مجتمع

الطبيب المغربي زهير لهنا يقود أول وفد طبي إلى شمال غزة.. ويصرح لـ”العمق”: إذا استشهدنا فذاك شرف لنا

قاد الطبيب المغربي، زهير لهنا، أول وفد طبي إلى شمال غزة منذ عزل المنطقة عن بقية القطاع، حيث تمكن الوفد، اليوم الجمعة، من الوصول إلى مستشفى “كمال عدوان” الواقع بين منطقتي بيت لاهيا وجباليا اللتان تعرفان قصفا عنيفا منذ بداية الحرب.

وكشف الطبيب المغربي أن الوفد يتكون من 10 أطباء، ضمنهم مغربيان اثنان (لهنا وطبيب آخر يعمل في سويسرا)، إلى جانب أطباء من الأردن ومصر والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.

وأوضح لهنا أن رحلتهم نحو شمال غزة كان صعبة ومحفوفة بالمخاطر، قائلا: “كان يوما صعبا على أعصابنا ومشاعرنا، لأن المرور عبر حاجز الجيش الإسرائيلي ليس بالهين، رغم تنسيق إدارة منظمة “الرحمة” الأمريكية مع جيش الإحتلال”.

وتم السماح لهذا الوفد الطبي بالتوجه نحو شمال غزة، لأول مرة، بعدما تمكنت منظمة “رحمة” الأمريكية من أخذ الموافقة بالذهاب للشمال، بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي من أجل تأمين ممر إنساني لها.

وشرع الوفد الطبي في إجراء تدخلات جراحية وعلاجية داخل مستشفى كمال عودة، فيما كشف الطبيب المغربي عن صدمة الوفد جراء ما شاهده من دمار وحطام على طول الطريق نحو الشمال.

ويعتبر مستشفى كمال عدوان، آخر مستشفى حكومي لازال يعمل في شمال غزة، بعدما دمر الاحتلال باقي مستشفيات الشمال، وعلى رأسها مجمع الشفاء الطبي، علما أن الجيش الإسرائيلي سبق أن اقتحم مستشفى كمال عدوان، وارتكب فيه مجازر بحق المصابين والأطقم الصحية والنازحين.

وأوضح لهنا أن الوفد وصل بسلام إلى شمال غزة، لافتا إلى أن القرار كان صعبا جدا بالنظر إلى خطوة الوضع الأمني هناك، مشيرا إلى أنه في حالة استهداف الوفد من طرف جيش الاحتلال فإن “الشهادة شرف لنا” وفق تصريحه لـ”العمق”.

جاء ذلك بعدما تمكن زهير لهنا من العودة إلى قطاع غزة، من أجل التطوع في علاج المرضى والمصابين خلال الحرب الإسرائيلية المدمرة، وذلك بعدما أمضى شهرا في القطاع مع بداية العام الجاري.

وعبر الطبيب المغربي المتخصص في الجراحة النسائية والتوليد، عن سعادته بالعودة إلى قطاع غزة من أجل الاستمرار في معالجة المصابين، بعدما قطع وعدا للنازحين والمرضى والمصابين بأنه سيعود قريبا.

وأوضح لهنا في اتصال لجريدة “العمق” من داخل غزة، أن عودته للقطاع جاءت ضمن وفد طبي مع منظمة “رحمة” الأمريكية التي تتولى ترتيب هذه المهمات التطوعية.

وكشف أن هذه المرة الأولى التي يتوجه فيها وفد طبي إلى شمال القطاع، موضحا أن الوفد الطبي الذي عاد للقطاع يضم 23 طبيبا، من ضمنهم 14 أطباء طلبوا التطوع في شمال القطاع، تم قبول 10 منهم فقط.

وأشار إلى أن الفريق الطبي الذي توجه للشمال، يتكون من أطباء في الجراحة العامة وجراحة العظام والعناية المركزة والتخدير والمستعجلات والجراحة النسائية والرعاية المركزة للخدج وحديثي الولادة.

وشدد لهنا على أن السفر إلى شمال غزة خطير جدا، لاسيما بعد استهداف الاحتلال نشطاء أجانب ضمن منظمة “المطبخ العالمي”، والتي خلفت مقتل 7 منهم وأثار غضبا عربيا وغربيا عارما.

إقرأ أيضا: الطبيب المغربي الهنا: ما عشته في غزة هو الأسوء طيلة 25 عاما من تجربتي بمناطق الحروب

وتابع لهنا قوله في هذا الصدد: “مهمتها تبدو كمهمة وسط مهمة، فنحن وفد طبي متطوع إلى شمال غزة، والإنسان يعلم أنه لما يأتي إلى غزة فهو يخاطر بحياته، لكننا نؤمن بالقضاء والقدر، والشهادة هي شرف لنا”.

وكشف المتحدث أن الوضع الإنساني في شمال غزة صعب جدا، لافتا إلى أن المستشفيات هناك مملوءة عن آخرها مقارنة بمستشفيات الجنوب، وتضم إصابات خطيرة جدا.

وحظي الطبيب المغربي، أول أمس الأربعاء، باستقبال عفوي من طرف أطفال داخل المستشفى الأوروبي، سبق أن التقاهم في زيارته الأولى، مشددا على أن هؤلاء الأطفال “كبروا وتحملوا أكثر من سنهم في ظل هذا العدوان على العائلة ومكوناتها”.

لهنا الذي يكرس حياته للعمل الإغاثي التطوعي في عدد من بلدان العالم التي تعرف حروبا وأزمات، أمضى زهاء شهر متطوعا في علاج الحوامل والأطفال الرضع داخل مستشفيات مدينتي خانيونس ورفح، خاصة المشفى الأوروبي ومستشفى الأم والطفل، حيث أشرف على عدد كبير من العمليات الجراحية والولادة.

إقرأ أيضا: الطبيب المغربي زهير لهنا يروي لـ”العمق” تجربته في غزة ويكشف قصصا مؤلمة (حوار)

وبعد شهر قضاه داخل “جحيم” غزة، وتحت القصف والقتل والدماء والأشلاء، خرج الهنا من القطاع المنكوب، شهر فبراير المنصرم، راويًا لـ”العمق” مشاهد مروعة عاشها مع المدنيين الجرحى والجوعى والنازحين.

يُشار إلى أن لهنا درس بالمغرب وعمل في فرنسا متخصصا في الجراحة النسائية، وأستاذا مساعدا بجامعة باريس، له تجربة تزيد عن 25 سنة في إنقاذ أرواح المدنيين في مناطق الحروب والكوارث والأزمات، خاصة قطاع غزة وسوريا وأفغانستان واليمن والعراق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • مروان
    منذ 4 أسابيع

    لماذا للشمال