مجتمع

منتدى يرفض “الخطاب المزدوج” للجزائر والبوليساريو بخصوص الصحراء المغربية

انتقد المنتدى الكناري الصحراوي “المعايير المزدوجة” للجزائر فيما يتعلق بالنزاع على الأراضي الصحراوية وقرارات الأمم المتحدة، كما عبر عن رفضه “الخطاب المزدوج” لجبهة البوليساريو، حليف الدولة الجزائرية، التي ترغب في التعاون مع الأمم المتحدة نفسها، وتنتقدها في الوقت ذاته بسبب “افتقارها إلى القوة”.

وقال المنتدى في بيان أصدره عقب الزيارة الأخيرة التي قام بها ستيفان دي ميستورا، المبعوث الخاص للأمم المتحدة، إلى مخيمات تندوف الجزائرية إن الجزائر تصر في هذه المسألة على أن يكون لها موقفان مختلفان.

وأشارت الهيئة ذاتها إلى أن الجزائر تتدخل بشكل دائم في هذه المسألة، ليس فقط لتوفير المأوى لمنظمة شمولية ذات حزب واحد مثل البوليساريو، ولكن لخلق صراعات دبلوماسية كما هو الحال في حالة إسبانيا نيابة عن الصحراء، ثم يتهرب نظامها من التزاماته في إطار الموائد المستديرة في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2602، وينكرون الحاجة إلى وجودهم ويؤكد أن “هذا ليس من شأننا”.

ويؤكد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2602 الأخير استمرارية عملية المائدة المستديرة باعتبارها الإطار الوحيد لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء، لضمان التوصل إلى نتيجة مرضية، من أجل التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم، وفق بيان المنتدى.

وأضاف المصدر ذاته  أم القرار يأتي في سياق قرارت سابقة لمجلس الامن التي تعزز وتؤكد استمرارية عملية المائدة المستديرة مع جميع المشاركين فيها، بما في ذلك الجزائر وموريتانيا، دون المساس بحقيقة أنه يمكن في وقت لاحق ضم جهة فاعلة أخرى تمثل المجتمع المدني الصحراوي. حيث لا تمثل البوليساريو، حتى يومنا هذا، سوى جزء صغير من السكان.

ورفض المنتدى حديث البوليساريو المزدوج خلال هذه الزيارة التي قام بها المبعوث الخاص. لأنهم من جهة يؤكدون  “أننا على استعداد للتعاون مع الأمم المتحدة ومع مبعوثها الشخصي للتوصل إلى حل”، لكن من جهة أخرى، تنتقد “غياب قوة الأمم المتحدة” بمجرد مغادرة دي ميستورا في نهاية زيارته إلى تندوف.

وتابع البيان أنه أصبح من الواضح أن الشيء الوحيد الذي تتقنه البوليساريو هو وضع “العصي في العجلات بشكل دائم فيما يتعلق بحل المشكلة. مضيفا: “ونحن نعلم الآن أن أي حل لهذا النزاع لا يعود بالنفع على قادة البوليساريو، وليس على السكان الذين يدعون أنهم يمثلونهم، لن يلقى قبولا حسنا من جانبهم”.

ومن الواضح أيضا، يضيف البيان، أنه من خلال رفض الجزائر والبوليساريو لشكل الموائد المستديرة، فإنها تعقد وتعرقل إلى حد كبير مهمة المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة، في محاولة لفرض شروط جديدة من خلال تغيير شكل المفاوضات التي تقترحها الأمم المتحدة نفسها، وتريد قصرها فقط على الاجتماعات بين المغرب والبوليساريو. خاصة في هذه الأوقات، حيث تتدخل الجزائر أكثر من أي وقت مضى في هذه القضية.

وعبر المنتدى عن أمله في أن يتمكن دي ميستورا من خلال هذه اللقاءات التي قام بها في الأشهر الأخيرة إلى المنطقة من تحديد الجهات الفاعلة المكرسة بشكل منهجي لعرقلة المقترحات والقرارات التي تأتي من الأمم المتحدة.

وأدان المنتدى نفسه الحملة السياسية والإعلامية ضد موقف إسبانيا الجديد من الصحراء، وضد المنتدى الذي يدعم قضية الصحراء منذ عام 2007، والتي يطالب أصحابها باستئناف العلاقات مع النظام العسكري الجزائري بسبب قضية الطاقة.

وأشار المصدر ذاته إلى أن اقتراح الحكم الذاتي هو نقطة الانطلاق لحل نهائي وواقعي لما يقرب من نصف قرن من الصراع، بعيدا عن كل الحسابلت التي يمارسها أولئك الذين يدعمون البوليساريو، هنا في إسبانيا أو في أي مكان في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *