انتخابات 2016

عصيد: حرمان القباج من الترشح إجراء سلطوي وتعسفي

اعتبر الناشط الأمازيغي أحمد عصيد، أن حرمان السلفي حماد القباج من حقه في الترشح إلى الانتخابات ودخول البرلمان، هو إجراء لا يخلو من سلطوية وتعسف.

وأشار الفاعل الحقوي في مقال رأي توصلت جريدة “العمق المغربي” بنسخة منه، أنه ليس من حق أي كان أن يمنع غيره من حق من الحقوق الأساسية، بسبب مواقف وآراء سابقة له لم تعد هي بالتحديد مواقفه الحالية.

وأضاف عصيد في المقال الذي عنونه بـ” ما الفرق بين القباج وبنكيران والرميد ؟”، أن القباج لا يختلف في مواقفه سواء السابقة أو الحالية عن رئيس الحكومة وعن وزير العدل والحريات مثلا، مشيرا إلى أن الفرق بينهم هو المواقع التي تفرض واجب التحفظ على البعض دون البعض الآخر، كما تمكن من المراجعة والتصحيح.

وشدد على أن الأفكار التي تنسب إلى القباج لم يؤكدها في خرجاته الإعلامية بعد ترشحه ولم يدافع عنها، بل عبر عن عكسها تماما، وتبرأ منها بشكل من الأشكال، وهو موقف يعبر بشكل واضح عن مراجعة للمواقف السابقة، وخاصة منها كراهيته لليهود والتحفظ على قيم الديمقراطية.

وأشار الباحث الأمازيغي إلى أن “العمل المؤسساتي يجعل الإسلاميين المتشدّدين أكثر واقعية وتقبلا للقوانين بحكم التجربة والاحتكاك بغيرهم من الفرقاء الآخرين داخل دواليب الدولة”، لافتا إلى أن “القباج ليس وحده من عبّر عن طموح سياسي ورغبة في الترشح، بل هناك سلفيون آخرون مترشحون ومنهم من عبّر في السابق عن آراء أكثر تطرفا من القباج، لكنه اليوم يقول خلافها تماما ويعبر عن استعداده لأن ينال ثقة الدولة والمواطنين وخوض غمار العمل السياسي المشروع”.

وختم عصيد مقاله بالقول: “إن الحكم على حماد القباج بالتواجد خارج العمل السياسي هو إجراء متعسف بلا شك، ونخشى أن يكون ضحية الصراع بين الحزبين الكبيرين، اللذين نتمنى ألا تسفر المواجهة بينهما عن خسائر للديمقراطية البطيئة والمتعثرة في بلدنا”.