مجتمع

معطيات رسمية.. المغربيات يفضلن إنجاب الإناث والظروف الاجتماعية تتحكم في الاختيارات

غالبا ما يتم تفضيل الأولاد على الفتيات بسبب التقاليد والقيم التاريخية في المغرب وفي البلدان العربية والإسلامية، ويرتبط تفضيل الأولاد على البنات بإدراك دورهم كمعيل للأسرة ورابط لاستمرار خط الأسرة.

وبحسب مذكرة أصدرتها المندوبية السامية للتخطيط، وأشرف على إنجازها قسم المحددات الديمغرافية بالمندوبية، فإن النساء المتزوجات، يملن، بشكل خاص، إلى تفضيل الأولاد. لكن مع ذلك، فإن تطور تعليم المرأة وتمكينها، وكذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية، أظهرت علامات على تغيير هذا التفضيل.

وأوردت المذكرة ذاتها التي تشخص اتجاهات تفضيل نوع جنس الطفل بين النساء المغربيات المتزوجات، أنه من الممكن أن تكون المرأة المغربية المتزوجة الآن أكثر استعدادا لإنجاب بنات، مما قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في المواقف والسلوكيات المتعلقة بنوع جنس الأطفال في المغرب.

جنس الطفل: النساء يفضلن الإناث أكثر من الذكور

على عكس ما لوحظ في عام 1997، عندما فضلت النساء الريفيات أن يكون جنس الطفل ذكرا،  فإنهن في الوقت الحالي يميلن إلى أن يكون أنثى، وهكذا زاد التوجه نحو تفضيل الفتيات بين الريفيات من 20.9٪ في عام 1997 إلى 23.3٪ في عام 2018.  وبالنسبة لنساء المدن، ازداد تفضيل الفتيات على حساب الأولاد بمرور الوقت (29.8٪ مقابل 25.6٪ ​​في 1997 ، و 28.8٪ مقابل 19٪ في 2018).

وأظهرت مذكرة المندوبية السامية للتخطيط، أن أكثر من نصف النساء المغربيات، لا يهتمن بنوع جنس الطفل المرغوب، في الوقت الذي صرحت فيه نساء أخرى بتفضيل الفتيات على الأولاد.

وفي المغرب بحسب المذكرة، يعصب تعميم  عدم الاهتمام بنوع جنس الطفل  على اعتبار أن المواقف والممارسات يمكن أن تختلف باختلاف المناطق والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية ومستويات التعليم والتقاليد الثقافية.

ومع ذلك، تضيف المذكرة،  فمنذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، يبدو أن تفضيل نوع الجنس لطفل معين لم يعد واسع الانتشار في المغرب، بحسب تقارير ودراسات سابقة. وهكذا ، فما يقارب نصف النساء المتزوجات الراغبات في إنجاب طفل في المستقبل لم يصرحن بتفضيل نوع جنس الطفل. علاوة على ذلك ، ارتفع عدم الاهتمام  تجاه نوع جنس الطفل من 49٪ في عام 1997 إلى 54.4٪ في عام 2018.

حياد تجاه الهوية الجنسية للطفل

زاد عدم الاهتمام تجاه نوع جنس الطفل المرغوب في المناطق الحضرية ، من 44.6٪ في عام 1997 إلى 52.2٪ في عام 2018.  وقد أدى ذلك، وفق المذكرة، إلى انخفاض تفضيل الذكور  للأطفال من الذكور ، وانخفض من 25.6٪ ​​إلى 19٪ .  كما انخفاض تفضيل الإناث من 29.8٪ إلى 28.8٪ خلال نفس الفترة.

وفي المناطق الريفية ، زاد عدم الاهتمام بين الجنسين من 52.7٪ في عام 1997 إلى 57.2٪ في عام 2018 ، وانخفض تفضيل الأبناء من 26.4٪ إلى 19.5٪ خلال نفس الفترة.

ومن بين النساء اللواتي أعلنن  تفضيلهن لنوع جنس الطفل المرغوب ، لاحظت المذكرة، الحياد فيما يتعلق بالهوية الجنسية للطفل.  وهكذا، في عام 1997 ، أرادت 26٪ من النساء المغربيات إنجاب ولد بينما أرادت 25٪  منهن إنجاب فتاة.

وفي عام 2018 ، أظهرت المذكرة، أن النساء اللواتي يرغبن في الحمل واللواتي أعربن عن تفضيلهن لاختيار نوع جنس الطفل المرغوب فيه، يملن إلى تفضيل الجنس الأنثوي (أي 26.4٪ من النساء اللواتي يرغبن في فتاة ، مقابل 19.2 ٪  يرغبن في  ولد).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *