منوعات

لعطلة غنية .. إليك 10 أفلام وثائقية طبية ممتعة أفضل من كتب كاملة

من بين التحديات التي تواجه الناس خلال العطلة الصيفية هو الحيرة فيما ينبغي أن يفعلوه لملء الوقت الفارغ الذي توفره أطول عطلة في السنة. وتوفر مواقع التواصل الاجتماعي الملاذ السهل لكثير من الناس، فيقضون أوقات طويلة في تصفحها والانتقال بين مضامينها المتنوعة، ورغم ذلك فهم يشعرون بأن رحلاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإن كانت توفر لهم بعض المتعة، فهي تلهتم أوقاتهم بغير فائدة كبيرة.

ويزخر عالم الطب بالكثير من المستجدات المفيدة التي يمكن أن تغني معارف الناس وثقافتهم التي ترشدهم في حياتهم اليومية. ولأن مطالعة الكتب قد يستثقلها كثيرون، خاصة في مجال الطب المتخصص، توجد أفلام وثائقية جيدة يمكن أن تلبي الحاجة في هذا المجال مع قدر معتبر من المتعة لطبيعتها الدرامية والبصرية التي تخفف برودة هذا النوع من العلوم.

ويقدم هذا التقرير، حسب الجزيرة نت، نبذة مركزة عن عشرة من الوثائقيات التي تستعرض زوايا مختلفة للطب، مع تنوعها في نطاقاتها الجغرافية، وموضوعاتها الطبية، وطولها؛ ما يجعلها مناسبة لفئات مختلفة من القراء.

 شباب إلى الأبد

في أماكن الدراسة أو العمل، خلال تسوقك أو في محيطك، ربما قابلت أشخاصا يبدون أصغر سنا من أعمارهم الحقيقية أو العكس، فتساءلت: لماذا يبدو البعض أصغر أو أكبر سنا؟ هل للعوامل البيئية أو نمط الحياة أي تأثير؟ وهل هناك أسباب أخرى؟ حسنا، الأمر لا يثير فضولك وحدك، فنضارة البَشَرة وشباب الجلد ينالان اهتمام عدد كبير من المتخصصين والعلماء في هذا المجال، يدفعهم هذا الاهتمام لتقصي عالم جلد الإنسان وكيف يمكن أن يحافظ على شبابه لأطول فترة ممكنة.

ستصحبك في هذا الفيلم (https://bit.ly/3okkKnU )  الطبيبة “روزينا علي”، استشارية جراحة التجميل في “هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (National Health Service)”، للبحث وراء أهم العوامل التي تجعل الجلد يبدو أكثر شبابا، ستُفاجأ عندما تكتشف أن ما تراه على سطح الجلد ليس كافيا للحكم عليه، فعلامات الشيخوخة تظهر في أعماقه مبكرا، ثم تسلك طريقها نحو السطح حتى تبدو واضحة للجميع، وستتعرف على أكثر الأشياء ضررا على الجلد، والعوامل التي تُسرِّع من شيخوخته.

باستور وكوخ.. السباق ضد الميكروبات

ربما كانت جائحة كورونا من أقسى الدروس التي تعلمنا منها كيف لكائن مجهري أن يفتك بحياة الملايين، بسرعة عابرة للقارات، ومفاجئة للجهد العالمي الذي شُحِذ لمحاربته. ماذا إن حاولنا تخيل وجود الجائحة دون معرفتنا بأن الكائنات الدقيقة كالبكتيريا والفيروسات تسبب كثيرا من الأوبئة والأمراض؟ برأيك، كيف كنا سنفسر موت الملايين بعد ظهور أعراض “كورونا” كالحرارة المرتفعة أو السعال؟

إن أمرا مشابها حدث خلال فترة زمنية ليست بالبعيدة، وتحديدا خلال القرن التاسع عشر، عندما فتكت أوبئة مثل السل والكوليرا والخناق والطاعون بملايين البشر آنذاك دون معرفة الأسباب التي تقف وراءها، واعتقد العلماء حينها أن الوراثة أو الإهمال أو العقاب الإلهي السبب وراء ذلك. لكن تنافسا علميا جرى حينها تسبّب في تغير عالم الطب والأوبئة إلى الأبد، كان العالم الفرنسي “لويس باستر (Louis Pasteur)” والعالم الألماني “روبرت كوخ (Robert Koch)” بَطَلَي هذا التنافس الذي تحول إلى مبارزة علمية سعى فيها كلاهما للانتصار لقوميته خلال فترة الحرب الفرنسية-الألمانية، فكانت نتيجة هذه المبارزة الوصول إلى اكتشاف مذهل سيأخذك الفيلم إلى تفاصيله ولحظاته الأكثر تشويقا.

