انتخابات 2021، سياسة

الخبير السياسي أحمد بوز يكشف “المرحلة الأصعب” في مشاورات تشكيل الحكومة

أحمد بوز، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط

قال أحمد بوز أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن مشاورات تشكيل الحكومة، ستمر عبر 3 مراحل، وأن المرحلة الأولى التي انطلقت أمس الاثنين، ليس هي الأهم، لأنها تتمحور حول أمور مبدئية، مثل التعبير عن المشاركة في الحكومة.

واعتبر بوز ضمن تصريح لجريدة “العمق”، هذه المرحلة بمثابة نوع من البروتوكول لأنها ستشمل حتى الأحزاب غير المعنية بالمشاركة، كحزب العدالة والتنمية، وربما أحزاب أخرى، مضيفا أن العروض التي سيقدمها رئيس الحكومة المعين، ستكون مبدئية، ومرتبطة برغبتها في المشاركة في الحكومة، من عدمه.

المرحلة الثانية، بحسب الخبير السياسي أحمد بوز، ستكون على ضوء تفاعل الأحزاب مع عرض أخنوش، هل هناك قبول وتجاوب مبدئي من الأحزاب التي التقاها، أمس الاثنين، الأصالة والمعاصرة، والاستقلال، والاتحاد الاشتراكي، والاتحاد الدستوري، والحركة الشعبية.

ويرى أن المرحلة الثالثة من المشاورات، هي الأصعب، ويمكن أن تخلق مشاكل حتى في الموافقة المبدئية، ويمكنها أن تدخل أو تخرج أحزاب أخرى، وهذه المرحلة هي التي سيقدم فيها رئيس الحكومة المعين العروض التفصيلية، المرتبطة بالتقطيع الحكومي وطبيعة الحقائب الوزارية.

وأبرز بوز، أن الأحزاب تولي أهمية للحقائب الوزارية التي ستتحصل عليها، لأن كثيرا من الأحزاب لا تريد وزارات “محروقة”، أو تشكل نوعا من التماس المباشر مع مشاكل صعبة وعويصة، وفي مواجهة فئات معينة من المجتمع، كالتشغيل والتربية الوطنية.

كما أشار إلى أن هذه المرحلة، ستكون فيها جوانب من التعقيد مرتبطة بالأشخاص، لأن طبيعتهم، تتحكم فيها عدد من المعايير، الجانب السياسي مثلا، وتدخل فيها أيضا الاستجابة لطموحات ورغبات أشخاص مع بعض التفاوت بين بعض الاعتبارات السياسية والشخصية من حزب لآخر، مشيرا إلى أن “معايير انتقاء المرشحين للاستوزار ليست نفسها في جميع الأحزاب”.

لذلك أعتقد بأن المرحلة الأصعب من المشاورات، يضيف بوز، هي المرحلة القادمة والتي سيتم التطرق فيها إلى التفاصيل، لأن مبدأ المشاركة في الحكومة لا يطرح مشكلا كبيرا مادام أن كل الأحزاب عندها الرغبة، اللهم إذا كان رئيس الحكومة المعين يشتغل لتشكيل الحكومة ومنشغل في نفس الوقت بنوعية المعارضة التي يمكن أن تكون.

وأردف، أن أخنوش، يمكن أن يفكر في نوعية المعارضة التي ستكون صالحة ومفيدة، وتكون بناءة في علاقتها بالحكومة، لأنه لا يمكن، حسب بوز، أن يكون رئيس الحكومة مع جميع الأحزاب المتصدرة في قارب واحد في مواجهة الاحتجاجات المفترضة للشارع، وخاصة عندما نأخذ بعين الاعتبار الظروف التي جاءت فيها الحكومة والتعقيدات التي تطرحها التحديات التي تواجهها.

وزاد المتحدث، أن بعض الأحزاب لا يمكنها أن تقاوم رغبتها الجامحة في أن تشارك في الحكومة، بحيث لم يعد هناك من حزب يريد المعارضة، مضيفا أنه إذا كان أخنوش يريد التأسيس لمعارضة في المستوى في البرلمان ففي هذه الحالة مضطر للتضحية بحزب الاستقلال أو الأصالة والمعاصرة، إن كان يفكر بمنطق من سيملأ الفراغ التشريعي لأن العدالة والتنمية لا يمكنه أن يلعب هذا الدور على الأقل في الأفق المنظور بـ13 مقعدا.

وتحدث الخبير الدستوري، عما سماه بـ”المصيدة”، وطبيعة الإغراءات التي يطرحها الحزب المتصدر، لأنه طرح وعودا وأرقاما تظهر بأنها مغرية، مضيفا أن السؤال المطروح حول إمكانية أجرأة هذه المطالب على أرض الواقع، وبالتالي يبقى السؤال حول إمكانية عدم الاستجابة لهذه المطالب وعدم احترام الأجندة الزمنية لتفعيل هذه المطالب، ويمكن أن يخلق ذلك ردود فعل من المغاربة الذين صوتوا للحزب أو رئيس الحزب الذي يقود الحكومة.

وبحسب بوز، فإنه لا يمنع أن نفس المغاربة الذين صوتوا الآن للحزب، يمكن إن لم تتم ترجمة الوعود التي قدمها الحزب خلال الحملة الانتخابية، أن يتحولوا إلى محتجين مفترضين، ولذلك أعتقد أنه في المفاوضات ستكون هذه الاعتبارات واردة، وفق تعبير أستاذ علم السياسة.

وبخصوص النقاش، حول انسجام الحكومة، والحكومة القوية، فقد أكد بوز، أن هذا النقاش ملازم لكل الحكومات في كل لحظة تأسيس، وتشكيل حكومة جديد يتم العزف على نفس الشعار والهدف، ولكن الواقع عنيد، وأكبر من ذلك، لأن نفس الأحزاب التي تشارك في الحكومة قد شاركت من قبل دون أن يكون هناك تناغم كبير بينها.

أما التحالفات الممكنة، فيرى بوز، أن التصريحات التي عرفتها الحملة الانتخابية يمكن أن تكون محددا لنوعية التحالفات، متسائلا: “هل الخلافات التي برزت بين أخنوش ووهبي والتصريحات الصادرة عن هذا الأخير، ستكون مؤثرة، هل حزب الأصالة والمعاصرة سيتفاوض لوحده أم بثقله السياسي”.

وزاد متسائلا: “هل هناك انسجام شخصي وتناغم، أي أن الأحرار بما يجد نفسه مرتاحا مع الاتحاد الاشتراكي أكثر من الأحزاب الأخر التي يمكن أن يتخوف منها، لأنها يمكن أن تفرض عليها شروطها، ليس فقط في الاستوزار بل حتى في مرحلة ما بعد الاستوزار”.

ويرى بوز أن مسألة التحالفات ستكون معقدة وصعبة، وأن كل السيناريوهات مطروحة، مضيفا أن الأمر لا يتحكم فيه فقط رئيس الحكومة، بل أيضا للدولة نظرتها وتعاطيها مع بعض القطاعات الإستراتيجية، كالداخلية، والأمانة العامة للحكومة، والمالية، وقطاعات أخرى تحكمها رؤية الدولة، وفي النهاية الملك هو الذي يعين وهناك فرق كبير بين الاقتراح والتعيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *