مجتمع

“أمير الظلام” .. من يكون المتطرف الذي أقدم على الانتحار بسجن “تولال”؟

أعلنت إدارة السجن المحلي تولال 2 أن سجينا معتقلا بهذه المؤسسة على خلفية قانون مكافحة التطرف والإرهاب أقدم، السبت، على الانتحار شنقا داخل غرفته، ويتعلق الأمر بعبد الوهاب ربيع الملقب بـ”الرباع”، و”أمير الظلام”.

والرباع، هو أحد المتهمين في “خلية” مكناس الإرهابية، صدر في حقه حكم بالإعدام سنة 2003، بعدما شارك في ذبح موظف في سلك القضاء والاعتداء على رجل أمن والتخطيط لسرقة أسلحة قصد ضرب المصالح اليهودية واغتيال شخصيات سياسية.

وبحسب عبد الوهاب رفيقي، الباحث المتخصص في قضايا التطرف والإرهاب، فإن السجين الذي انتحر بسجن “تولال” هو “عبد الوهاب الرباع الاسم الذي أرعب أهل مكناس، ولم يكن لديه أدنى حرج في ذبح أبرياء من الوريد إلى الوريد بحجة أنهم كفار، وأنه يريد بقتلهم لقاء الله وجنته”.

وأضاف رفيقي ضمن تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك” قائلا: “عبد الوهاب الرباع الذي قتل بدم بارد موظفا بسلك القضاء، ودع والدته بمكناس ليلتحق بعمله بإحدى محاكم الناضور، وبعد التعرف عليه في الحافلة، أخذه الرباع ومن معه إلى بيت قد اكتروه بالمدينة، بحجة استضافتهم له ليلته الأولى بمقر عمله الجديد، وهناك ذبحوه بكل دم بارد على أنغام “صليل الصوارم”، و قطعوه أطرافا، ثم وزعوها على حاويات الأزبال بالمدينة، وفجعوا فيه والدته وأهله”.

وتابع قائلا: “عبد الوهاب الرباع الذي فعل كل ذلك ابتغاء الجنة برأيه، بعد حوالي عشرين سنة من السجن، يقتل نفسه اليوم بسجن تولال بمكناس باستعمال قطعة قماش ربطها إلى نافذة الغرفة. ألم أقل إنها أقدار عجيبة وغريبة؟”.

وخلال محاكمته أمام محكمة الاستئناف بالرباط، سنة 2002، ضمن خلية مكناس المكونة من 14 متابعا بقانون مكافحة الإرهاب، اعترف المتهم عبد الوهاب الرباع وأحمد السليماني بجريمة قتل أحمد مهدا، محرر قضائي بمدينة الناظور، وهي الجريمة التي ارتكباها رفقة كل من توفيق الحنويشي ومحسن عرفة.

وعن واقعة قتل أحمد مهدا صرح الرباع، أثناء استنطاقه من قبل رئيس هيأة المحكمة، أن صديقه المتهم أحمد اسليماني التقى بالقتيل في الحافلة، حيث كان قادما من مكناس صوب الناظور، ودار بينهما حوار مفاده أن أحمد مهدا اختصاصي في أصحاب اللحي، وأنه لن يرتاح حتى يتم الملفات المتعلقة بالإرهاب.

وكان مهدا ينوي النزول بفندق بالناظور لتسجيل التحاقه بالمحكمة الابتدائية، غير أن اسليماني استدعاه للمبيت عنده، ولما دخل مهدا غرفة بالمنزل الذي يقطنه كل من الرباع والحنويشي وبوعرفة، تواطؤوا على قتله عبر خنقه، وقطعوا جثته إلى عدة أشلاء ووضعوها في أكياس بلاستيكية، ورموها بواد بضواحي مدينة الناظور.

وردا على سؤال للقاضي حول «هل يجب قتله أو يجوز»، أجاب الرباع بكل ثقة «يجب قتله وليس يجوز» دون أن تبدو عليه علامات الندم أو الحزن بل كان يتكلم وكأنه حقق انتصارا ما.

وكانت إدارة سجن تولال، في بلاغ لها أمس السبت، أكدت أن “السجين (ع.ر)، المعتقل بهذه المؤسسة على خلفية قانون مكافحة التطرف والإرهاب والمحكوم عليه بعقوبة الإعدام، قد أقدم صباح يومه السبت على الانتحار شنقا داخل غرفته، وذلك باستعمال قطعة قماش وربطها إلى نافذة الغرفة”.

وأضاف المصدر أن السجين كان “يعاني من اضطرابات عقلية ونفسية، ويتابع علاجه داخل المؤسسة وكذا بالمستشفى الخارجي”.

وسجل المصدر ذاته أنه رغم تدخل طاقم الحراسة والطاقم الطبي التابع للمؤسسة السجنية وتقديم الإسعافات الضرورية للمعني بالأمر، إلا أنه توفي قبل نقله إلى المستشفى الخارجي.

وأشار البلاغ إلى أنه تم إبلاغ النيابة العامة المختصة وعائلة السجين المذكور، وذلك وفقا لما ينص عليه القانون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *