مجتمع

قوارب الموت تفجع عائلات بالفقية بنصالح وحقوقيون يطالبون بمحاسبة معرقلي التنمية في الإقليم

أفادت مصادر جريدة العمق بأن عددا كبيرا من أبناء إقليم الفقيه بنصالح لقوا حتفهم غرقا في مياه الأطلسي بينما كانوا يحاولون العبور إلى الضفة الأوروبية على متن قارب مطاطي.

المصادر ذاتها قالت إن القارب انطلق من سواحل الدار البيضاء وكان على متنه أزيد من 46 شخصا معظمهم من إقليم الفقيه بنصالح، قبل أن ينقلب بسبب اشتعال النيران في محركه، وفق ما أوردته مصادر “العمق”.

وأوضحت المصادر أن عدد الضحايا لا يزال غير معروف، مشيرة إلى أن الضحايا الذين عثر عليهم وتم دفنهم بضواحي سوق السبت لا يتجاوز 3 أشخاص.

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسوق السبت، أصدرت بيانا قالت فيه إنها تلقت خبر غرق قارب بسواحل جهة الدار البيضاء كان يقل حوالي 46 شابا من سوق السبت ونواحيها أثناء محاولة عبورهم للضفة الأخرى، (تلقته) بحزن وغضب شديدين.

وقالت الجمعية إن الضحايا كانوا يبحثون عن مستقبل أفضل و تحسين أوضاعهم المعيشية التي ساءت بالمغرب والتي انتجت واقعا مأساويا ساهم في تفشي البطالة وانسداد الأفق أمام جيل بأكمله، وفق تعبير المصدر.

وأضافت أن ملامح هذا الواقع تجلت بشكل كبير بإقليم الفقيه بن صالح الذي باتت جل مناطقه تعاني من التهميش الناتج عن التدبير السيئ للثروات والنهب المستمر لها والإغلاق المتعمد لأغلب المعامل والمصانع واستنزاف الفرشة المائية.

واستنكر حقوقيو سوق السبت استمرار هذه الفواجع المؤلمة التي راح ضحيتها العديد من خيرة شباب مدينة سوق السبت و نواحيها، مشيرة إلى استمرار الظاهرة في الارتفاع بسبب “لامبالاة المسؤولين” وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا وغضهم الطرف عن شبكات الاتجار في البشر من سماسرة الهجرة السرية المعروفين، على حد تعبير البيان.

وطالب المصدر ذاته المسؤولين محليا وإقليميا “بالقيام بواجبهم إزاء الشباب الذي تبتلعه أمواج البحر عبر خلق فرص شغل حقيقية وبرامج تنموية فعلية و الضرب بيد من حديد على كل من يساهم في تشجيع الظاهرة من وسطاء وسماسرة وعصابات التهجير السري وتشديد الرقابة على أنشطة قوارب الموت”.

وشدد البيان على ضرورة فتح تحقيق جدي لمساءلة كل المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر في استقطاب الضحايا وترشيحهم لركوب قوارب الموت امام انظار كل اجهزتها مع ضرورة المتابعة القضائية لكل من ثبت تورطه في هذه الكوارث الانسانية المفجعة او من ساهم او نظم أو مول أو عمل على تسهيل الهجرة السرية.

كما طالبت الحكومة بسن سياسة وطنية في مجال الشغل لإنقاذ الشباب المغربي من براثين اليأس والبطالة والتهميش واختيار ركوب قوارب الموت بديلا قاتلا، ومحاسبة كل المتورطين في وقف عجلة التنمية بالإقليم من خلال البرامج التنموية الفاشلة و”التبذير الفادح” للمال العام في مشاريع وهمية وكل من كان سببا في استمرار المآسي والفواجع، تضيف الجمعية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *