منتدى العمق

المرأة والجسد أدوات التسويق الانتخابي

حضور المرأة في اللوائح الانتخابية ليس حبّا في سوادِ عيونها، أو إيماناً منهم بالديموقراطية والمساواة، بل استغلالٌ ممنهجٌ. فالمرأة سلعةٌ ومروجٌ حقيقي للمنتَج الانتخابي بامتياز.

إذا كان المشهِر “الإشهار” يستعمل جسدها (الشعر/الأرداف والثديين) لتسويق منتوجه، فلا يعدو المرشح الانتخابي أن يقلّد المشهِر فيستعين بالمرأة لتضع صورتها، وبها _ الصورة_ تستطيع أن تجلب عددا كبيرا من الناخبين الذين يغيب جانبهم العقلي ويستيقظ الجانب الغرائزي، فيضع علامة على “الحزب الفلاني”، متوهما في داخله تقبيل تلك الفاتنة الجميلة الموضوعة والمنتقاة بعناية فائقة على الملصق.

وعليه فإنّ كلّ من المشهِر والمنتخَب غايتهما الأولى الربح ولا شيء غير الربح، وتبقى وظيفة المرأة محصورة في الجسد ولا شيء غير إيقاظ لاوعي الطبقة المحرومة المسحوقة.

من هذا المنطلق نعود لكتاب بيرنار كاتولا “الإشهار والمجتمع”، الذي ركّز فيه على الجانب السلبي في الإشهار وأدوات الاستغلال فيه على المجتمع، بحيث أكد على أهمية المرأة في نجاح ونجاعة المنتوج الإشهاري وما ينعكس عليه من استغلال مادي ومعنوي دون وعي منها.

يمرّ بنا كاتولا في متاهات وردهات الإشهار ليصل إلى النقطة الأبرز وهي أنّ المرأة لا تتعطرُ لطرد الروائح الكريهة أو شيء من هذا القبيل، فهي تعي جيّدا أنّها دائمة الاستحمام، لكنّها بحاجة لزوج أو عاشق ولهوان يؤنس وحشتها، فيوقظ فيها المشهر الجانب الحيواني الغرائزي بتعبير (بنگراد سعيد)،فتستحضر بداخلها أنّ الحيوانات تتزواج عن طريق إفراز الروائح ويحدث التزاوج والتكاثر وبهذا فلابدّ لها من استعمال عطر ليست غايته طرد الروائح الكريهة بل أن يأتي بزوج او عشيق، يقول كاتولا ” لا خير في عطر يطرد الروائح دون أن يعدَ بزوج أو عشيق”.

وعليه فإنّ ما قلناه عن المشهر ومدى استغلاله للمرأة للتسويق لمنتجه ينطبق عن المرشح الانتخابي الذي لا يهمه من المرأة لا ديموقراطية ولا مساواة ولا أهميتها في المجتمع ولا على تقلدها مناصب المسؤولية، بل الأهم بالنسبة له الحصول على أكبر قدرٍ من الناخبين المقبلين على مكاتب الاقتراع وهم ينتشون بذلك، فرحين لكونهم أعطوا صوتهم للمرشحة الجميلة الفاتنة. إنهم استغلاليون لبقون يفهمون في عالم الجسد دون عناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *