انتخابات 2021، سياسة

بعد عمليات “ترحال” مكثفة بين الأحزاب.. الصراع حول مقاعد تطوان يشتعل مبكرا

يعيش إقليم تطوان على وقع نقاشات سياسية صاخبة قبيل الانتخابات التشريعية والجماعية المقبلة، في ظل تغييرات واسعة على الخريطة الحزبية والسياسية بالمدينة، جعلت نار التنافس والصراع تشتعل مبكرا بين أحزاب ومرشحين يؤمنون بحظوظهم للفوز بالمقاعد البرلمانية الخمسة للإقليم، وبالتربع على صدارة نتائج المجلس الجماعي المقبل.

وسارعت أغلب الأحزاب السياسية الرئيسية بالإقليم إلى حسم وكلاء لوائحها للانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية المقبلة، في واحدة من الدوائر التي تشهد تنافسا حادا بين المكونات السياسية خلال الاستحقاقات الانتخابية، في حين لا زالت أحزاب أخرى تبحث عن أسماء قوية قد تجلب لها أصواتا انتخابية.

ووفق متتبعين للشأن المحلي، فإن المنافسة ستكون شرسة بين أحزاب التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة والتقدم والاشتراكية، للحفاظ على مقاعدها البرلمانية التي ظفرت بها في الانتخابات السابقة، إلى جانب حزب الاستقلال الذي يسعى إلى الظفر بأحد المقاعد الخمس بترشيحه لاسم جديد وشاب.

وفي هذا الصدد، يبرز خمسة مرشحون بقوة خلال الانتخابات البرلمانية من أجل اقتسام المقاعد الخمسة للإقليم، وهم كل من رشيد الطالبي العلمي عن “الأحرار” وأمينة بن عبد الوهاب عن “البيجيدي” ومحمد العربي احنين عن “البام” ومحمد الطوب عن “الاستقلال” ونور الدين المطالسي الهاروشي عن الاتحاد الدستوري، فيما أربكت وفاة البرلماني الملاحي حسابات حزب الاتحاد الاشتراكي بالإقليم.

وكان حزب التجمع الوطني للأحرار، من أوائل الأحزاب التي حسمت في أسماء مرشحيها للانتخابات التشريعية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث تم اختيار الوزير السابق والقيادي البارز في الحزب، رشيد الطالبي العلمي، وكيلا للائحة “الحمامة” عن دائرة تطوان، فيما لم يتم بعد حسم هوية وكيل اللائحة الجماعية والجهوية.

وتبدو حظوظ الطالبي العلمي وافرة للفوز بمقعده البرلماني الذي يشغله منذ عدة ولايات عن دائرة تطوان، في ظل قاعدة انتخابية ثابتة للحزب بالإقليم، في حين يترقب متتبعو الشأن السياسي إعلان وكيل لائحة الأحرار للانتخابات الجماعية والجهوية، وسط رغبة جامحة للأحرار للعودة إلى بلدية تطوان التي فقد الطالبي رئاستها أمام البيجيدي سنة 2009.

وبخصوص حزب العدالة والتنمية، حسمت الأمانة العامة للحزب، أسماء وكلاء لوائحه عن دائرة تطوان، حيث فضل الحزب عدم تزكية محمد ادعمار لخوض السباق الانتخابي على مستوى البرلمان وجماعة تطوان، بعدما ظل يشغل منصب برلماني ورئيس جماعة تطوان لولايتين متتاليتين، ومنحته وكيلا للائحة الجهوية للحزب.

وقررت الأمانة العامة لـ”المصباح” تزكية القيادية المحلية أمينة بن عبد الوهاب، النائبة الحالية لرئيس جماعة تطوان، وكيلة للائحة البرلمانية، وترشيح عادل بنونة وكيلا للائحة الجماعية، في وقت لا زال فيه الحزب يعاني من تداعيات الصراعات والانقسامات الداخلية التي أنهكته محليا وأدت إلى رحيل عدد من الأعضاء نحو أحزاب أخرى.