أدوية السرطان الجديدة: مفيدة أم مضرة؟

أشارت أحدث إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن مرض السرطان يعد من أبرز أسباب الوفيات حول العالم، فقد أودى بحياة ما يقارب 10 ملايين إنسان خلال عام 2020، أي ما يعادل سدس الوفيات عالميا في ذلك العام، وهو من الأمراض التي تستحوذ على اهتمام علمي وبحثي كبير ومتواصل على مدار السنوات الأخيرة، خاصة مع صعوبة اكتشاف علاجات ناجعة تنقذ حياة مرضى السرطان حتى الآن. ومع غزارة الأدوية الجديدة المطروحة في السوق، تجد هذه الأدوية الجديدة طريقا سهلا وسريعا للوصول إلى المرضى، الأمر الذي يعارضه بعض المتخصصين الداعين إلى التمهُّل في تقييم أمان هذه الأدوية وفاعليتها.

سيصحبك الفيلم في رحلة يسعى فيها للإجابة عن أسئلة حول تأثير أدوية السرطان الجديدة، الهرمونية منها والجينية، ومدى فاعليتها، ومضاعفاتها المحتملة. يطرح الفيلم أسئلة أخرى مهمة على شاكلة: هل هناك مَن يراقب ضخ أدوية السرطان في السوق، أم أن الربح هو العامل الخفي وراء ذلك؟ وهل الأبحاث التي أنجبت هذه الأدوية كانت بالفعل على قدر كافٍ من الجودة، أم أن هناك أمورا أخرى لا نفهمها؟

تنفيذ الجولات الطبية (Making Rounds)

تمر علاقة الطبيب مع مريضه بمراحل عدة، بدءا من الملاحظة والمراقبة، مرورا بالأسئلة، وحتى اقتراح العلاج والمتابعة؛ لكن هذه العلاقة طالما واجهتها انتقادات بأنها جافة وهشة، أو خالية من التعاطف، ناهيك بالأخطاء الطبية التي لم تتوقف عن إثارة الجدل في أي وقت.

يتتبع هذا الفيلم كلا من أستاذ الطب السريري “هرشل سكلاروف (Herschel Sklaroff)” وأخصائي القلب “فالنتين فوستر (Valentin Fuster)” بمستشفى “ماونت سيناي هارت (Mount Sinai Heart)” في مدينة نيويورك، لتسليط الضوء على الطريقة الصحيحة التي يتبعانها لتنفيذ الجولات الطبية في المستشفى، تلك التي تستند إلى الخبرة المهنية والعلمية والفحص السريري والتواصل مع المريض وإظهار التعاطف له، والتي تضمن الحصول على التشخيص الأدق بنسبة مرتفعة، وهي ما وصفته جامعة “ولاية بنسلفانيا (Pennsylvania State University)” الأميركية بـ”الفن المحتضر” عند ترشيحها للفيلم على إحدى صفحاتها التعليمية؛ لعدم استخدام الأطباء الجدد لهذه الطرق عند التعامل مع مرضاهم.

يوميات طبيب مبتدئ (Junior Doctor Diaries)

انضم حوالي 6 آلاف طبيب مبتدئ في شهر أغسطس عام 2016 إلى مستشفيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، ولم يدرك هؤلاء الأطباء وقرابة 60 ألف طبيب مبتدئ في هذه المؤسسة أنهم سيمرون بأصعب تحديات عمل يشهدها جيلهم، وبدءا من يومهم الأول لم يكن الترحيب وحده ما حصلوا عليه، بل أيضا التحذير لهم مما ينتظرهم، والخوف عليهم مما سيواجهونه.

