سياسة

“الزبونية والمحسوبية” تثير “قربلة” بين الوزير اعمارة والفريق الاستقلالي بالبرلمان

شهدت جلسة الأسئلة الأسبوعية لمجلس النواب، مساء اليوم الإثنين، مشادات كلامية وتشنج شديد بين الفريق الاستقلالي من جهة، ووزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، محمد اعمارة، وفريق العدالة والتنمية، من جهة أخرى، بسبب تبادل الاتهامات بين الطرفين حول مظاهر “المحسوبية والزبونية”.

وعرفت مداخلة الوزير اعمارة، تبادلا للاتهامات بين فريقي الاستقلال والبيجيدي وسط حالة من الصراخ والاحتجاج وطلب نقاط النظام إلى رئيس الجلسة محمد أوزين، استمرت زهاء 10 دقائق.

واتهم الفريق الاستقلالي حكومتي العثماني وابن كيران بالمحسوبية والزبونية، قبل أن يرد الوزير اعمارة بأن تلك المظاهر كانت فعلا موجودة، لكن في الفترة ما بين 2007 و2011، في إشارة منه إلى الحكومة التي كان يقودها حزب الاستقلال.

اتهامات الفريق الاستقلالي

جاء ذلك بعدما اتهم برلماني باسم الفريق الاستقلال، حكومتي العثماني وابن كيران بممارسة المحسوبية والزبونية وغياب النجاعة، خاصة في برمجة المشاريع، مشيبرا إلى أنه يملك عشرات الدلائل في الموضوع.

واعتبر البرلماني الاستقلالي أن كل الأرقام التي قدمها الوزير اعمارة في مداخلته “تتكسر فوق صخرة الواقع الذي لا يرتفع”، مشيرا إلى أن ساكنة كثير من الأقاليم والجهات لا تجد أثرا لتلك الأرقام، والنموذج إقليمي جرادة وفكيك، حسب قوله.

وقال مخاطبا اعمارة: “أحسست أنك تتحدث عن مغربين، مغرب يسير بسرعة نفتحر بها، ومغرب آخر منسي حتى من فتات مشاريعكم، إلا من بعض الزيارات التي تقوم بها الحكومة مع قرب الانتخابات، خاصة المناطق الجبلية والحدودية التي كانت عماد فوز حكومتكم، ومنها جهة الشرق”.

وتابع: “10 سنوات من الحكم بدستور جديد واختصاصات واسعة للحكومة، لا يمكن إلا أن تكون كافية لتحققوا وعد العدالة المجالية المؤجل، لكن للأسف مرت 10 سنوات والعالم القروي والمناطق الحدودية لا زالت معزولة، بعدما تحول برنامج فك العزلة إلى برنامج “لي عندو مو فالعرس ما يبات فلا عشا”، على حد تعبيره.

وأضاف أن “هناك مناطق وآلاف الدواوير تحولها بضع قطرات إلى خمسينيات وستنيات القرن الماضي رغم شعاراتكم، علما أن مطالبها بسيطة تتجلى في تعبيد طريق تؤمن الكرامة والوصول إلى المدارس والمراكز الصحية إن وُجدت”.

رد الوزير اعمارة

اتهامات الفريق الاستقلالي، رد عليها الوزير اعمارة بالقول: “ما قلته حول الزبونية والمحسوبية صحيح، لكنك أخطأت فقط في التاريخ، هي كانت موجودة من 2007 إلى 2011، وحين جئنا إلى الحكومة أوقفنا ذلك”، مضيفا: “عمري ما بغيت نقول هاذ الكلام لكن عليكم أن تكونوا في المستوى”.

وأضاف اعمارة وسط احتجاج نواب الاستقلال: “الإنسان حينما ينتقد يجب أن يعرف ما يقول، أعطني الدليل على المحسوبية والزبونية، وجهة الشرق عندها 2 مليار درهم أكثر من الجهات الأخرى، ورغم ذلك تتحدث ذلك عن الزبونية والمحسوبية”.

وتابع قوله: “هذا موضوع ليس له معنى، كنت أتمنى أن تغضبوا حين وجه نائبكم هذه الاتهامات إلى الحكومة السابقة ونعتها بكل تلك النعوت، رغم أن من بينكم الحسن حداد الذي كان عضوا في تلك الحكومة، وهذا غير معقول، توجد النزاهة الفكرية، يجب أن توقفوا نائبكم حين كان يقول تلك الاتهامات”.

من جانبه، احتج كل من رئيس فريق العدالة والتنمية مصطفى ابراهيمي، والبرلماني عبد الله بووانو، بشدة، على الفريق الاستقلالي، حيث اعتبر ابراهيمي في نقطة نظام له، أن فريق الاستقلال أصبح يقدس السنوات، في إشارة منه إلى رفض النواب الاستقلاليين جواب الوزير اعمارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *