مجتمع

هيئات حقوقية تحتج أمام سفارة المغرب بباريس تنديدا بـ”نسف” ندوة

لا تزال ردود الأفعال حول “نسف” ندوة بباريس حول “حرية الصحافة بالمغرب”، متواصلة، حيث تستعد منظمات حقوقية مغربية بأوروبا لتنظيم وقفة احتجاجية أمام سفارة المغرب بفرنسا يوم الخميس 28 فبراير 2018.

وعبرت منظمات ديمقراطية مغربية بأوروبا، في بلاغ لها، اطلعت عليه جريدة “العمق”، عن غضبها إزاء نسف ندوة نظمتها جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، بباريس يوم 14 فبراير، حول موضوع “حرية الصحافة بالمغرب”.

واعتبرت أن ما قام به من أسمتهم بـ”عشرات البلطجية” هدفه هو إسكات الأصوات التي تعمل من أجل دولة ديمقراطية بالمغرب، مضيفة أن هذا العنف والترهيب الذي يمارسوه أعداء الحرية والديمقراطية لن يمنعها في الاستمرار في عملها.

وشددت المنظمات الموقعة على هذا البلاغ، على أن ما وقع في ندوة باريس “يذكرنا بسنوات الرصاص”، داعية كل الديمقراطيين والمدافعين عن الحرية إلى الانضمام إلى الوقفة الاحتجاجية المزمع تنظيمها الخميس المقبل على الساعة السادسة مساء أمام سفارة المغرب بباريس.

حزب سياسي يطالب باستدعاء سفير المغرب
طالب الحزب الشيوعي الفرنسي، باستدعاء السفير المغربي لدى قصر الإليزيه على خلفية الأحداث التي تسببت في نسف ندوة نظمتها جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، الجمعة الماضية، حول موضوع “حرية الصحافة بالمغرب”، بالعاصمة الفرنسية باريس.

وقال بلاغ للحزب الشيوعي الفرنسي، اطلعت جريدة “العمق” على مضمونه، إن أزيد من 15 عنصرا قاموا بـ”هجوم عنيف” من أجل “نسف” ندوة لجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب حول موضوع حرية الصحافة، مطالبة السلطات الفرنسية بمقاضاة المغرب.

شيوعيي فرنسا الذين يتزعمهم “بيار لوران”، أوردوا في ذات البلاغ، أن الهدف من هذا “الهجوم إهانة المشاركين في هذه الندوة وتعنيفهم وتدمير الممتلكات، هو إسكات الديمقراطيين الذين يدينون الترهيب والاعتقال التعسفي وإدانة الصحافيين”، مضيفة أن “ترتيب المغرب في حرية الصحافة هو 135 من أصل 180 بلدا”.

واعتبر الحزب الذي تأسس في 1920، أن هذا الهجوم لا يجب أن يمر دون اتخاذ إجراءات قضائية واستدعاء سفير المغرب، معربا عن “تضامنه مع جمعية ASDHOM ومع الصحافيين الذي يكشفون بشجاعة انتهاكات حقوق الإنسان والفساد”.

رواية الرياضي
وكانت الناشطة الحقوقية خديجة الرياضي، قد قالت في اتصال هاتفي مع جريدة “العمق”، إن الندوة نظمتها جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، وكانت مخصصة للحديث عن “حرية الصحافة بالمغرب”، مضيفة أن الندوة نظمت بقاعة عمومية وكانت مفتوحة.

وأضافت الرياضي، أنها كانت من بين المدعوين إلى هذه الندوة بالإضافة إلى الصحفي هشام المنصوري، وصحفية فرنسية متابعة لأوضاع حرية الصحافة بالمغرب، مضيفة أن التشويش بدأ مباشرة بعد أن تناول مسير الندوة الكلمة.

وأوضحت، أن عناصر قالت إنهم “يتحدثون بالدارجة المغربية” بدؤوا بالصراخ والسب والشتم، عندما تناولت فتيحة أعرور عضو مكتب الجمعية الكلمة، والتي جاء فيها “المغرب والصحراء الغربية”، وكانوا يرددون “الصحراء مغربية، ويا خونة”.

