منتدى العمق

المخيم للتنفيذ لا للتخطيط (2)

التخطيط عملية إدارية محضة يفيد الـدراسة المستقبلية لشيء قادم ، و هو عملية مهمة تسبق العمل أو التنفيذ و هذه العملية هي التي تضمن تحقيق النتائج المرجو تحقيقها، وكلّ ذلك من خلال الدراسة الحقيقية المبنيّة على معرفة الواقع والوسائل المتاحة ، و توفّر الكثير من الجهد و الوقـــوع في الأخطاء على اعتبار إدراج جميع المخاطر والأخطاء والعقبات الممكن وقوعها في التخطيط ، وذلك سعياً من واضعي المخطط و الأهداف لتنجنّب التوقّف و التعثر أثناء تنفيذ مخططهم و أهدافهم ، مع مراعاة الفترة الزمنيّة للتنفيذ لتذليل و تسهيل العمل و ضمان النتائج ، دون إغفال إشراك جميع العناصر التي ستساهم بشكل مباشر أو غير مباشر باتّخاذ القرار والمُشاركة في تحمل المسؤولية، وذلك من خلال تدخلها المُباشر في صُنع القرار أو ابداء الرأي أو تقديم المقترحات حول جميع القضايا التي من شأنها أن تساهم في إنجاح و تحقيق الأهداف المرجوة و الهامّة ، ومن خلال هذا الإشراك للأفراد و الأعضاء يكون من بداية الأمر قد تحقّق التعاون والتكامل في جميع الوظائف الممكن تحملها ، وكان الجميع شُركاء في صناعة القرار، وتحمل المسؤوليةّ في تنفيذ المخطط .
وتتجلى أهمية التخطيط في كونه العملية الأولى و الأساسية التي تسبق جميع العمليات والوظائف، كما أنه الوسيلة الموضحة لمعالم الطريق والمحدد لمسار و توجهات العمل، كما يحقق تجنب الوقوع في الأخطاء أو الانحراف عن الأهداف المرسومة ، ويعمل على خفض التكاليف والجهود ، والتقليل من نسبة الإهدار في الموارد والخدمات . كما أنه يعمل على بلورة الأهداف حسب أولويتها وأهميتها من حيث الترتيب والأسبقية للتنفيذ.

هذا بشكل عام و مقتضب هو التخطيط فإذا كان كذلك ففي العملية التربوية أولى و خصوصا عندما يتعلق الأمر بأطفال هم رجال المستقبل و قادة الوطن فإن التخطيط و البرمجة و تحديد الأهداف و الاستعداد القبلي للمخيم بفترة زمنية مهمة قبل التنفيذ لأمر مطلوب و ضروري و مهم للغاية بحيث وجب :

_ رسم أهداف المخيم و تسطير برنامجه العام و الخاص و القار …
_ إعــــداد وتكوين طـــاقمه التربوي حتى يكون في مستوى التــــأطير و التدريب و الإرشاد …
_ إعداد الحقيبة التربوية أو التدريبية …
_ إعداد البطاقة التقنية للأنشطة التربوية و الورشات …
_ إعداد الوثائق الإدارية و القانونية (استمارات المشاركين ،الملفات الصحية ،الوثائق الشخصية ،..)
_ …

لذلكم فإنه من العيب و العبث غياب هذا العنصر الهـام و الهـام جـدا ، و إن غيابه يؤدي لا محالة إلى التخبط و الارتجالية على مستوى البرمجة اليومية في تنزيل برنامج و مخطط تربوي ترفيهي تثقيفي .. شامل و متكامل يستفيد منه الطفل/التلميذ خلال المرحلة ،ثم إن غياب أي عنصر أو خطوة من خطوات التخطيط لا بد و أنها تؤثر سلبا على تنفيذ البرنامج أو المخطط ، وغيابه في حقيقة الأمر يعني فشل المخيم ..

إن من العيب كذلك أن تجعل الجهة المنظمة للمرحلة زمن التنفيذ زمنا للتخطيط و التنفيذ معا و في وقت واحد بحيث لا يمكن في حقيقة الأمر الجمع بينهما نظــرا لما ينتظر الأطر و المشرفين التـربـويين من الوقــوف و التركيز على أمور أخرى مهمة تخص هذه الفئة المستهدفة من عناية و مصاحبة و مراقبة و متابعة و ..و.. و بذلك وجب التنبيه إلى أن الجهات المعنية من مؤسسات و جمعيات منظمة و التي لا تعطي لكل مرحلة أو خطوة من المــراحل حقها فـإنها تجازف بهؤلاء الأطفـال و تضيع من وقتهم الكثير الكثير …

و خلاصة القول فإن المخيم أو المرحلة التخييمية إن صح التعبير هي محطة لتنفيذ المخطط أو البرنامج و تنزيله على أرض الواقع لا للتخطيط لها حتى يتسنى للتلميذ /الطفل الاستفادة منها على الوجه المطلــوب و يرجع إلى أهله و هو محمل بمجمـوعة من الأفكـــــــــــار و الإبداعات… و مستشعرا قيمة و أهمية التخييم ،فرحا مسرورا بما تعلمه خلال المرحلة و نشيطا مرحا بما روح على نفسه فيها آملا في التخييم مرة أخرى أو مرات عديدة لا متنفرا من التخييم مُدَمَّر النفسية متحسرا على وقته الذي ضاع منه ..