خارج الحدود

مسلمو كندا ينتقدون قرارا للمحكمة العليا لصالح إرهابي قتل 6 مسلمين في مسجد

في أقل من شهرين عن الهجوم الإرهابي على المصلين في صلاة الفجر بمسجد في كندا، وسنة عن الفاجعة الخطيرة التي شهدتها البلاد السنة الماضية، وبعد احتجاجات واسعة للجالية المسلمة ضد القانون 21 الخاص بمقاطعة كيبيك، والذي ينص على حظر الرموز الدينية، بما فيها الحجاب، فاجأت المحكمة العليا مسلمي كندا بقرار لصالح مرتكب الهجوم الإرهابي على مسجد في مدينة كيبيك عام 2017، وأسفر عن مقتل 6 مسلمين وإصابة 19 شخصا آخرين.

وتعتبر كندا من الدول الأوروبية التي تفشت فيها تهديدات الإسلاموفوبيا لتتخذ أشكالا إرهابية خطيرة، سواء الموجهة مباشرة ضد أفراد وأسر الجالية المسلمة أو ضد أماكن العبادة والرموز الدينية.

وانتقد المجلس الوطني لمسلمي كندا حكما صادرا عن المحكمة العليا، الجمعة، يسمح لمرتكب الجريمة “ألكسندر بيسونيت” بالتقدم بطلب للإفراج المشروط بعد 25 عامًا من إدانته، بذل 40 عاما.

وقال المجلس في بيان إن المسلمين في كندا لا يزالون يعانون من تلك الجريمة.

وأضاف أنه سيكون على أهالي وعائلات الضحايا تذكر هذه الجريمة بعد 20 عاما من الآن، عندما يحين موعد تقديم عفو عن مرتكب الجريمة، وفق القرار الجديد للمحكمة العليا.

وفي 2019، صدر حكم على ألكسندر بيسونيت بالسجن المؤبد مع عدم إمكانية الإفراج المشروط لمدة 40 عامًا، وقالت المحكمة إن فرض عقوبة تزيد عن العمر المتوقع للقاتل قد يؤدي إلى إثارة شكوك في مصداقية النظام القضائي.

وقضت المحكمة العليا بعدم دستورية أحد أحكام القانون الجنائي لعام 2011 التي تسمح للقاضي بالعقاب بالسجن المؤبد وفترات عدم الأهلية للإفراج المشروط مدتها 25 عامًا على التوالي عن كل جريمة قتل في حالة ارتكاب عدة جرائم قتل.

وقالت المحكمة العليا إن هذا ينتهك ميثاق الحقوق والحريات الذي يدعو للمعاملة العادلة وغير القاسية بحق الجناة، موضحة أن ذلك يمكن أن يحرمهم من إمكانية الإفراج المشروط عنهم قبل الوفاة وهو ما لا يتوافق مع كرامة الإنسان.

ظاهرة متنامية

وشهدت السنوات الأخيرة تناميا لجرائم الكراهية ضد المسلمين في كندا، خاصة منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة.

وبلغت ذروة الكراهية في الهجوم على مسجد كيبيك عام 2017، حين قتل مسلح 6 مسلمين وجرح 19 آخرين أثناء صلاة العشاء.

كما وقعت حادثة دهس في يونيو/حزيران 2021، ضد عائلة مسلمة من أصول باكستانية في مدينة لندن بمقاطعة أونتاريو، أسفرت عن مقتل 4 من أفرادها، عندما دهسهم سائق شاحنة يدعى ناثانيال فيلتمان (20 عاما) عمدا.

وفي أبريل/ نيسان الماضي، أصيب 6 مصلين في إطلاق نار من سيارة مارة خارج مسجد في مدينة تورنتو.

وسجلت جرائم الاسلاموفوبيا في كندا تناميا مطردا خلال السنوات الأخيرة، فحسب “عربي بوست”.

وخلال السنة 2017 سجلت كندا 349 حادثة جريمة كراهية أبلغت عنها الشرطة ضد المسلمين في كندا.

ويمثل ذلك قفزة بنسبة 151 نقطة مئوية عن العام السابق 2016، الذي شهد 139 حادثا من هذا القبيل.

وحسب ما نشرت صحف كندية محلية، فإن الأرقام الأولية لعام 2018 سجلت حدوث 173 جريمة كراهية من هذا القبيل.

وفي عام 2020، قُتل عامل صيانة المسجد محمد أسلم زفيس، البالغ من العمر 58 عاماً، طعناً أثناء جلوسه خارج مسجد بمدينة إيتوبيكوك جنوب تورنتو، بينما كان يراقب عدد الأشخاص الذين دخلوا من أجل الامتثال للوائح الصحية العامة لمكافحة فيروس كورونا.

كان المهاجم المدعو جيلهيرم فون نيوتيجيم البالغ من العمر 34 عاماً، من المتعاطفين مع النازيين الجدد وله علاقات بعدد من الجماعات اليمينية المتطرفة.

أما مدينة لندن نفسها، والتي شهدت حادثة قتل العائلة المسلمة، سجلت الشرطة عام 2016 إصابة طالب إيراني في جامعة ويسترن بارتجاج في المخ بعد تعرضه للضرب ووصفه بـ”العربي”، رغم أنه إيراني.

وصفت السلطات وقتها الاعتداء بأنه جريمة كراهية، وقال رئيس بلدية لندن إن “الإسلاموفوبيا لا مكان لها في كندا”.

ورغم أن هذه الأرقام ليست بالقليلة، إلا أنها لا تروي القصة كاملة، إذ تشير هيئة الإحصاء الكندية نفسها إلى أن غالبية جرائم الكراهية في كندا، حوالي الثلثين، لا يتم الإبلاغ عنها.

وتم تصوير المسلمين على أنهم “أعداء الداخل” الذين يهددون استقرار الأمة، ووفقاً لاستطلاع راديو كندا عام 2017 عندما كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض وبعدما فرض حظراً على دول إسلامية، أبدى معظم الكنديين (74%) رغبتهم في اختبار القيم الكندية للمهاجرين المسلمين، بينما فضل 23% فرض حظر على هجرة المسلمين، وهو مستوى من الدعم يرتفع إلى 32% في كيبيك.

وقتها سارعت وسائل الإعلام إلى إلقاء اللوم على هذا الموقف العدائي من المسلمين إلى الأجواء السياسية التي خلقتها إدارة ترامب تجاه المسلمين والمهاجرين والأقليات بشكل عام.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *