سياسة

“زيارة” نتنياهو للمغرب.. الشيات: مجرد فقاعات.. والعلمي: جريمة لا تقبل

في ظل غياب موقف رسمي للخارجية المغربية، تستمر وسائل إعلام إسرائيلية في الترويج لقرب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى المغرب في مارس المقبل، وعقده لقاء سريا مع وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة في شتنبر من السنة الماضية، مع محاولة 4 دول من ضمنها السعودية والإمارات، التدخل من أجل ترتيب زيارة لنتنياهو إلى المملكة، كما ذهبت خارجية “إسرائيل” إلى حد حذف الجزء الشمالي للمغرب من خريطة العالم.

لقاء سري.. ودور الرياض وأبوظبي

ونشرت قناة القناة الإسرائيلية الثالثة عشر، تقريرا أفادت من خلاله أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، “التقى سرا مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في شتنبر 2018″، مشيرة إلى أن 4 دول من ضمنها السعودية والإمارات، تدخلت من أجل ترتيب زيارة لنتنياهو إلى المغرب، لكن المسؤول الإسرائيلي لم ينجح في هذا المسعى.

وأوضحت القناة، أن “نتنياهو التقى بوريطة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، خلال التاريخ السالف، حيث بحث الطرفان خطوات تطبيع العلاقات الثنائية بين الرباط وتل أبيب، والمواجهة ضد إيران”.

وأشار التقرير إلى أن “شهر يناير الماضي شهد الكشف عن رفض تونس والجزائر السماح لطائرة نتنياهو باستخدام أجوائهما للوصول إلى المغرب، مع ترجيح أن يكون هذا الرفض منسقا بين الدولتين في موقف موحد ضد هذا الطلب الإسرائيلي، حيث كان متوقعا أن يزور المغرب في مارس القادم، لكن المسؤولين في الرباط طلبوا منه إرجاء الزيارة إلى موعد آخر”.

وأبرزت القناة أن “دولا حاولت التدخل لدى تونس والجزائر للموافقة على تحليق طائرة نتنياهو في أجوائهما، ومن هذه الدول: فرنسا والولايات المتحدة والسعودية والإمارات، والتي وعدت أن يبقى أمر طائرة نتنياهو سراً دون تسريبه لوسائل الإعلام، كي لا يتسبب بغضب شعبي في الدولتين، لكن الرفض بقي قائما”.

واعتبر المصدر ذاته، أن الرفض التونسي الجزائري وصل إلى الاعتراض على اقتراح فرنسي يقضي بأن تقوم طائرة مغربية بنقل نتنياهو من إسرائيل إلى المغرب، وقد تم إبلاغ سلطات المطارات في جنوب إسبانيا بنبأ ترتيبات الزيارة، في حين تم إرسال وفد أمني إسرائيلي إلى ذلك المطار يوم 15 يناير لفحصه ومعاينته، لكن الزيارة لم تخرج إلى حيز التنفيذ”.

تعليق الحكومة

وأمام صمت وزارة الخارجية المغربية، أوضح الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن ما يتم تداوله حول قرب زيارة رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو إلى المغرب “مجرد إشاعة”.

وأضاف الخلفي، الندوة الصحفية التي أعقبت الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، في نهاية يناير الماضي، ردا على سؤال لجريدة “العمق” بخصوص ما تداولته صحف إسرائيلية وعربية، حول زيارة “نتنياهو” إلى المغرب، قائلا: “أنا لا أجيب على الشائعات”.

حذف خريطة المغرب

وأقدمت وزارة الخارجية “الإسرائيلية”، على حذف الجزء الشمالي للمغرب من خريطة لدول العالم نشرتها على صفحتها بموقع “تويتر”، وأعادت سفاراتها بالعالم مشاركتها.

صورة الخريطة التي نشرتها الخارجية “الإسرائيلية”، علقت عليها بالقول: “إيران نشرت الصواريخ الباليستية على مدى 2000 كيلومتر (1250ميل)، ووضعت مجموعة من الدول من بينها أجزاء من أوروبا تحت مرمى نيرانها”.

واتضح من خلال الصورة المنشورة أن خارجية الكيان الصهيوني قامت بحذف الجزء الشمالي للمغرب من على خريطة العالم، مع الإبقاء على أقاليمه الجنوبية، قبل أن تتدارك ذلك بيوم وتعيد نشر خريطة المغرب كاملة، دون تقديم أي توضيح أو اعتذار.

“جريمة تطبيعية”

وفي هذا الإطار، قال عبد القادر العلمي منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، إن الزيارة “إذا حصلت فعلا ستكون جريمة تطبيعية خطيرة لن نقبلها لبلادنا”، موضحا أن هناك محاولات فعلا لكنها لحد الآن لم تعط أكلها”.

وحذر العلمي، في تصريح لجريدة “العمق”، من إقدام السلطات المغربية “السماح لأي مجرم صهيوني بزيارة المغرب”، مشيرا بالقول: “لا نقبل لمثل هؤلاء المجرمين أن يدنسوا أرضنا” وفق تعبيره.

منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، قال إن “الكيان الصهيوني يعمل بكل الوسائل للوصول إلى تطبيع علاقاته بالمحيط العربي، ويعمل على استهداف المغرب في هذا السياق، ولا شك أن تنياهو يبذل مساعيه للوصول إلى زيارة المغرب، واتخاذ وساطات وكذا كل الطرقالتي من الممكن أن تؤدي به لهذه الزيارة”.

وأكد العلمي، أن “مجموعة العمل الوطنية من أجل افلسطين لا يمكن إلا أن تدين أي علاقة أو زيارة لما تعتبره مجرم حرب، ومرتكب جرائم ضد الانسانية، لا يمكن بالتالي أن نقبل بزيارته”.

“مجرد فقاعات”

من جانبه، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامة محمد الأول بوجدة خالد الشيات، أن ما يروج عن زيارة نتنياهو إلى المغرب “مجرد فقاعات”، لافتا إلى أن موقف المغرب من القضية الفلسطينية ثابت، فـ”من بين المشاكل التي أججت الوضع مع إسرائيل هو موقف المملكة من القضية الفلسطية” يقول المتحدث.

وقال الشيات، في تصريح لجريدة “العمق”، “لا أعتقد أن المغرب يريد تطبيعا مجانيا مع إسرائيل، ولا مصلحيا من خلال ضمان مصالحه مع اللوبي الصهيوني في العالم على حساب القضية الفلسطينة، فهذا الامر ثابت”.

وتابع المتحدث، أن “المغرب لديه ذاكرة في هذه المسألة وله تاريخ وليس هناك ما يمكن أن يُضغط به على المغرب لتغيير هذا الموقف التاريخي من القضية”.

وأوضح أنه حتى وإن كانت هناك لقاءات فستكون غير مباشرة، و”إذا سربت الخارجية الإسرائيلية أو غيرها لمسائل أخرى فعليها أن تثبت ذلك، فعندما اجتمع رئيس وزراء الاسرائيلي مع وزراء الخارجية الاماراتي والسعودي قام بتسريب فيديو لهذا اللقاء، على عكس ما يقوله البروتوكول” وفق قوله، ولافتا إل أن “اسرائيل ليس لها ما تخفيه إذا كانت هناك علاقات مباشرة مع دولة عربية معينة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *