وجهة نظر

التسامح السياسي.. الغائب الأكبر في الممارسة السياسية للأحزاب المغربية

لقد كان التسامح السياسي السمة الغائبة في الممارسة السياسية للفاعل السياسي بالمغرب خلال استحقاق السابع من أكتوبر الجاري، كلنا تتبعنا مراحل الحملة الانتخابية البرلمانية، وكيف تعاطت الأحزاب المغربية معها. هذا التعاطي الذي تميز تارة بتخوين بعض الأحزاب لأخرى واتهامها بالارتباط بالتنظيمات الخارجية، وتارة اتهام أخرى بالعداء للدين وخدمة أجندات أجنبية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الديني للمغاربة. هذه الممارسات السياسية الغير المسؤولة من طرف الأحزاب المغربية تظهر لنا بشكل واضح عدم الانضباط وغياب الرؤية السياسية في مغرب يطمح أن يخرج من عنق زجاجة التخلف.

إذا كانت هذه الأحزاب غير قادرة على ضبط هياكلها والنأي بنفسهاعن الصراعات السياسية الرخيصة، فلا يمكن للإنسان المغربي أن يتوقع منها إلا الكوارث وتأزيم الأوضاع أكثر مما هي مأزمة اليوم. المواطن المغربي ينتظر من الأحزاب أن تناقش همومه ومشاكله، وتناقش تطلعاته وأماله، لا أن تتبادل الاتهامات وتحويل مسار الحملات الانتخابية إلى قضايا شخصية وطائفية ليست لها أية فائدة على الوطن والمواطن. المواطن المغربي يعيش أوضاعا صعبة في جميع مناحي الحياة، نسبة الفقر مرتفعة جدا، نسبة البطالة عالية في صفوف الشباب نظرا للصعوبات التي تعترضهم في سوق الشغل بسبب تخلف المنظومة التعليمية في المغرب، ونسبة الأمية المرتفعة.. الخ. كل هذه الاختلالات تحتم ضرورة الإسراع الى خدمة الشعب المغربي بكل أطيافه وتنوع توجهاته، فلا فرق بين علماني وسلفي، وليبرالي ويساري وإسلامي إلا بالمواطنة واحترام القانون.

إن الحزب الفائز في هذا الاستحقاق الانتخابي يتوجب عليه أن يبرهن للشعب المغربي أنه أهل لهذه الثقة وألا يخيب أماله وأحلامه في العيش الكريم، أما الأحزاب التي لم تفز بثقة الشعب فعليها أن تحترم نتائج الانتخابات، فهجومها على الحزب الفائز هو هجوم وانتقاص من المواطنين الذين منحوا أصواتهم لهذا الحزب. في الدول الديمقراطية الأحزاب التي لم تتوفق في الحصول على ثقة الشعب تعترف بالخسارة، وتقدم التهاني للحزب الفائز فيها، وتشكر المصوتين وغير المصوتين عليها. للأسف في المغرب بعض الأحزاب التي لم تتمكن من الفوز بثقة الناخبين أطلقت العنان لبعض قادتها وقواعدها لتشكيك وتبخيس نجاح الحزب الفائز بثقة الناخبين، غير مبالين بمبادئ الديمقراطية واحترام نتيجة صندوق الاقتراع. يفترض في الأحزاب السياسية القيام بتأطير المواطنين وتأهيلهم ليكونوا قادرين على ممارسة الديموقراطية وتقبل نتائجها، لا أن تكون هي أول من يعبث بالديموقراطية ويرفض نتائجها.

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    شكرا لكم المعلومات كانت في المستوى