منتدى العمق

“الباجدة”‎

لقد أمنت دائما و أبدا بمقولة أن :” الإختلاف لا يفسد للود قضية” خصوصا إذا كان هذا الإختلاف يحترم معاير الحوار الجاد و الهادف ، لا الجدال العقيم الذي لا يمكن أن يفيد أحد ، ما دام كل طرف يغني على ليلاه دون أن يكلف نفسه عناء الإستماع و الرد بالحجة و الدليل ، بدل الصراخ و قلة الأدب .

مناسبة هذا الكلام هو ما أصبح تتداوله بعض المنابر الإعلامية و خصوصا بعض كتاب الرأي الذين يعيتون في الساحة السياسية و الإخبارية فسادا ، من خلال بث روح الفرقة و التمييز و العنصرية ناهيك عن بعض الكتائب التابعة للدولة العميقة ، التي إخترعت كلمة جديدة تدعوا فيها المنتسبين و المتعاطفين مع حزب العدالة و التنمية بالباجدة نسبة للpjd ، والذي يعبر على حد رأي إختيارا سياسيا يحترم ، أما أن نخترع كلمة من لاشيء ترمي في الصميم مليون و نصف مغربي بالسفهة فهذا كلام آخر .

إن مستعملي هذه الكلمة الخبيثة و التي تنم عن حقد دفين على حزب سياسي و محاولة إقصاء كل من له صلة به ، يعد عنصرية واضحة ، و إن لم تكن كذلك فليشرح لنا مستعملوا هذا المصطلح ، ما هو المقصود بمحاولة التمييز التي تخلقها هذه الكلمة بين المغاربة الذين شعارهم الأول و الأخير هو الله الوطن الملك ؟ خصوصا و أن هؤلاء الذين جعلوا إختيارهم السياسي يقع على هذا الحزب المغربي الذي يؤمن بالثوابت الوطنية شأنه في ذلك شأن باقي الأحزاب السياسية يحاولون قدر الإمكان تأطير المواطنين داخل منظومة العمل السياسي .

إن الفعل السياسي بكل ما يحمل من معاني الشرف و الأمانة و الصدق يتعارض تماما و كليتا مع من يحاولون دس الفرقة بين الأحزاب على مختلف تلاوينها ، على الرغم أن أني لم أعد أؤمن حقا بالإختلاف بينها فحتى حزب بنكيران ذو المرجعية الإسلامية على حد منتسبيه ، تبرأ مؤخرا من مرجعيته و قال بأن خطابهم ليس إديولوجيا البثة و لكنهم سياسيون كباقي شركائهم في العمل السياسي ، بل و أكثر من هذا و في سابقة تحسب لهذا التنظيم لا عليه قاموا بفصل المؤسسة الدينية التي ساهمت في إنشاء الحزب عن العمل السياسي قلبا و قالبا ، فقط ليثبتوا بأنهم سياسين و ليسوا باجدة و عندهم مرشد أعلى أمر وناهي فيهم كبعض الجماعات الإسلامية الأخرى .

إن الدليل الصريح و الواضح على ديموقراطية حزب المصباح و انعدام لغة القطيع التي تحاول كلمة باجدة تسويقها بكل وقاحة ، هو ما يتم تداوله في جل المنابر الإعلامية من إختلاف واضح بين بعض الهيئات العليا في الحزب نفس ولكم أن تراجعوا خرجات أفتاتي مثلا و غيره ، التي تنتقد في غير ما مرة ما يقوم به عبد الإله نفسه من سياسات لا تعجب لا قريب و لا بعيد ، هذا دون أن ننسى بعض الشبيبات التي تتمرد في غالب الأحيان على شيوخ حزبها ، ناهيك عن هؤلاء الذين يقولون عنهم جيش إلكتروني الذي لا يفوتون فرصة إلا و يرسلوا نقدهم اللادع لكل من سولت له نفسه العبث من داخل الحزب بمصالح الوطن و المواطنين .

إن مثل هذه الكلمات و غيرها هي بمثابة عار في جبين مستعمليها الذين يحاولون الركوب على أكثاف حزب أعطاه المغاربة ثقتهم و هم بهذا يسبون جزءا ليس ببسيط من ساكنة هذا الوطن ، كل هذا ليقولوا للمغاربة نحن هنا حتى لو إضطروا لتعريت عوراتهم الأدبية و السياسية ، التي تبين بجلاء مدا جهلهم بأدبيات النقد البناء و الذي أساسه الأول هو تقيم سياسات أي تنظيم في جميع القطاعات و محاولة وضع بدائل ، و هذا هو الدور الحقيقي للإعلامي المتجرد أما حزب الكنبة ، على حد قول الأستاذ بوعشرين ، فما أكثر مريديه بل وحتى هؤلاء الذين لا يعرفون “الواو من عصا الطبال ” يمكنهم أن يجيدوه في جلسات المقاهي .

إن أشباه الإعلامين من كانوا بالأمس القريب يتمسحون في “جلايل” المصباح و يدافعون عن الباجدة إلى أقصى حد قبل أن يكتشفوا بأن هذا الحزب لا يوزع الإكراميات ، و لا يمكن الإقتيات منه ، لينقلبوا فيما بعد إلى نسور تطحن كل معاني شرف مهنة الصحافة مقابل دراهم يجود بها صاحب ركن شوف تشوف و غيره من المرتزقة أعوان التحكم و المتحكيمين .

رسالتي لهؤلاء إن واقعة العنصرية هاته و غيرها لا يمكن بأي حال أن تجعلكم تخلدون أسمائكم في تاريخ الصحافة النظيفة ، و إنما مثلكم الأعلى في ذلك هو ذاك النكرة الذي بال في المسجد أيام النبي صلى الله عليه و سلم ليقول لناس أنا هنا ، و لو بمثل هذا التصرف الأهوج و غيره كثير ممن حاول الركوب على ظهر الشرفاء لكنهم و للأسف الشديد لم ينالوا سوى مزبلة التاريخ و عار الإنتماء ، بينما المساجد لم تخرب ولن تذهب طهارتها و كذا الشرفاء لم ينسيهم الناس ولم يقل ذكرهم .