صُوّر الفيلم استنادا إلى يوميات مجموعة من الأطباء المبتدئين، وعُرض في 4 أجزاء، مواقف وقصص من حياتهم في مستشفى “نورثامبتن (Northampton General Hospital)”. عرض في جزئه الأول نقطة كارثية في حياة هؤلاء الأطباء تسببت في خروج احتجاجات إلى الشوارع، وفي جزئه الثاني صراع أطباء الطوارئ مع الوقت لإنقاذ حياة المرضى في هذا القسم الذي يعج بضجيج هذا الصراع على مدار الساعة، وينتقل في جزئه الثالث إلى قسم طب الأطفال، فيعرض كيف حاول هؤلاء الأطباء أداء مهمتهم مع مرضى يعتبرون الأكثر ضعفا ومع عائلاتهم التي يقتلها القلق على أطفالها، أما في جزئه الأخير فيتابع عمل جراح مبتدئ، كيف بدأ أولى عملياته الجراحية، وكيف يتمكن من اتخاذ أكثر القرارات صعوبة وفي الوقت الصحيح، إضافة إلى قصص جراحين آخرين وكيف ينظرون للحياة المهنية في مقابل حياتهم العائلية، وكيف يؤثر ذلك على صحتهم.

مريض (Sicko)

لا تختلف الأنظمة الصحية من بلد لآخر فحسب، بل حتى داخل البلد نفسه، ففي كثير من الأحيان يوجد فرق كبير بين الخدمات الصحية المجانية والربحية. وفي هذا الفيلم، يتقصى صانعه وينتقد أنظمة الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأميركية، ودور السياسيين في تحييد دور هذه الأنظمة نحو الربح على حساب جودة الرعاية، فيحاول الإجابة عن بعض الأسئلة مثل: ما مستوى جودة هذه الخدمات؟ ولماذا يُحرَم ملايين المواطنين منها؟ وكيف يمكن للتحديات المالية أن تؤثر سلبا على صحة الأفراد وحياتهم؟ وما التحديات أو الكوارث التي تمر بها أنظمة الرعاية الصحية؟ ويقارنها أيضا بالأنظمة الصحية المجانية في دول أخرى كالمملكة المتحدة وكندا وفرنسا، كما يسلط الضوء أيضا على شركات التأمين الصحي وشركات الأدوية، ليعرض حقيقة الوقائع والأحداث داخل أروقة مرافق الصحة المجانية وفي حديث السياسيين وحواراتهم.

الجراح البريطاني (The English Surgeon)

منقذ من الغرب، المرشد، فاعل الخير؛ هذه بعض الأوصاف التي أطلقها المحيطون بالجراح الشهير “هنري مارش (Henry Marsh)” الذي يعد من أوائل جراحي المخ والأعصاب في المملكة المتحدة، والمتخصص في إجراء عمليات المخ باستخدام التخدير الموضعي.

يستعرض الوثائقي حياة الجراح الشخصية، وكيف امتدت أعماله التطوعية لمساعدة المرضى المحتاجين لعمليات الأعصاب في دول تفتقر للكفاءات الطبية المتخصصة كالسودان وأذربيجان، ويركز على جهوده الطبية في أوكرانيا، مستعرضا حالات مرضية وشهادات أفراد، وما تعرض له الطبيب الجراح من تحديات، وفشل، وإنجازات أنقذت حياة المرضى على مدار أكثر من 15 عاما في العاصمة الأوكرانية.

