منتدى العمق

أنقذوا الحبيبة

إن كان بناء السدود يساهم في تخزين الماء، لتسقى به المناطق التي لا يصل إليها الوادي، و لإحياء الموروث الطبيعي للمنطقة و إنتاج الطاقة الكهربائية لإنارة شوارع المدينة المجاورة، فإن الذي يقع الآن بزاگورة لا يبشر بخير، فبعد بناء سد المنصور الذهبي الذي احتُكر ماؤه لمناطق غولف ورزازات و النواحي، ها هي الجهات الوصية تشيد سدا آخرا ليحبس ما جاد به الأول على الناس في منعه للوصول إلى المناطق المنكوبة، فبعد مجموعة من النداءات من طرف المجتمع المدني انذارا قبل وقوع الكارثة، ها هي مناطق المحاميد و تاكونيت وما جاورهما على حافة الموت بعدما جفت كل العيون و الآبار فأصبح البحث عن الماء يساوي حياة أربعة من الشبان رحمهم الله تعالى.

أين منتخبوا هذه المدينة السياحية الجميلة، أين رجلاتها التي وعدت بالنهوض بالمنطقة، و أعطت الأولوية في برامجها للحفاظ على الموروث الثقافي و السياحي للمنطقة ككل، ها هي الواحات إن استمر الحال على ما هو عليه الآن قد تتحول إلى مناطق قاحلة، لا تحدها العين فالنخيل كل يوم بل في كل ساعة نودع إحداها.

زاكورة المعروفة وطنيا ب” الله إعمرها دار” أصبح معنى هذه الجملة لا ينطبق مع المراد منها فقد كان المغزى أن أبناء المنطقة ذووا أخلاق حسنة، و يتعاملون مع بالحسنى و لا يسعون إلى المشاكل و لايقربونها، قلت أصبح معناه يدل على الدعاء لإعمار المنطقة، فهي بحاجة إلى مشاريع مدرة للدخل و إلى مرافق عمومية تحد حاجة الناس الذين لا ذنب لهم إلا أنهم ولدوا ليجدوا أنفسهم أمام قسوة المعيشة هناك و حيف المسؤولين، و إني أود الإشارة إلى أن الملتس الوحيد الملح لأبناء زاكورة أصبح هو الماء الصالح للشرب.

أنقذوا ما بقي من زاكورة، أنقذها فقد إحترقت أرزاق الناس بارتفاع تكاليف جلب المياه، أنقذوها أنقذوها……

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *