دروس من غزة

من يقول ما الفائدة من الوقفات التنديدية و المسيرات التضامنية مع القضية الفلسطينية.. عليه أيضا أن يقول ما الفائدة من الحجارة التي تخرج من مقالع هؤلاء الأبطال؟!.. ما الفائدة من هذه الألوف المؤلفة التي خرجت في مسيرات الضفة دعما لغزة والأقصى والشيخ جراح.. إن لم تكن تحمل سلاحا ولا مدفعا ولا تمتطي دبابة ولا طائرة؟!.. و ما الذي تحدثه حجارة في مواجهة دبابة..أو سكين في مواجهة مدرعة؟!.. أو رصاصة في مواجهة مدفع؟!… كل هذا قد يبدو عبثا قد يظهر على أنه جنون و حمق.. لكن لو لا التمسك يا أمداكل بخيار المقاومة والأمل لما رأينا صواريخ الفصائل تخرق القبة الصهيونية..

ولك يا صديقي أقول: تلك الحجارة التي تخرج من مقالع المرابطين و المقاومين و إن لم يكن لها أثر مادي دائما إلا أن أثرها النفسي بالغ الأهمية.. تلك الحجارة تبث في نفوس المحتلين المغتصبين الخوف والرعب والشك.. تلك الحجارة بمثابة رسالة للأجيال الصاعد مفادها أن ميزان القوى قد لا يكون دائما متوازنا وعادلا لكن بتمسكنا بالقضية بعزمنا وإصرارنا وتباثنا قد نميل الكفة لصالحنا نذيب الحديد ونواجه السلاح ولو بحجر صغير مشحون بقوة إيماننا بعدالة قضيتنا وتشبثنا بأرضنا. لنا في مقاومة إخواننا في فلسطين دروس وعبر…

كذلك هي مسيرات التضامن قد لا تحدث تغييرا يذكر على أرض الواقع إلا أنها تحمل بيانا مفاده: إن تخاذلت الأنظمة و ساومت بالقضية، وتنازلت عن نصرة الأقصى، إلا أن الشعوب لم ولن تتخلى عن دعم إخوانها بفلسطين الأبية الصامدة.. إن الشعوب تؤمن بأن لا سبيل للتحرير غير المقاومة والتشبت بالقضية وجلعها حية في العقول والقلوب.. إن المقاومين في غزة و الأحرار في الضفة

و المعتقلين في غياهيب الظلم والاستعمار في زنازين الاحتلال الغاصب الغاشم ليسوا وحدهم من يؤمن ويناضل من أجل قضيتهم بل كل إنسان يؤمن بالإنسانية قبل أي دين أو مذهب، ونصرة المظلوم أينما كان و كيفما كان، سيكون مؤمنا بعدالة القضية البوصلة فلسطين الشهامة..

فلا تبخسوا أي شكل من أشكال النضال و لا تسخروا من أي وسيلة من وسائل المقاومة..

لا خوف على فلسطين، لأن لها مرابطوها من نساء ورجال المقاومة الأبطال.. وهؤلاء إيمانهم بعدالة قضيتهم وبحقهم في أرضهم لا يمكن أن يمحيه لا إعلام ولا عدوان.. لكن نحن من ينبغي أن نخشى على أنفسنا.. فقد بدأنا نألف الذل والهوان.. ولن يحفظ ماء وجهنا إلا بقطع كل اتصال مع الصهاينة..