المهنة مريض

لطالما تنوعت معارك البشر مع أمراضهم، يظل هدفهم الرئيس التخلص منها، والعودة إلى حياتهم الطبيعية قبل الإصابة بها، فيتعاون في ذلك العلماء والأطباء والمرضى، إضافة لأنظمة الرعاية الصحية وصناع القرار، قد تعد هذا بديهيا، لكن ماذا إذا علمت أن هناك مرضى يحاولون الإبقاء على مرضهم، بل ويسلكون سبلا عدة لتحقيق ذلك؟

ستدخل من خلال هذا الوثائقي إلى أروقة مستشفيات مصرية، يحصل فيها بعض المرضى على مقابل مادي للكشف عليهم من قبل طلبة كلية الطب وأساتذتها خلال الدروس العملية، ربما تكون الحاجة وراء قبول المرضى بهذا الوضع، لكن الأمر يتطور لدى بعضهم لابتزاز الطلبة ماديا خلال فترة الامتحانات العملية مقابل الحديث عن حالتهم المرضية أو الأعراض التي يعانون منها، وستستمع إلى حوارات مع مرضى وأساتذة طب ومسؤولين لعرض وجهة نظرهم فيما يحدث.

فك العلم لشيفرة سر الشيخوخة – هل يمكن أن يحظى الإنسان بحياة أبدية؟

هل سبق أن تعرفت إلى مصطلح “المنطقة الزرقاء”؟ إنه يرمز إلى المناطق الجغرافية التي يتميز سكانها بعمر طويل مقارنة بمتوسط الأعمار في بقية مناطق العالم، من بين هذه المناطق منطقة “إيكاريا (Icaria)” اليونانية، و”أوكيناوا (Okinawa)” اليابانية، وجزيرة “نيكويا (Nicoya Peninsula)” في كوستاريكا، ومدينة “لوما ليندا (Loma Linda)” الأميركية؛ حيث قد يتجاوز عمر سكان هذه المناطق 100 عام، وتقل نسبة الوفيات في الأعمار الأقل من 50 عاما مقارنة بغيرها في بلدان العالم.

تثير مثل هذه المناطق أسئلة تحير العلماء المستمرين في جهدهم وسباقهم نحو معرفة أسرار الشيخوخة وطول العمر، والشيخوخة الأكثر صحة، ستندهش عندما يطلعك الفيلم على بعض الجهود الحالية لفهم الشيخوخة وسببها، بل وكمية التمويل المالي الذي تحصل عليه بعض المشاريع البحثية في هذا الموضوع، وحقائق عن إحدى المناطق الزرقاء، وستدرك أن العلماء ليسوا وحدهم في هذا المضمار، بل هناك أطفال في سن الثانية عشرة يُجرون أبحاثهم للكشف عن سر الشيخوخة. وسيحاول الإجابة عن عدة أسئلة مثل: هل يمكننا أن نتوصل إلى شيفرة الشيخوخة؟ هل ستؤثر زيادة عدد السكان على الكوكب، أم أن شيخوخة صحية قد تنقذه من أعباء أخرى؟ وغير ذلك.

عيون سليمة ـ علاجات جديدة تحافظ على قوة الإبصار

يعد تدهور البصر والمشكلات الطبية المشابهة كإعتام عدسة العين، من التحديات الطبية العالمية التي تستدعي تكاثفا بحثيا وعلميا لمواجهة التزايد المستمر لحالات الإصابة بها، والتي يمكن أن تطور مضاعفاتها إلى فقدان البصر. يستعرض الوثائقي معلومات طبية مهمة في هذا السياق، مع شهادات مرضى، وتوضيحا لحالاتهم المرضية، وتقنيات طبية حديثة مستخدمة لعلاج المرضى الذين يعانون من مشكلات الإبصار.

يسلط الضوء أيضا على آراء متخصصين يعملون على أبحاث تتضمن آلاف المرضى، وعلى مدار عدة أعوام، لفهم أكثر مشكلات الإبصار تعقيدا، وخطط الأطباء لعلاج هذه المشكلات، ودور التكنولوجيا كالذكاء الصناعي في ذلك. هل يمكن حماية شبكية العين؟ وهل ترتبط صحة العين بصحة أعضاء الجسم الأخرى، أو تتأثر بسلامتها؟ وكيف يواجه المرضى في الدول الفقيرة مشكلات الإبصار في غياب القدرة الطبية على تلبية احتياجاتهم؟

ربما ستكون هذه الوثائقيات بداية رحلتك مع العلوم الطبية، أو استمرارا لها، لكنها مجموعة نعدك بأن تكون ممتعة، وستعد استثمارا جيدا لوقتك، وفرصة قوية لتوسيع مداركك في هذا الجانب.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *