مجتمع

مصطفى.. قصة شاب مغربي سقط في براثن التطرف بسوريا وعائلته تناشد الملك (فيديو)

“صاحب هذا الحساب مات، اقرؤوا الفاتحة عليه”، كانت هذه آخر تدوينة على حساب مصطفى الإدريسي، بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، كان ذلك بتاريخ 12 فبراير 2016، لتنطلق متذ ذلك التاريخ رحلة البحث عنه من طرف شقيقته رشيدة.

رشيدة الإدريسي التي اختارت أن تبوح عبر برنامج “في ضيافة المجهول” على جريدة “العمق”، بمعاناة عائلتها وآلامها مع اختفاء شقيقها المزداد سنة 1994، قالت إن مصطفى الذي انقطع عن الدراسة في مستوى الأولى إعدادي، وتعلم حرفة ميكانيك السيارات، قصد سنة 2013 تونس للعمل حيث مكث فيها شهرين ونصف قبل أن يسافر إلى ليبيا.

خلال تواجده بليبيا كان مصطفى دائم التواصل مع عائلته، بحسب شقيقته رشيدة، ليقرر بعد ذلك ركوب مغامرة مميتة وامتطاء قوارب الموت إلى إيطاليا والتي نجح في الوصول إليها، لكنه فشل في العثور على عمل هناك، ليقرر مواصلة رحلته في الفردوس الأوروبي، حيث دخل ألمانيا، ثم سويسرا إلى أن وصل سلوفينيا سنة 2015، حيث مكث فيها سنة كاملة.

بحسب رشيدة فإن آخر مكالمة بينها وبين مصطفى كانت في آخر ليلة من سنة 2015، مضيفة أنه عندما انقطعت أخبار شقيقها بدأت في رحلة البحت عنه، حيث ظلت تراقب صفحته على “فيسبوك” وتسأل أصدقاؤه إلى أن صادفت تدوينة على حسابه مفادها أن مصطفى مات، وهو الخبر الذي نزل كالصاعقة على العائلة، تضيف رشيدة وهي تغالب دموعها.

“لقيت فيسبوك ديالو مفتوح وقلت ليه مصطفى علاش كتبتي هادشي، هادي ماشي تربية ديالك وماشي الأخلاق ديالك”، قبل أن تضيف رشيدة الإدريسي، أن شقيقها رد عليها بلغة ليست مغربية قائلا: “خلاص مصطفى مات اقرؤوا عليه الفاتحة”.

وأوضحت رشيدة الإدريسي، أنها بدأت رحلة البحث عن مصطفى رفقة شقيقها من خلال نشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الجرائد، مشيرة إلى أن أحد الأشخاص تواصل معها، وأخبرها أنه رأى شقيقها في النمسا شهر يناير 2016، وتحدث معه طويلا حيث أخبره بأنه سيعود إلى تركيا.

في ماي 2016 راسلت رشيدة أحد أصدقاء مصطفى على “فيسبوك” لتستفسره حول ما إن كان يعرف شيئا عنه، فأخبرها أنه وصل إلى تركيا في شهر أبريل 2016، وبحكم أنه سوري وكان يعيش في تركيا لمدة طويلة ويثقن اللغة التركية، فقد اتصل به مصطفى على “ميسنجر” ليساعده في الترجمة، حيث كان على متن سيارة أجرة ويريد من سائقها التركي أن يوصله إلى مدينة “غازي عنتاب”.

“عندما سمعت اسم غازي عنتاب، تساءلت ما الذي دفع بشقيقي لترك أوروبا التي كان يحلم بها والعودة إلى تركيا، وكيف رجع ومن ساعده في ذلك، ومن كان وراءه، وماذا كان هدفه من ذلك”، أسئلة كثيرة كانت تطرحها رشيدة دون أن تجد لها جوابا، قبل أن تضيف “من هنا بدأت رحلة البحث عن مصطفى في بلدان التوتر، وتصلني أخبار بأنه في العراق ومرة أنه في سوريا”.

بعيون دامعة وقلب يملؤه الألم والحسرة، تقول رشيدة، “أخي كان شابا هادئا وعاش طفولة هادئة ولم تكن لديه أي ميولات متطرفة، ولم نلحظ عليه قبل سفره أية تغييرات، وكل ما حصل معه كان خلال تواجده في أوروبا”.

شهر نونبر الماضي، تواصل أحد الأشخاص برشيدة، وأخبرها بأن شقيقها مسجون في سوريا، وتقول في هذا الصدد، “أرسلت له صورته وتأكد فعلا أنه مصطفى”، قبل أن تضيف أن ذلك الشخص أخبرها بان مصطفى يلقب هناك بأبو داوود، وأنه متزوج من مواطنة من أوزباكستان.

وتؤكد الإدريسي، أن المعلومة التي تتوفر عليها بخصوص شقيقها مصطفى أنه يوم أرادوا تجنيده للقتال تعمد تسليم نفسه، لأنه لا يحمل أية أفكار متطرفة، مضيفة أن آخر شخص تواصل معه أخبر العائلة بأن مصطفى نادم كثيرا ويريد العودة إلى المغرب ورؤية والديه.

وناشدت رشيدة الإدريسي، الملك محمد السادس والمسؤولين المغاربة بالتدخل في ملف العالقين في بؤر التوتر ومساعدة كل الشباب المغرر بهم والذين سقطوا في براثن التطرف للعودة إلى الوطن بعدما عبروا على ندمهم، مضيفة أن عائلتها راضية بأية عقوبة حبسية في حق ابنها مصطفى وأنها تريد أن يعود فقط إلى أرض الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *