وجهة نظر

في الحاجة إلى “ثورة القراءة”

إنها السادسة صباحا قبل موعد استيقاظي بقليل، أو لعلي لم آخذ كفايتي من النوم بعدما سافرت عبر أفكار أضعت فيها الفرق بين الحلم والواقع .. أتململ وأتمطى كالقطة علني أنفض عن جسدي العجز والكسل، أتناول كتابا من على الطاولة أمامي حيث أتناول قهوتي السوداء كتاب للمفكر نور الدين أفاية: “فصل في الإصلاحية المغربية”.

امتد بي الوقت طويلا وأنا أقرأ، تناثرت في عقلي المتعب كثير من الأسئلة؟ هل الساسة المغاربة الشعبويون والذين يملأون الدنيا ضجيجا يقرأون لمفكرين مغاربة أو ربما لغيرهم؟ هل سمعوا يوما بالجابري وطه عبد الرحمن والعروي والمنجرة وسعيد بن سعيد العلوي؟ أم ولى زمان عبد الرحيم بوعبيد وغيره وبتنا في أدب الشذرة …

آه كم نحن محتاجين لعودة هؤلاء. لا نعرف إن كنا بحاجة لفكرهم أم لشخوصهم وقدرتهم على التقديم والقبول، أريح بظهري على المقعد مغلقا عيني لدي رغبة شديدة بالنوم من جديد والعودة إلى الجانب الآخر من الحياة، حيث الشروق وحيث الشمس الناعمة ..

آه كم نحتاجك يا الجابري! وكم نحتاج لمواقفك يا عبد الله إبراهيم في زمن المهرطقين من الساسة العجاف، وتنازلات العثماني وخرافات شباط، وهرقطات لشكر وضجيج إلياس العماري، وتقلبات أخنوش وبراغماتية العنصر.

أظن أننا نعيش نهاية زمن السياسة وأننا في آخر عهودنا معها، هل من الممكن أن نتصور قياداتنا وزعاماتنا بخواء فكري؟ لم يعد للسياسة أي معنى بعد أن بتنا في عهد قادة أميين إلا من رحم ربي، وقليل هم المشمولين بالعناية الإلهية.

ما أحوجنا إلى قانون أو ثورة، ما رأيكم أن أسميها ثورة الكتاب أو ثورة القراءة، أو ثورة العقل على حد تعبير المفكر الراحل عبد الله إبراهيم، فالأمة التي لاتقرأ تموت، وكيف ونحن في الرمق الأخير على أعتاب الموت الفكري.