مجتمع

الـAMDH: لاجئ برعمراني يعاني داخل السجن.. ونشطاء يحتجون بفرنسا

قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن اللاجئ البرعمراني زين العابدين الراضي، يعاني أوضاعا صحية وإنسانية صعبة داخل السجن، كاشفة أنه علق إضرابه عن الطعام، فيما نظم نشطاء مغاربة وقفة احتجاجية بباريس لمطالبة فرنسا بالتدخل للإفراج عن المعني بالأمر.

وأوضح فرع الـAMDH بسيدي إفني في بلاغ له، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن الراضي علق إضرابه عن الطعام لفسح المجال مجهودات وعمل الجمعيات والمنظمات الحقوقية والإنسانية التي تعمل من أجل إطلاق سراحه، وذلك بعدما كانت أسرة الناشط الحقوقي المعتقل بسجين أيت ملول منذ 5 أبريل المنصرم، دخل في إضراب عن الطعام، مطالبة فرنسا بالتدخل للإفراج عنه باعتباره لاجئا سياسيا عندها منذ شتنبر 2015.

وفي فرنسا، احتشد نشطاء حقوقيون مغاربة وأجانب، في وقفة أمام مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحماية اللاجئين بباريس، أول أمس الإثنين، رافعين شعارات تطالب بالإفراج الفوري عن اللاجئ السياسي المذكور وإعادته إلى فرنسا، محملين السلطات الفرنسية مسؤولية حماية الراضي.

تحرك حقوقي .. وأزمة نفسية

عمر الراضي، شقيق المعتقل المذكور، أوضح في تصريح لجريدة “العمق”، أن هناك اجتماعات مكثفة لهيئات حقوقية وإنسانية وطنية ودولية، ووقفات أمام المفوضية السامية للاجئين بقرنسا، من أجل الضغط على السلطات الفرنسية للتحرك في الملف، مشيرا إلى أن حزب النهج الديمقراطي سيعقد ندوة صحفية بمدينة أكادير لكشف معطيات اعتقال الراضي، بحكم عضوية الأخير في المكتب المركزي للحزب.

وأضاف المتحدث أن زيارات عائلية قامت بها أسرته إلى شقيقه داخل سجن أيت ملول، كشفت “حالة من التضييق التي يعيشها زين العابدين، والمعاملة اللاإنسانية من طرف سجناء وحراس بالجسن”، مشيرا إلى أن شقيقه ظهر عليه طفح جلدي بسبب الحساسية والأجواء غير صحية داخل السجن، حسب قوله.

اقرأ أيضا : لاجئ باعمراني يضرب عن الطعام بالسجن.. وأسرته تدعو فرنسا للتدخل

وأوضح في التصريح ذاته، أن الأسرة الصغيرة لشقيقه تعاني من أزمة نفسية حادة، خاصة أطفاله وزوجته الذين لم يروا والدهم منذ 3 سنوات إثر مغادرته إلى فرنسا وطلبه اللجوء بها، لافتا إلى أن والدته دخل في مرض عضوي تزامن مع تأثرها الكبيرة باعتقال ابنها وموت زوجتها قبل ذلك بأيام، وفق تعبيره.

وكانت السلطات الأمنية بمدينة أكادير، قد اعتقلت الناشط الراضي يوم الخميس 5 أبريل الجاري على الساعة 2:30 ليلا، مباشرة بعد هُبوطه من الطائرة بمطار المسيرة بأكادير، حيث كان قادما من فرنسا لحضور حفل تأبين والده بعد مرور أربعين يوما على وفاته، وذلك بعدما كان قد حصل مؤخرا على اللجوء السياسي بفرنسا، وقرر حضور تأبين والده إثر حصوله على تصريح إنساني من فرنسا يضمن عدم اعتقاله، حسب المصدر ذاته.

معاملة “لاإنسانية”

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أشارت في بلاغها، إلى أن الراضي وُضع في زنزانة تضم 18 نزيلا وتتوفر على 8 أسرة فقط في مساحة لا تتعدى 7 أمتار مربعة، وذلك في حي داخل الجسن معظم زنازينه تضم 13 سجينا، معتبرة أن هذا الوضع يخالف القواعد النموذجية لسير المؤسسات السجنية.

وأضاف البلاغ أن “إدارة السجن لم تأخذ بعين الاعتبار أن الراضي لا يُدخن، حيث جرى حشره في زنزانة تضم أكثر من 10 مدخنين، الأمر الذي يهدد صحته وسلامته البدنية باعتباره أصبح محكوما باستنشاق أزيد من 10 علب سجائر يوميا، مع أن الإدارة خصصت زنازن لغير المدخنين توظفها حسب تدبيرها المزاجي”.

ولفتت الجمعية إلى أن موظفين بالسجن قاموا بتفتيش المعتقل “بطريقة مهينة ومخلة بكرامة الإنسان في الوقت الذي لم يُعتقل في قضايا التهريب ولا في بيع الممنوعات ولا استهلاكها، إضافة إلى وضعه في زنزانة مكتظة دون تمتيعه بحقه في تخصيص مكان لوضع أفرشته أو منحه لوازم السجين كما هو منصوص عليه في القانون”.

وحملت الهيئة الحقوقية المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، “المسؤولية الكاملة لأي مضاعفات على صحة وسلامة المعتقل وكرامته، بما يقتضي ذلك من متابعات في الموضوع”، معلنة توجيه رسالة إلى الجهات المعنية من أجل “تقويم سلوكيات بعض المسؤولين والموظفين بهذا السجن”.

كما حمل البلاغ الحكومة الفرنسية المسؤولية السياسية والأخلاقية في الوضع اللاإنساني الذي تعرض له اللاجئ السياسي البعمراني، نتيجة تقاعسها في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحمايته والعمل على إطلاق سراحه وعودته لفرنسا التي التجأ إليها، بما في ذلك رفع دعوة قضائية بمحكمة حقوق الإنسان الأوروبية بستراسبورغ ومحكمة العدل الأوروبية بلوكسمبورغ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *