أخبار الساعة

على هامش الكوب: سميرة سعيد تلهب فضاء قصر البديع

“إيكون، إيكون وي لاف يو”،(ايكون نحبك) هكذا صدحت، بحب وشغف جارف، حناجر المئات ممن ملأوا جنبات فضاء قصر البديع بمراكش، مساء أمس الأربعاء، في احتفالية “الضوء من أجل الحياة” التي تنشد إنقاذ العالم الذي بات مهددا بالتغيرات المناخية، وذلك على هامش مؤتمر المناخ (كوب22).

فمثلما يعمل على إشاعة النور في حياة أزيد من 600 مليون شخص يعيشون في ظلام دامس بإفريقيا عبر مؤسسته “أيكون لايتينغ أفريكا”، أضاء الفنان العالمي السينغالي الأصل إيكون سماء مراكش التي تلفحت بوشاح ليلها الأسود، وأمتع الجمهور الحاضر من مختلف المشارب، بتوليفة من أجمل أغانيه وأكثرها شيوعا، مرددا في كل مرة “هل أنت مستعدون للاحتفال”.

وبعد أن خاطب الجمهور قائلا “أحب إفريقيا وسأغني للقارة التي أحب”، شرع ايكون في أداء “ماما أفريكا”، مجددا من خلالها حبه لإفريقيا موطنه الأم، ومعبرا عن استعداده لدعم تنميتها وازدهارها وإنارتها ، كيف لا وهو من كان يسابق الشمس للقيام بواجباته المدرسية والمنزلية، قبل أن يختفي نورها ويخفت وهج الحياة.

ولم يتوان الفنان العالمي الذائع الصيت، خلال حفله، عن تمرير رسائل لشحذ الهمم من أجل حماية كوكب الارض ودرء المخاطر المحدقة به، والتي تقوض أيضا تنميته وازدهاره.

وقال متوجها الى جمهوره، بعد ادائه لمجموعة من أشهر أغانيه “أفضل نجاح العالم على النجاح الذاتي”، مضيفا “عندما نحضر في حدث كهذا نفهم ما يحدث بالعالم، هناك الكثير من المشاكل والآفات، وما علينا سوى تعبئة الموارد والتكنولوجيات والطاقات لمواجهتها”.

أما الديفا سميرة سعيد، أيقونة الغناء وملكة الاختيارات، فبصمت على حضور زاده تفاعل وصخب الجمهور المتعال، ألقا وإشراقة، في أمسية عنوانها الأمل في تحرك عالمي متضامن وقوي لفائدة كوكب الأرض.

وواصلت سميرة سعيد، بصوتها الصادح بمقطوعات تنثر الحب والفرح والعنفوان، أداء باقة من أغانيها الذائعة الصيت ك”مزال” و”هوا هوا” و”أديني سبتو”، في تناغم تام مع صيحات الحاضرين التي تعالت إعجابا وانبهارا بألقها وإشراقتها الدائمين.

ولم يفتها التعبير بالمناسبة عن فخرها بانتمائها إلى المغرب “الوطن الذي يحب السلام والتسامح”، وعن فرح يعتريها كلما عادت إلى بلدها “وطني الذي، سيساهم، باحتضانه لقمة المناخ، في إيصال وجع الكوكب إلى العالم”.

وبعد ايكون وسميرة سعيد، كان الجمهور على موعد مع ايقاعات إفريقية تفاعل معها الجمهور المغربي مجسدا عمقه وانتماءه الافريقي، حيث اعتلت ركح مسرح الفضاء الاثري نخبة من الفنانين الأفارقة، أمثال ساليف كيتا، أم الغيث، أنجليك كيدجو، وعائشة كوني. وكانت الفنانة المغربية الواعدة فردوس، قد استهلت الحفل بأداء النشيد الرسمي لمؤتمر كوب 22 (بيتنا) لتنوير الأجيال الصاعدة حول قضايا البيئة والتغيرات المناخية.

وقد شكل هذا الحفل فرصة جسد خلالها الموسيقيون والفنانون والفاعلون في مجال تغير المناخ، انخراطهم من أجل تعزيز الوعي بشأن الطاقات المتجددة والممارسات الصديقة للبيئة، في محاولة للحد من التغيرات المناخية، و درء انعكاساتها السلبية على البلدان النامية والدول الجزرية الصغيرة، خاصة وأن 6 من أصل 10 دول الأكثر عرضة للتغيرات المناخية تقع في القارة السمراء.