وتابعت الرياضي، قائلة: “وجدناهم داخل القاعة، لم أكن أعرفهم، رأيت فقط البرلمانية حنان رحاب، لكن لا أعرف ما إن كانت معهم أم لا، كان هناك أيضا المحامي كروط”، مضيفة: “قبل بداية الندوة توزعوا على أرجاء القاعة، والحمد لله كلشي تصور حتى واحد ميكذب علينا”.

واستطردت بالقول: “بدأ أحدهم يصرخ لا تقولوا المغرب ليس فيه قانون، المغرب ليس فيه قمع، واستمر في السب والشتم”، مضيفة أن “حدة التشويش ارتفعت عندما تناولت الكلمة، حيث قام هؤلاء بقطع الكهرباء عن القاعة وإطلاق روائح كريهة”.

وأردفت الرياضي، أن منظمي الندوة اضطروا إلى الاتصال بالشرطة بعد أن بدأ هؤلاء برفع الكراسي في عمق القاعة وحاولوا الاقتراب من المنصة، مضيفة أنهم لاذوا بالفرار قبل حضور عناصر الأمن إلى القاعة، حسب روايتها.

رواية رحاب
كشفت البرلمانية الاتحادية حنان رحاب، عن روايتها بشأن الأحداث التي شهدتها ندوة نظمتها جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، الجمعة الماضية، بالعاصمة الفرنسية باريس، حول موضوع حرية الصحافة.

وقالت رحاب في بلاغ توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن الناشطة الحقوقية خدية الرياضي ذكرت اسمها في الأحداث التي عرفتها الندوة، وذلك “بشكل يترك الإلتباس لدى القارئ بخصوص مساهمتي المفترضة فيما وقع من أحداث”.

وأوضحت البرلمانية أن “هذه الصيغة الواردة في تصريح الرياضي، ورغم إشارتها إلى عدم تأكدها من تواجدي برفقة من تشير إليهم بأصابع الإتهام، إلا أن الاستدراك الوارد في التصريح يفتح الباب أمام الغموض الذي من شأنه الإضرار بي معنويا”.

وأشارت المتحدثة إلى أن حضورها إلى الندوة المذكورة “كان بدعوة من أحد أصدقائي الاتحاديين في باريس وذلك بعد حضورنا لقاء جمعويا هناك”.

وأضافت: “حضرت الندوة من باب الاهتمام بكل مايتعلق بالحريات وحرية الصحافة أساسا، ومن باب المشاركة في النقاش والمساعدة على إيضاح بعض النقاط المرتبطة بملف الصحافة، وأيضا طبيعة المشاركين في الندوة ومواقفهم المعروفة والتي اعتبرها غير موضوعية، وقد لي أن ناقشتهم فيها كانت دافعا لي لحضور الندوة وكلي عزم على مناقشتهم أمام الحضور المتنوع بالندوة”.

وتابعت قولها: “حاولت خديجة الرياضي منذ البدء استفزاز الحاضرين من خلال ترديد عبارة: جايبين لينا البلطجية حتى من المغرب، لوصف بعض الحاضرين والحاضرات الذين لم يرقها تواجدهم في مكان الندوة”.

ولفتت إلى أن الأمر “اضطر الحاضرين إلى تذكيرها بكل هدوء إن وضعها كحقوقية لايسمح لها باستعمال مثل هاته المصطلحات لوصف من لا يوافقونها الرأي، وأنها ملزمة باحترام حقوق الإنسان، وفي مقدمتها الحق في عدم استعمال ألفاظ قدحية وحق الآخر في الاختلاف مع ما تروج له ومناقشتها في الأمر”.

واعتبرت أنها من خلال حضورها في الندوة “فهمتُ من تواجد محمد رضا والرياضي أن الندوة لن تتحدث عن حرية الصحافة بل عن قضية بوعشرين التي أراد منظمو هذا اللقاء أن يروجوا بخصوصها مغالطات موجهة للرأي العام الأوربي، لذلك أصررت على أن أوضح أن قضية بوعشرين ليست قضية رأي وحريته بل هي قضية اغتصاب واتجار بالبشر واستغلال جنسي”، وفق تعبيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • معلق
    منذ 5 سنوات

    الرياضي أصدق نبأ من رحاب