مجتمع

إعمراشا يودع زملاءه بـ”إضراب حتى الموت”.. وأسرته توجه نداء: أنقذوا المرتضى

يدخل الناشط البارز بحراك الريف المرتضى إعمراشا، اليوم السابع في إضرابه عن الطعام والماء، وسط تدهور حرج لحالته الصحية، اضطرت معه إدارة سجن “سلا 2” إلى نقله للمصحة مرتين، حسب زوجته، فيما وجهت أسرته نداء للتحقيق فيما يتعرض له تحت عنوان “أنقذوا المرتضى”.

يأتي ذلك بعدما كشفت شقيقته، أن المرتضى دخل في إضراب عن الطعام والماء، منذ 18 يناير الجاري، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية وانخفاض نسبة السكر في جسمه، نُقل على إثرها إلى المصحة مرتين، مشيرة إلى أن الإضراب تسبب له في نقص حوالي 6 كيلوغرامات من وزنه، وفي حالة سيئة جدا، حسب قولها.

وأوضحت أسماء إعمراشا، أن شقيقها المحكوم 5 سنوات سجنا نافذا، أبلغ  أهله وأصدقاءه “في اتصال حزين، أنه يودعكم لأنه عازم على مواصلة إضرابه حتى يفتح تحقيق في قضية احتجازه قسرا وما ورد في رسالتيه السابقتين، أو الاضراب حتى الموت”، حسب ما جاء في تدوينة لها على حسابها بموقع فيسبوك.

واعتقل الناشط إعمراشا، بشكل فوري من داخل جلسة محاكمته شهر نونبر 2017، بعدما أدانته المحكمة في حكمها الابتدائي بالسجن النافذ 5 سنوات، وذلك بتهم “تحريض الغير وإقناعه بارتكاب أفعال إرهابية”، و”الإشادة بأفعال تكون جرائم إرهابية” و”الإشادة بتنظيم إرهابي”، قبل أن تؤيد المحكمة الاستئنافية الحكم الابتدائي يوم 14 نونبر 2018.

من جانبها، صرحت زوجة إعمراشا بعد زياتها له بالسجن، أمس الأربعاء، أن زوجها “في حالة صحية حرجة جدا، تغيرت على إثرها ملامحه وبنيته الجسدية، ولونه شاحب بالكاد يستطيع المشي على قدميه، ونُقل صباح اليوم للمصحة مرة أخرى لتدهور صحته”، فيما حملت شقيقته “المسؤولية الكاملة لهذه الدولة الظالمة، إن حصل شيء لأخي”.

جمعية “ثافرا للوفاء والتضامن” لعائلات معتقلي حراك الريف، ناشدت في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، كل الهيئات السياسية الحقوقية والنقابية والمدنية، محليا ووطنيا ودوليا، “مواصلة دعمها لقضية المعتقلين والتحرك عاجلا لإنقاذ حياة المرتضى إعمراشا وإطلاق سراحه، وسراح كل معتقلي حراك الريف ومعتقلي الحراكات الإحتجاجية بالمغرب”.

وقالت الجمعية في بلاغها، إن خطوة إعمراشا تأتي “دفاعا عن براءته وحريته، واحتجاجا على احتجازه القسري من داخل المحكمة وعلى محاكمته صوريا بقانون الإرهاب، والحكم عليه بخمس سنوات سجنا نافذا استنادا إلى ما تضمنته محاضر الضابطة القضائية المطبوخة”، مشيرة إلى أن المرتضى كان قد كشف في رسالتين سابقتين “عن خروقات واختلالات وتناقضات ملفه وجلسات محاكمته الصورية بالحجة والدليل”.

واعتبرت الهيئة أن دخوله في الإضراب عن الطعام “هو تعبير عن فقدان ثقته في القضاء ورد فعل احتجاجي عن الظلم الذي تعرض ويتعرض له”، داعية المسؤولين إلى “التحرك قبل فوات الآوان، لأن خطوة إعمراشا قد تفضي به إلى الشهادة، لا قدر الله، بعد أن صبر كثيرا وتحمل ما هو أكثر”.

وطالبت “ثافرا” بتحقيق مطالب إعمراشا المتعلقة بـ”فتح تحقيق نزيه في شأن احتجازه قسريا وفي كل الخروقات التي رافقت محاكمته، بجانب تحسين ظروفه داخل السجن من حيث التغذية والمأوى والتطبيب والزيارة، والسماح له بتمضية فترة الفسحة بشكل جماعي كما هو الحال بالنسبة لكافة السجناء”.

وفي نفس السياق، حذرت الجمعية ذاتها، “الدولة المغربية من التطورات الخطيرة التي تعرفها وضعية معتقلي حراك الريف المشتتين على مختلف السجون، وهي خطورة لا تنحصر فقط في كارثية ظروف اعتقالهم داخل تلك السجون، إن على مستوى التغذية والمأوى والتطبيب والزيارة أو على مستوى المعاملة الإنتقامية واللاقانونية ضدهم، في تعارض صارخ مع أبسط حقوق السجناء وبالأحرى حقوق المعتقلين السياسيين”.

وترى الجمعية أن ملف معتقلي حراك الريف “هو ملف سياسي وأن حله لن يكون إلا سياسيا، وما دام الأمر كذلك فعلى مؤسسات الدولة المعنية بقضية معتقلي حراك الريف الإسراع في أجرأة هذا الحل وتفعليه الآن قبل الغد، تجنبا لتعقيدات أكثر ولمآسي أكبر بين صفوف المعتقلين وعائلاتهم وأهل الريف، ودرءا للمزيد من المظالم التي لا مبرر لها، لاسيما أن مسار قضية معتقلي حراك الريف التي هي مثار اهتمام ومتابعة المنتظم الدولي أخذت منعطفا خطيرا وحاسما”.

وخلف الحكم على إعمراشا موجة تنديد واسعة لدى منظمات حقوقية، حيث وصفت منظمة العفو الدولية، الحكم عليه بالسجن النافذ 5 سنوات، بأنه “صفعة مريعة أخرى لحرية التعبير في المغرب وفشل صارخ لنظام العدالة”، فيما طالبت هيئات ونشطاء بتدخل الحكومة من أجل مراجعة الحكم وإطلاق سراح المعتقل رقم 2064 بسجن سلا 2، والإمام السابق بإقليم الحسيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    بلحيته يظهر انه ملتزم.والملتزم بدينه لابد له ايؤمن بالقضا وللقدر.والسجن قدر مقدر عليه فمن للمفروض ان يؤمن يقضاء الله.وسال الله الفراج.والاضراب عن الطعام يعني غضبه من قدر الله