منتدى العمق

البلوكاج الحكومي سيناريو محبوك لفيلم سياسي في زمن انحطاط الافلام السنمائية

جاءت رياح انتخابات 7 أكتوبر 2016 بما لا تشتهيه سفن الأحزاب المغضوب عليها من قِبَلِ الشعب المقهور، فكان الرد قويا من طرف الجهة السالفة الذكر، فتحالف الحمام بربانه الجديد مع الحصان، الذي فقد حدوته في سباق الألف ميل، وتشبت زعيم الورد بالسنابل الفارغة لينجوان معا من الغرق، لكن هذه المرة رئيس الحكومة المكلف لم يعف عما سلف، فوقف بالمرصاد في وجه لشكر ومن معه، واشترط على أخنوش التخلي عن الورد والحصان ليعيش الحمام رفقة السنابل في حديقة الحكومة ويستفيدان من نعيم تعويضاتها الخيالية، لكن هذا ما لم يقبله أخنوش ومن معه، فأصدروا بلاغا تحت عنوان نكون معا أو لا نكون، بعده بلحظات قليلة خرج ابن كيران عن صمته ببلاغ ناري انتهى معه الكلام.

عفوا لم ينته الكلام بعد، فقواد أحزابنا بينهم كلام كثير، لا يمكن له أن ينتهي بهذه البساطة، ورئيس الحكومة المعين يجس نبض التركيبة الرباعية فقط، هذه الأخيرة لا تزال على قيد الحياة، رغم أنها تتنفس بصعوبة في سياسة مغربية مهترئة حد القرف، إن لم نقل سياسة تشفي غليل الآخر، أي أعداء الوطن، بما يفعله الساسة المغاربة على الصعيد الداخلي قبل الخارجي.

على مستوى هذا الأخير, نجد أن الملك يشتغل ليل نهار لتحسين العلاقات مع دول الجوار وكذلك ربط صداقات مع دول كبرى، وفي نفس الوقت يشتغل ربابين أحزابنا على عكس هذا المنوال، حيث طعن زعيم الميزان في الوحدة الترابية لدولة موريتانيا، وقبله خرج رئيس الحكومة المعين الرزين بتسجيل يحمل فيه روسيا مسئولية ما يقع في سوريا، هذه الارتجالية في السياسة المغربية لا تنذر بخير.

نعود للمستوى الداخلي الأهم ونترك الخارجي المهم إلى حين، بعد مرور شهرين على الاقتراع لم نرى سوى رئيس حكومة مكلف يسير حكومة تصريف أعمال، ويتشاور لتشكيل الحكومة دون توجه وبلا خريطة واضحة، ويتخبط خبط عشواء أو أنه تعمد أن يوهمنا بذلك، سعيا منه لكسب المزيد من الشعبية وتعاطف الطبقة الكادحة المظلومة المطحونة، والمهضومة حقوقها، مما يظهر لنا جليا أن التركيبة الرباعية تجعل العصا في عجلة تشكيل الحكومة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يتشبت ابن كيران بأخنوش في ظل شروط هذا الأخير، التي عبر الأمين العام لحزب المصباح أنه غير قادر على قبولها، ولو أدى هذا إلى تعثر تشكيل هذه الحكومة رغم أنه قادر على تشكيلها بدون حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يظهر للعيان أنه لا يريد التخلي عن التركيبة الرباعية، بل يسعى ربانه إلى إدخال مجموعة من الأحزاب التي تصارع الموت على خلفية نتائج الانتخابات الأخيرة؟

يا عجباه من أمر هذه السياسة التي جعلت من شخص لم يتعب نفسه بالترشح ولا الدخول في أي حزب إبان الانتخابات، بل كان يصول ويجول في دول العالم مع استثماراته، والآن يقف في طريق تشكيل الحكومة بتواطؤ مع من أنتخب على رأس الحكومة من طرف المصوتين، ويريد إقحام من غضب عليه الشعب وعلى سياسته إلى الحكومة ليسير أمور البلاد والعباد!!

محصل القول، أرجوا صادقا من رئيس الحكومة أن يعيد المفاتيح لملك البلاد لأننا تعبنا من هذه السيناريوهات المحبوكة سلفا.