مجتمع، منوعات

الاحتجاجات ضد مجندة إسرائيلية تتواصل بطنجة.. وهذا ما قرره المحتجون

احتشد المئات من نشطاء مناهضة التطبيع، في وقفة “غاضبة” بمدينة طنجة، مساء اليوم الجمعة، في ثان شكل احتجاجي ضد حضور مجندة صهيونية تدعى “نوعام فازانا” للمشاركة في مهرجان “طنجاز” الذي انطلقت فعالياته أمس الخميس، رافعين شعارات تدعو لطرد جندية الاحتياط بسلاح الجو “الإسرائيلي”، ووقف جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ورفع المتظاهرون شعارات ترفض حضور الصهاينة على الأراضي المغربية وأحرقوا العلم “الإسرائيلي”، معتبرين أن هذه الخطوة تأتي ضمن محاولات بعض الجهات للتطبيع مع “إسرائيل”، مرددين هتافات من قبيل: “الشعب يريد تجريم التطبيع”، “فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”، “المغرب أرضي حرة والصهيوني يطلع برا”، رافعين الأعلام الفلسطينية والمغربية، بمشاركة ممثلين عن هيئات مختلفة.

أحد المتظاهرين أوضح في اتصال لجريدة “العمق”، أن النشطاء قرروا تنظيم وقفات يومية أمام قصر مولاي حفيظ بطنجة، مشيرا إلى أن هذا القرار جاء في تظل تجاهل إدارة مهرجان “طنجاز” لطلبهم بوقف مشاركة المجندة “الإسرائيلية”، مشددا على أن وقفة اليوم، وهي الثانية بعد الوقفة التي شارك فيها المئات أمس الخميس بنفس المكان، تأتي تزامنا مع ذكرى مجزرة “صبرا وشاتيلا”.

يأتي ذلك في ذلك ضجة أخرى أثارها حضور رياضيين ينتمون لـ”إسرائيل” في البطولة الدولية للتكواندو بالرباط، المزمع تنظيمها من 22 إلى 24 شتنبر الجاري، حيث اطلعت جريدة “العمق” على لائحة المشاركين في المهرجان، وتبين لها وجود 3 “إسرائيليين”، فيما دعت المبادرة المغربية للدعم والنصرة إلى “التدخل العاجل والفوري لمنع استضافة الصهاينة على أرض الرباط”، مطالبة “الجهات الداعمة لهذه التظاهرة من أجل توضيح موقفها أمام الرأي العام”.

احتجاجات الخميس

وشارك المئات في وقفة بمدينة طنجة، أمس الخمس، احتجاجا على حضور المجندة الصهيونية المذكورة في منصة الغناء بمهرجان “طنجاز”، وذلك بدعوة من الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني التي دعت إلى فتح تحقيق حول “حيثيات حضور مجندة كيان غير معترف به” للمهرجان، معربة في بلاغ لها، عن إدانتها “لهذه المحاولة التطبيعية المكشوفة من طرف إدارة المهرجان”، مطالبة القائمين على هذه التظاهرة “بالتراجع فورا عن هذه الدعوة المشبوهة”.

المغنية المذكورة دخلت على خط الاحتجاجات ضدها، وكتبت على حسابها في فيسبوك: “تلقيت خلال 24 ساعة الأخيرة ضغوط كبيرة من حركة “بي دي أس” (الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل) لإلغاء حفلي بالمغرب، ولكن وصلتني أيضا كلمات ترحيب جميلة من الجمهور الذي حضر حفلتين سابقتين أحييتهما في هذا البلد”.

وتشارك “فازانا” في سهرتين موسيقيتين يومي الجمعة والسبت رفقة تيما، وهي فنانة هولندية من أصول مغربية، في إطار فعاليات المهرجان الدولي “طنجة جاز” الذي تنظمه مؤسسة “لورين” خلال الفترة ما بين 14 و17 شتنبر الجاري، مع العلم أن المغرب أغلق في دجنبر 2000 مكتب الاتصال “الإسرائيلي” بالرباط بعد انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ما يعني قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

مراسلة وزير الثقافة

وفي نفس الصدد، راسلت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، بسبب ما أسمته “الجريمة التطبيعية بدعوة جندية صهيونية للغناء في مهرجان طنجة لموسيقى الجاز في دورته 18، معتبرة أن هذه الخطوة هي “انتهاك فاضح وصادم لمشاعر ومواقف المغاربة من الصهاينة وكيانهم الإرهابي المحتل لفلسطين والذي يمارس منذ عقود أبشع الجرائم بحق الأرض والإنسان والمقدسات، بل وفي انتهاك للموقف الرسمي للدولة المغربية الذي ما انفك المسؤولون فيها يرددون بألا وجود لأي تطبيع مع الصهاينة”.

وساءلت المجموعة في مراسلتها إلى وزير الثقافة والاتصال، اطلعت جريدة “العمق” على نسخة منه، عن موقف الوزارة من فقرات المهرجان المذكور وضيوفه الصهاينة خاصة مع وجود الإشارة في ملصق المهرجان لإسم وزارة الثقافة كداعم وشريك رسمي إلى جانب داعمين ورعاة آخرين، “وهو ما يشكل بموجب الموقف الشعبي العام خطيئة كبيرة باعتبار الوزارة جهة عمومية ملزمة بالوفاء للموقف الرسمي المعلن للحكومات المتعاقبة وللإرادة الجماعية للمغاربة ولمواقف أحزاب الأغلبية المشكلة للحكومة إزاء التطبيع مع العدو الصهيوني وعناصره”.

وطالبت مجموعة العمل الوزير الأعرج بـ”إصدار موقف عاجل بالعمل على طرد المغنية الصهيونية ورفع الدعم الرسمي لوزارتكم عن هذا المهرجان التطبيعي المشبوه الذي يرعاه شخص فرنسي الجنسية مقيم في طنجة لم يتوان عن التصريح بتحديه للمغاربة، إن كانوا يستطيعون فعل شيء لمنع دعوته للصهيونية المسماة “ناعوم” للغناء في قلب التراب الوطني بمدينة طنجة، في انتهاك فاضح معلن للسيادة الشعبية والوطنية يستوجب موقفا حازما من طرفكم ومن طرف السلطات المعنية”.