوا أنهم تفاجؤوا بعدم ورود أسمائهم ضمن لوائح العائدين في رحلات عبر الخطوط الملكية المغربية، رغم أنه جرى الاتصال بهم من طرف مسؤولين بالقنصلية من أجل الحضور إلى مطار اسطنبول، على حد قولهم.

بالمقابل، أوضح أحد المغاربة العائدين قبيل ركوبه الطائرة، أن تعامل القنصلية المغربية كان في المستوى حيث قدمت جميع المساعدات، قائلا في تصريح لجريدة “العمق”: “تم إيواء أزيد من 2000 عالق وتقديم الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة، واليوم حان موعد عودتنا ضمن الدفعة الثالثة، ونشكر مسؤولي وأطر القنصلية”.

يُشار إلى أن السلطات المغربية قامت بإجلاء المئات من العالقين بتركيا ضمن 5 دفعات وعبر 12 رحلة جوية إلى حد الآن، 9 منها حطت بمطار “سانية الرمل” بتطوان أيام الثلاثاء والخميس والسبت والأحد، على متنها ما مجموعه 1172 عالقا، فيما حطت بمطار وجدة أنكاد 3 رحلات يوم الجمعة، على متنها 312 عالقا.


وتم إخضاع العائدين للتحاليل المخبرية الخاصة بفيروس “كورونا”، حيث تم نقلهم إلى وحدات فندقية بالمضيق والفنيدق والسعيدية لقضاء فترة العزل الصحي، فيما يُرتقب تنظيم رحلات أخرى خلال الأيام المقبلة لإجلاء باقي العالقين بتركيا.

يذكر أن المئات من المغاربة العالقين بالخارج سبق أن عادوا إلى أرض الوطن عبر سلسلة من الرحلات الجوية انطلاقا من تركيا والجزائر ومنطقة الأندلس ومدريد وبرشلونة وجزر الكناري، على أن تتواصل العملية لتشمل بلدانا أخرى خلال الأيام المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *