منوعات

دراسة: العمل المؤدى عنه يحمي النساء من الإصابة بالزهايمر

يعاني اليوم أكثر من 25 مليون شخص في العالم من الخرف (dementia)، معظمهم يعانون من مرض “ألزهايمر” (Alzheimer)الذي يؤثر على الأفراد المصابين ومقدمي الرعاية والمجتمع.

وحسب “دليل كدليل MSD” داءُ ألزهايمر هُوَ ضعف تدريجي للوظيفة الذهنية، يتَّسِمُ بتنكُّس في نسيج الدماغ، بما في ذلك فقدان الخلايا العصبية وتراكم بروتين غير طبيعي يسمى النشواني بيتا، وتشكُل حَبائك عصبيَّة لُيَيفِيَّة.

وحسب نفس المصدر، يُصيبُ داء ألزهايمر النساءَ أكثر من الرجال، ويعود هذا جزئيًا إلى أن النساء يعشن لفترات أطول.

وخلال العقود القليلة الماضية، أحرزت الأبحاث والدراسات العلمية في وبائيات الخرف ومرض “ألزهايمر” تقدماً هائلاً.

العمل مقابل الأجر

ذكرت دراسة أمريكية، حسب موقع “للعِلم”، أن النساء اللاتي يعملن في مهن مدفوعة الأجر في بداية مرحلة البلوغ ومرحلة منتصف العمر قد يكون التدهور في الذاكرة في المراحل المتقدمة من العمر أبطأ لديهن، مقارنةً بالنساء اللائي لا يعملن مقابل أجر.

وحسب نفس المصدر، أشارت نتائج الدراسة التي نشرها موقع “نيورلوجي” (Neurology®) -التابع للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب- إلى أن “التحاق النساء بالعمل المدفوع في مرحلة مبكرة من البلوغ ومرحلة منتصف العمر قد يقلل من تدهور الذاكرة فيما بعد، وذلك بغض النظر عن الوضع الاجتماعي للنساء، سواء كُنَّ متزوجات أو عازبات أو لديهن أطفال أو لا”.

تابع الباحثون عددًا كبيرًا من النساء في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ووجدوا أن معدلات تراجُع الذاكرة بعد سن 55 كانت أبطأ بالنسبة للنساء اللاتي أمضين فتراتٍ طويلةً من الوقت في العمل مدفوع الأجر قبل سن الخمسين.

تقول إيريكاسابث -الأستاذ المشارك في كلية بوسطن للخدمة الاجتماعية، والباحثة الرئيسية في الدراسة- في تصريحات لـ”للعلم”: بالرغم من الجهد الذي تبذله النساء في رعاية أسرهن، إلا أن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن الانخراط في عمل مدفوع الأجر قد يوفر بعض الحماية للنساء عندما يتعلق الأمر بفقدان الذاكرة، وربما يرجع ذلك إلى تمتعهن بـ”التحفيز المعرفي” أو المشاركة الاجتماعية أو شعورهن بالأمان المالي، ويحدث هذا حتى بين النساء اللاتي توقفن عن العمل سنوات من أجل تربية الأطفال قبل العودة إلى العمل.

تفاصيل الدراسة

من أجل التوصل إلى هذه النتائج، حسب المصدر السابق، أخضع الباحثون للدراسة 6189 امرأةً بمتوسط عمر بلغ 57 عامًا عند بداية البحث، وتم تتبُّع هؤلاء النساء لمدة 12 سنة؛ إذ اعتاد الباحثون إخضاعهم لاختبارات للذاكرة كل عامين.

وقسم الباحثون عينة البحث إلى خمس مجموعات بناءً على تاريخ حياتهن العملية والأسرية في الفترة ما بين 15 إلى 50 عامًا من العمر؛ إذ جرى تقسيمهن إلى “عاملات غير أمهات”، و”أمهات عاملات متزوجات”، و”أمهات عاملات غير متزوجات”، و”أمهات غير متزوجات وغير عاملات”، و”أمهات متزوجات غير عاملات”.

وجد الباحثون أنه على الرغم من أن نتائج اختبارات الذاكرة كانت متشابهةً لدى جميع النساء بين 55 و60 عامًا؛ إذ كان لدى أكثر من 98٪ من النساء -في أول تقييم للذاكرة- درجات اختبار ذاكرة بين -3 إلى 3 وحدات معيارية.

إلا أن متوسط معدل التراجُع في درجات اختبار الذاكرة بعد سن الستين كان أبطأ بالنسبة للنساء اللاتي شاركن في القوى العاملة مدفوعة الأجر، مقارنةً بالنساء غير العاملات.

ووفق النتائج، كان متوسط انخفاض الذاكرة بين الأمهات المتزوجات العاملات -من سن 60 إلى 70 عامًا- 0.69 وحدة معيارية مقارنةً بانخفاض أسرع للذاكرة بمقدار 1.25 وحدة بين الأمهات العازبات غير العاملات و1.09 وحدة قياسية بين الأمهات المتزوجات غير العاملات.

واهتم الباحثون بضبط المتغيرات الأخرى (العمر والتعليم والحالة الاجتماعية والاقتصادية في مرحلة الطفولة)، التي يمكن أن تؤثر على العلاقة بين العمل والوضع الأسري وتدهور الذاكرة في وقت لاحق من الحياة، ووجد الباحثون أن متوسط معدل تدهور الذاكرة كان أكثر من 50٪ بين النساء اللاتي لم يعملن مقابل أجر بعد إنجاب الأطفال.

تقول “سابث”: وجدنا أن توقيت المشاركة في القوى العاملة لا يبدو مهمًّا؛ إذ إن معدلات تدهور الذاكرة كانت متشابهةً بالنسبة للأمهات العاملات المتزوجات، بما في ذلك اللاتي عملن باستمرار، واللواتي بقين في المنزل بضع سنوات مع أطفال، وكذلك أولئك الذين مكثوا في المنزل سنوات عديدة قبل العودة إلى القوى العاملة، ما يشير إلى أن فوائد المشاركة في القوى العاملة قد تمتد إلى مراحل متقدمة من العمر.

وتتابع: يمكن أن يكون تدهور الذاكرة علامةً مبكرةً على الإصابة بـ”ألزهايمر”، الذي يصيب النساء بصورة أكبر من الرجال. قد تكون السياسات التي تساعد النساء ذوات الأطفال على المشاركة في القوى العاملة إستراتيجية فعالة لمنع تدهور الذاكرة لدى النساء، لكننا نحتاج إلى مزيد من البحث لتحديد الأسباب المتنوعة وراء ذلك والتعرُّف على الآثار المترتبة على النتائج الواعدة التي توصلنا إليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *