مجتمع

حيار تستعرض أمام المنتدى الخليجي المغربي تجربة المملكة في التمكين للمرأة

تحدثت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، خلال أشغال المنتدى الخليجي المغربي الأول للحكومات ومنظمات المجتمع المدني تحت شعار “التطوع رافعة لتمكين المرأة “، اليوم الاثنين، عن الأهمية التي أولاها الملك محمد السادس للمرأة، حيث أكد على ضرورة ولوج المرأة إلى جميع المجالات، وتمكينها الاقتصادي بصفة خاصة.

وشددت الوزيرة في كلمتها، أن هذا التوجه الذي دعا إليه ملك البلاد، هو نفسه التوجه “الذي تسعى وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، إلى تنزيله على أرض الواقع من خلال تمكين المرأة داخل المجتمع عبر جميع المستويات”.

وأبرزت حيار أن الشراكة التي تجمع بين المغرب ومجلس التعاون الخليجي، “فرصة لتقاسم التجربة حول مساهمة المرأة المغربية في العمل التطوعي، وكذا حول سبل توظيف هذه المساهمة القوية للمرأة المغربية”، بشراكة مع المركز المغربي للتطوع والمواطنة.

وتابعت الوزيرة، “أن الحكومة بصدد إعداد مرسوم يتعلق باعتماد العاملين الاجتماعيين، وهو ما سيسهم في تثمين تجربة العمل الجمعوي وسلك مسار الاعتماد لمساهمة المرأة والرجل في تنزيل ورش الدولة الاجتماعية الذي يعمل عليه المغرب، باعتبار هذا الورش سيحتاج إلى عاملين اجتماعيين للتكفل بالأشخاص المسنين وذوي الحاجيات الخاصة وغيرهم”.

واجمعت مداخلات المشاركين في المنتدى، على أن “العمل التطوعي في المنطقة العربية، وتحديدا بالمغرب ودول الخليج ليس بالأمر الجديد، بل يستمد جذوره من وجدان الحضارة العربية الإسلامية والموروث الثقافي والحضاري المشترك، والذي يستمر إلى وقتنا الحاضر، بشكل يرسخ ثقافة البدل والعطاء الطوعي، كإسهام اجتماعي في تنمية المجتمع وإعطاء صورة حضارية مشرفة عن انخراط الأفراد والجماعات في تطور بلدانهم ومساعدة الآخرين لغايات غير ربحية”.

إلى ذلك، أشار مدير إدارة العمل والشؤون الاجتماعية، سعيد بن علي الراشدي، إلى أن التعاون بين المجلس الخليجي والمغرب، له أهمية كبيرة خاصة لدى حكام دول الخليج، معتبرا أن قضية “التطوع بشكل عام تهدف إلى تطوير مجتمعاتنا باعتباره سلوكا إنسانيا حضاريا، يجسد ما حثّ عليه دين الإسلام الحنيف، ويجسد في ذات السياق أهمية عمل المؤسسات العربية في النهوض بهذا المجال، ضمن السياسات الاجتماعية للدول العربية”.

وأكد الراشدي على أن مجلس التعاون الخليجي، يسعى إلى تطوير العمل الجمعوي القائم على مفهوم التطوع إسهاما من عدة منظمات ومؤسسات عربية معروفة بتدخلاتها الاجتماعية في مجالات طوعية مختلفة، سواء بدول الخليج العربية وكذلك بالمغرب.

من جهته، أشاد رئيس المركز المغربي للتطوع والمواطنة محمد العصفور، بالعلاقة التي تجمع بين دول الخليج والمغرب، مؤكدا على “أهمية تقاسم الخبرات والتجارب الفضلى في مجال التطوع، خاصة بالنسبة للمرأة، وكذا تعزيز الروابط بين دول الخليج والمغرب، كرافعة للتنمية المستدامة”.

وسجل العصفور أن هذا المنتدى “مناسبة لتكريس ثقافة التطوع كرأسمال لامادي، وكذا لتعزيز الوحدة الخليجية المغربية، وتعميم ثقافة العمل المجتمعي”، مشيرا إلى أن منظمات المجتمع المدني “أصبح دورها أساسي في إشباع حاجيات المواطنين والمواطنات، بدل انتظار تنزيل سياسات الدولة التي قد تأخذ مددا طويلة”.

وأشار العصفور، إلى أن تاريخ البشرية مرتبط بالتطوع، خاصة خلال الأزمات، ذكر منها “الحرب الأمريكية حين تطوعت النساء لعلاج ضحايا الحرب، وسبقته في ذلك ثقافة الإسلام التي رسخت ثقافة التطوع والأعمال الاجتماعية”، مستحضرا كذلك العمل التطوعي الذي تمكن من خلاله حوالي 12 ألف متطوع من الشباب المغربي في بناء طريق ربطت شمال المملكة المغربية بجنوبها”.

وهذا العمل التطوعي أضاف العصفور، “لم يكن مجرد مشروع، بل لحشد الهمم وتطوير ثقافة التطوع، وهو ما يحتاجه شباب اليوم لتقوية روح التطوع والمواطنة لدى فئات عريضة داخل المجتمع”، مشيرا إلى أن “جائحة كورونا كانت أيضا درسا ممتازا في إعادة ترسيخ ثقافة التطوع”.

يذكر، أن المنتدى المغربي الخليجي حول موضوع “التطوع رافعة لتمكين المرأة”، انعقد بمناسبة اليوم العالمي للتطوع الذي يصادف الخامس دجنبر من كل سنة، وكذلك احتفالا بمرور العشرية الأولى على مسار الشراكة الاستراتيجية الجديدة بين المملكة المغربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، منذ 2011، “وتجسيدا للعلاقات الوطيدة التي تجمع المملكة المغربية ودول الخليج، وبمناسبة تمديد خطة العمل المشتركة إلى سنة 2024، بين وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة ومجلس التعاون لدول الخليج العربية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *