منتدى العمق

فاعلية الشباب في العمل السياسي

لا يمكن اليوم أن نتكلم عن الفاعلية وعن الوجود الحقيقي للشباب من خلال “الكوطا” التي تعتبر من الناحية الاستراتيجية “ريعا”، خصوصا أنها تغيب فيها شروط المنافسة الشريفة والديمقراطية الداخلية في أغلب الأحزاب.

وهذا يدفعنا لإقرار أن الشباب يجب أن يكون الأول في هرم الأحزاب السياسية، وأن تكون له تمثيلية حقيقية في اللوائح المحلية والإقليمية، وأن تعطى له الفرصة في القيادة والمشاركة في التسيير التنظيمي للهيئات، وهذا كله لن يتحقق إلا بالمزيد من التكوين المستمر والإشراك الحقيقي لهؤلاء الشباب. هذه الأدوار التكوينية، هي التي تحصن الأحزاب السياسية من أن تتحول الى دكاكين إنتخابية، لاسيما وأن فقدان الشباب الثقة في الأحزاب والعزوف عن العمل السياسي راجع إلى المكانة المتدنية التي يحظى بها في صفوف هذه الأحزاب، خصوصا الأحزاب التي تسيطر بعض العائلات التي لها نفوذ على أجهزتها التنظيمة، وتؤثر، باستثمار هذا النفوذ في قرارتها، حيث يأخذ هذا التسلط صورة عملية، بحجز أماكن متقدمة سواء في اللوائح الوطنية أو المحلية لأبنائهم والمقربين منهم. في الأقاليم الجنوبية الصورة تكاد تكون مماثلة لهذا الشكل.

إذ نجد أن المتحكم الرئيسي في العملية السياسية هم أشخاص أو أعيان، ولا وجود لما يسمى “الحزب السياسي”، مما يطرح خيارين أمام الشباب المهتم نسبيا والمتابع للشأن العام، فإما أن يساير الواقع المتردي من أجل الحصول على مغانم ومكاسب وإمتيازات وهذه فئة لها وزنها، وإن كانوا في الحقيقة لا يحصلون على أي شئ، وإما أن يؤثروا الرجوع إلى الوراء والبعد عن ما يسمى العمل السياسي لأجل الحفاظ على المبادئ والقيم السياسية التي يؤمنون بها. خلاصة ما سبق، أن بعض الأحزاب لا تعترف بما يسمى الكفاءة والمسار النضالي، والشباب فقط رقم يُراد استخدامه في أوقات ومحطات معينة، لذلك يجب فتح نقاش حقيقي في المكانة التي يجب أن يحظى بها الشباب المغربي داخل الأحزاب السياسية مما يمكنه من لعب دوره الرئيسي في العملية السياسية.