وعلى غرار “الأحرار”، تبدو حظوظ البيجيدي وافرة لنيل مقعد برلماني بالنظر إلى وجود كتلة مصوتة شبه قارة للحزب على مستوى تطوان، إلا أن الوضع مختلف بالنسبة للانتخابات الجماعية بسبب التصدع الداخلي للحزب من جهة، والتكتكل السياسي المتوقع ضده من طرف باقي أحزاب المعارضة للإطاحة بـ”المصباح” من رئاسة البلدية.

وفي الوقت الذي خفتت فيه قوة حزب الاستقلال بتطوان خلال الانتخابات السابقة، عاد “الميزان” بقوة مؤخرا وعينه على حصد مقعد برلماني طال انتظاره، بعد أن قرر استقطاب وتزكية شاب جديد يرأس وكالة سياحية معروفة في تطوان، يتعلق الأمر بمحمد الطوب الذي يراهن الحزب عليه لتمثيل المدينة في البرلمان.

وبخصوص المجلس الجماعي، يعول حزب علال الفاسي على لائحة تضم أغلبها أعضاءً بارزين في حزب العدالة والتنمية سابقا، بعدما قدموا استقالاتهم من “المصباح” بسبب خلافاتهم مع رئيس الجماعة ادعمار، على رأسهم ناصر الفقيه اللنجري الذي زكاه الحزب وكيلا للائحة الجماعية.

وبالنسبة لحزب الاتحاد الاشتراكي، فقد تسببت الوفاة المفاجئة لمحمد الملاحي، البرلماني ورئيس جماعة واد لاو الذي يعتبر أحد أعمدة الحزب البارزين بجهة طنجة تطوان الحسيمة، في ارتباك واضح على المستوى المحلي، بعدما كان الحزب يراهن عليه الحزب من أجل الاحتفاظ بالمقعد البرلماني لـ”الوردة” بدائرة تطوان بالنظر إلى النفوذ الكبير الذي كان يتمتع به محليا.

وبعد جدل وغموض حول خليفة الملاحي في الانتخابات، عقب أنباء عن مفاوضات بين “الوردة” ورئيس جماعة زاوية سيدي قاسم المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، قرر الحزب في النهاية تزكية الاتحادي حميد الدراق، رئيس جماعة تنقوب بشفشاون، وكيلا للائحة التشريعية للحزب، إلا أن متتبعين يرون أن حظوظ “الوردة” تبقى صعبة للظفر بمقعد برلماني بعد رحيل الملاحي.

ويعيش حزب الأصالة والمعاصرة حالة من التفاؤل بعد التحاق جماعي لأزيد من 100 منتخب إلى صفوفه قادمين من حزب التقدم والاشتراكية، على رأسهم البرلماني ورئيس جماعة أزلا، محمد العربي احنين، وهو الاسم الذي رشحه “الجرار” كوكيل للائحة البرلمانية، باعتباره أحد السياسيين النافذين بالإقليم.

هذه “الهجرة الجماعية” نحو “الجرار”، أربكت صفوف حزب التقدم والاشتراكية الذي كان يعول على برلمانيه احنين للحفاظ على مقعده في مجلس النواب، ما جعل الحزب يحاول تدارك الموقف بالبحث عن أسماء جديدة أملا في المنافسة على مقعد، فيما يسعى حزب الاتحاد الدستوري إلى الاستفادة من استقطاب البرلماني نور الدين المطالسي القادم من حزب “الجرار” للظفر بأحد المقاعد.

من جهته، يحاول الحزب الاشتراكي الموحد خلق المفاجأة بالإقليم بعد حل فرعه بتطوان وإعادة هيكلة من جديد، إثر انسحابه من فيدرالية اليسار الديمقراطي، حيث علمت “العمق” أن حزب “الشمعة” قرر ترشيح طبيب الإنعاش والتخطير، أحمد القايدي، أحد الوجوه الطبية والنقابية البارزة في المدينة، وكيلا للائحة البرلمانية، فيما رُشح أنس مرزوق وكيلا للائحة الجماعية.

وفي الوقت الذي قررت فيه الأمينة العام للحزب الاشتراكي الموحد، حل فرعها بتطوان، اختار الأعضاء “المطرودون” الالتحاق بتحالف اليسار الديمقراطي المكون من حزبين، وهو التحالف الذي زكى أحمد فتيان وكيلا للائحة البرلمانية، في حين تم ترشيح المحامي إدريس افتيس وكيلا للائحة الجماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *