حوارات، مجتمع

إشن الحسين.. مغربي تحدى إعاقته واختار الإرشاد السياحي

يشارك إشن الحسين وهو أحد أبناء قرية “تونفيت” حاليا بالمؤتمر الدولي لسياحة ذوي الاحتياجات الخاصة ببروكسيل ببلجيكا بصفته ممثلا “وحيدا” للمغرب دون مساعدة من الوزارة المعنية… عن أسباب اختياره للإرشاد السياحي ورسالته للمسؤولين ومشاركته في محافل دولية، كان للعمق معه هذا الحوار.

لماذا اخترت مهنة مرشد سياحي ؟

طفولتي كانت صعبة باعتباري الشخص الوحيد في العائلة الذي أصيب بإعاقة جسدية، وكانت اللحظة الصعبة هي حين قرر والدي إرسالي إلى مدرسة خاصة بالمعاقين في الخميسات منذ سن مبكرة في ست سنوات.

بعد سنوات من الكفاح والدراسة، حصلت فيها في الأخير على شهادة البكلوريا، ثم التحقت بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة شعبة الأدب الإنجليزي، لكن للأسف لم أتابع الدراسة لظروف خاصة منها عدم حصولي على الإقامة في الحي جامعي ولا على المنحة.

وبعدها حصلت على ثلاث شواهد في مجال الإعلاميات، لكونه المجال الذي يفتح أبوابه لذوي الاحتياجات الخاصة باعتباره لا يتطلب مجهودا بدنيا كبيرا.

بعد أن سدت الأبواب أمامي عدت إلى تونفيت. كان يجب علي أن أتحدى ظروف العيش فيها ومحاولة الاندماج من جديد مع ظروف القرية من مناخ بارد و غياب لمرافق خاصة بالشباب لملء أوقات فراغهم.

وفي أحد الأيام قمت برحلة مع الأصدقاء خارج القرية دامت أربعة أيام في منطقة جبلية وعرة وذات مناظر طبيعية خلابة، ورغم الإعاقة استطعت بعكازي مجاراة الأصدقاء، وخلال هذه الرحلة  التقطنا عدة صور فوتوغرافية والتي ستكون فيما بعد سببا في نمو فكرة السياحة.

بفضل اهتمامي بمجال الاعلاميات قمت بنشر هذه الصور على الانترنيت لتقاسمها مع بعض الأصدقاء وتفاجأت بالتفاعل الكبير والايجابي لبعض الأجانب  والذي لم أكن أتوقعه، فقد كان أمرا متميزا بالنسبة لهم أن يتحدى شاب إعاقته ويخرج من الحياة والصورة النمطية ويتجه رفقة الأصدقاء نحو زوايا أخرى جديدة من العالم.

شاركت في محافل دولية متعددة، حدثنا عن ذلك

من أفضل التجارب التي عشتها وهي تمثيل المغرب في مؤتمر عالمي لسياحة المعاقين في ماليزيا سنة 2010. إذ توصلت بدعوة رسمية من رئيسة المؤتمر وقد حضرت 24 دولة من بينها المغرب وهي الدولة الافريقية الوحيدة الممثلة، وقدمت فيه مداخلة حول السياحة بالمغرب وإبراز أهم المواقع السياحية فيه، وقد أثارت إعجاب الحاضرين، وحصلت بعدها على جائزة خاصة بكوني أصغر مشارك سنا.

معظم الدول المشاركة كانت تفتخر بما تتوفر بلدانها من ممرات وولوجيات خاصة بالمعاقين. وقتها أحسست أن أمام المغرب تحد أكبر للوصول إلى المستوى المطلوب في هذا المجال.

كما شاركت في عدة تجمعات وسفريات حول سياحة المعاق في تركيا وإيران… وتلقيت مئات الدعوات من عدة دول للحضور في مؤتمراتها (أمريكا، اسبانيا، كندا، ألمانيا، كوريا…)

كل ما تعلمته من هذه التجارب رسخ فيّ العزيمة على المضي قُدُما في هذا المجال وحُلمي أن أسس لمشروع في سياحة ذوي الاحتياجات الخاصة بالمغرب. وهذا لن يتأتى دون دعم من الجهات المسؤولة عن المجال و انا الان اتواجد في بلجيكا بروكسيل لامثل المغرب أيضا في المؤتمر الدولي لسياحة ذوي الاحتياجات الخاصة لم أستطع أن أشارك بمداخلتي لأنها تكلفتها غالية الثمن و هي أكثر من طاقتي.

هل يتعامل المسؤولين المغاربة بجدية مع ملف ذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة في مجال “سياحة المعاقين”؟

للأسف المغرب لا يتوفر على قاعدة مهمة في الولوجيات للمعاقين. و سياحة المعاقين أصبحت مصدرا ماديا مهما في بعض الدول الأوروبية ، إلا أننا لا نتوفر على المواصلات الخاصة بالمعاقين والممرات الخاصة، وغالبية الفنادق لا تتوفر على خدمات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة (مثلا لولوج للمرافق الصحية…) كما أن الأماكن السياحية بالمغرب لا تتوفر على ممرات خاصة للوصول إليها.

 

ما هي رسالتك لذوي الاحتياجات الخاصة في المغرب والمسؤولين؟

إني أعمل جاهدا على تطوير مجال السياحة لذوي الاحتياجات الخاصة في المغرب لأفتح الباب أمام هذه الفئة التي لها أيضا الحق في فرصة السياحة والاستمتاع بجمالية بلدنا وروعة طبيعته الساحرة. وهذا لن يتحقق إلا بالانطلاق بإنشاء الولوجيات ليكون دافعا وحافزا لهم للقيام بالسياحة سواء كانوا مغاربة أو أجانب.
أتمنى من المسؤولين في هذا المجال أن يعيد النظر في سياحة ذوي الاحتياجات الخاصة بالمغرب ومساعدتي على تحقيق مشروعي، فبعد هذه السنوات الطويلة والتجربة التي راكمتها في هذا المجال، أطمح إلى الحصول على الدعم لإنشاء وكالة سياحية خاصة بهذه الفئة والتي ستكون هي الأولى من نوعها في المغرب ولما لا سيكون النموذج الرائد افريقيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *